في ختام جولته الديبلوماسية التي سعى من خلالها إلى خفض التصعيد بين الإسرائيليين والفلسطينيين، عبّر وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن من مقرّ السلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية أمس، عن حزنه لمقتل فلسطينيين أبرياء، محذّراً من أن الفلسطينيين يواجهون "تقلّصاً في أفق الأمل".
ودعا بلينكن خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الطرفين، إلى العمل على تجنّب إراقة الدماء. وقال: "يُعاني الفلسطينيون والإسرائيليون على حدّ سواء من انعدام الأمن المتزايد والخوف المتزايد في منازلهم وفي مجتمعاتهم وفي أماكن عبادتهم"، مبدياً اعتقاده بأنّه "من المهمّ اتخاذ خطوات للتخفيف من حدّة التصعيد ووقف العنف وتقليل التوترات ومحاولة إيجاد الأُسس لمزيد من الإجراءات الإيجابية للمضي قدماً".
كذلك، حضّ بلينكن السلطة الفلسطينية على تعزيز "مساءلتها"، متعهداً بتقديم 50 مليون دولار للسلطة. وأكد التزام الولايات المتحدة حلّ الدولتَين، مؤكداً معارضة أي إجراءات أحادية الجانب تحول دون ذلك. وعدّد ضمن هذه الإجراءات "توسيع المستوطنات أو إضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية وأعمال الهدم والطرد وتغيير الوضع القائم في الأماكن المقدّسة وبالطبع التحريض على العنف أو الموافقة عليه".
وردّد الوزير الأميركي مراراً دعم الولايات المتحدة قيام دولة فلسطينية، مشيراً خلال حديثه لصحافيين في القدس قبل مغادرته، إلى "أفكار بناءة" حول كيفية "خفض حالة الغليان"، من دون أن يخوض في تفاصيلها، لكنّه لفت إلى أن كبار المسؤولين في فريقه سيبقون في المنطقة ليروا "كيف يُمكن أن تُحرز هذه الخطوات تقدّماً فعليّاً"، فيما حمّل عباس إسرائيل "مسؤولية ما يحدث اليوم".
وقبل توجّهه إلى رام الله، التقى بلينكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غلانت الذي أشاد بـ"التعاون الأميركي - الإسرائيلي"، وشكر الوزير الأميركي على "دعمه الثابت للتفوق العسكري النوعي لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها".
في سياق متصل، استقبل عباس في رام الله رئيس جهاز المخابرات المصرية عباس كامل ورئيس جهاز المخابرات الأردنية أحمد حسني. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أنهما نقلا "رسائل دعم وتضامن" كلّ من الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني مع "فلسطين وشعبها الشقيق والحرص على الأمن والاستقرار في المنطقة".
وشدّد عباس على أهمية استمرار التنسيق مع الجانبَين المصري والأردني، وأعرب عن "شكره للجهود التي تبذلها كلّ من مصر والأردن للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيّته العادلة". بالتوازي، يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في البيت الأبيض الخميس، وفق وكالة الأنباء الأردنية "بترا".
وذكرت "بترا" أن المباحثات ستتطرّق إلى "المستجدّات في الإقليم والعالم، خصوصاً المتعلّقة بالقضية الفلسطينية ودور الولايات المتحدة المحوري حيالها، فضلاً عن تبعات الأزمة في أوكرانيا".
ميدانيّاً، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي مساء أمس أن إصابتين وقعتا إثر حادث دهس على حاجز زعترة جنوب مدينة نابلس في شمال الضفة الغربية، فيما أوضح الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب أنه يتحرّى التفاصيل. وهذا يعني أن الجيش لم يؤكد أن الحادث هجوم فلسطيني.
