واشنطن: الخيار العسكري مع طهران مطروح

إيران تتلقّى ضربات متتالية في شرق سوريا

02 : 00

دوي انفجارات الموقع المستهدف في أصفهان (لقطة من فيديو)

بعد ضربة أصفهان الموجعة في العمق الإيراني، تلقّت الجمهورية الإسلامية ثلاث ضربات متتالية خلال أقلّ من 24 ساعة في شرق سوريا، حيث قُتل 11 مقاتلاً من المجموعات الموالية لطهران جرّاء ثلاثة استهدافات جوّية منفصلة طالت شاحنات بعد عبورها تباعاً من الجانب العراقي، وفق "المرصد السوري" الذي أكد أنها كانت تقلّ أسلحة.

وغداة استهداف مسيّرات قافلة شاحنات في ريف البوكمال، بعد عبورها من العراق، ما أوقع 7 قتلى من القوات الموالية لطهران، استهدفت مسيّرة صباح الإثنين سيارة رباعية الدفع في المكان ذاته. وأدّى القصف إلى "مقتل قيادي في مجموعة مقاتلة موالية لإيران مع اثنين من مرافقيه من جنسيات غير سورية"، بينما كانوا يتفقدون موقع الاستهداف ليلاً.

وبعد ساعات عدّة من الهجوم الثاني، استهدفت مسيّرة صهريج نفط، رجّح "المرصد السوري" أنه كان يقلّ أسلحة وذخائر، ما أدّى إلى انفجاره ومقتل مقاتل موالٍ لإيران. ولم يتمكّن المرصد من تحديد جنسيات القتلى في الهجمات الثلاث، ولا هوية الجهات التي نفّذتها. ولم يُعلن أي طرف مسؤوليّته حتى اللحظة.

وفي العراق، أكد مسؤول من سلطات الحدود لوكالة "فرانس برس" أنّ "الشاحنات التي قصفت داخل سوريا عراقية، لكنّها لا تحمل أي بضائع عراقية"، لافتاً إلى أنّ "الشاحنات تقلّ بضائع إيرانية في اتجاه سوريا وقد عبرت من منافذ غير رسمية"، مرجّحاً استخدام شاحنات عراقية عوض الإيرانية لتلافي تعرّضها للقصف.

وكشف المرصد أن "الحرس الثوري" الإيراني بدأ بإخلاء العديد من مقرّاته العسكرية في البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، وسط حالة استنفار لعناصر "الحرس" وانتشارهم في الشوارع تخوّفاً من تكرار الضربات الجوية، وتزامن الاستنفار مع تحليق طيران مسيّر مجهول في أجواء المنطقة.

وبعد الهجوم المنسوب إلى إسرائيل في أصفهان، أبلغ الجهاز الأمني الإسرائيلي، بحسب هيئة البث الرسمية "كان"، أنه يجري استعدادته لامكانية انتقام من جانب إيران، في حين أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران روبرت مالي أن بلاده لن تتردّد باتخاذ أي خطوة لوقف سلوك إيران العدواني إذا فشل الحوار.

وهدّد مالي خلال مقابلة مع شبكة "بي بي سي" بأنّ الخيار العسكري مع إيران مطروح إذا فشل المسار الديبلوماسي، محذّراً من أن الجمهورية الإسلامية قريبة من امتلاك ما يكفي من اليورانيوم لصنع قنبلة نووية. بالتوازي، استدعت طهران القائم بالأعمال الأوكراني بعدما أدلى مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك بتصريحات عن هجوم بمسيّرات استهدف منشآت عسكريّة في إيران، على ما ذكرت وزارة الخارجية الايرانية.

وانتقدت طهران إشارة بودولياك في تغريدة إلى هجوم على منشآت عسكرية في أصفهان، واندلاع حريق في مصنع لزيت المحرّكات تابع للدولة، من دون أن يكون هناك رابط بينهما. وكتب المستشار الأوكراني في تغريدة: "ليلة متفجّرة في إيران - إنتاج مسيرات وصواريخ ومصاف للنفط"، مضيفاً أن "أوكرانيا حذّرتكم".

وأشار إلى أن "منطق الحرب يجعل المرتكبين والمتواطئين يدفعون الثمن"، بينما وصفت الخارجية الإيرانية في بيان موقف المستشار بأنه "غريب ومنحاز"، مطالبةً بـ"تفسير رسمي وفوري من الحكومة الأوكرانية" في شأن هذا التصريح. بالتزامن، دانت الخارجية الروسية الهجوم "الاستفزازي" بمسيّرات على منشأة للدفاع في إيران، معتبرةً أن "مثل هذه الأعمال المدمّرة يُمكن أن يكون لها عواقب لا يُمكن التنبؤ بها على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".

على صعيد آخر، أعلنت أذربيجان أنّ سفارتها في إيران ستوقف موَقتاً نشاطاتها بعد إجلاء الموظّفين وعائلاتهم من إيران، بعد ثلاثة أيام على استهدافها بهجوم أدّى إلى مقتل شخص وإصابة اثنين.


MISS 3