قمة أوكرانية - أوروبية الجمعة: رسالة إلى الشركاء والأعداء

02 : 00

جنود يحملون نعش قيادي في كتيبة "آزوف" بعد مراسم جنازته في كييف أمس (أ ف ب)

كشف رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال أمس أنّ قمّة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي ستُعقد في كييف الجمعة غداة "مشاورات حكومية" ستجري بين أوكرانيا والمفوضية الأوروبّية و"ستكون الأولى في تاريخنا"، في وقت أعلنت فيه كييف أن الدول الغربية تعهّدت تسليمها "120 إلى 140" دبابة ثقيلة للتصدّي للجيش الروسي الذي كثّف هجومه في الفترة الأخيرة، معلناً السيطرة على قرية بلاهوداتني قرب باخموت، أحد مراكز القتال شرقاً.

وإذ اعتبر شميهال خلال اجتماع حكومي أنّ "عقد هذه القمّة في كييف يوجّه رسالة قوية إلى الشركاء والأعداء على حدّ سواء"، أوضح أنّه يتوقّع من القمّة "تقييماً مرحلياً إيجابياً لجهودنا لتحقيق التكامل مع أوروبا". وبرأي شميهال، فإنّ المحادثات الوزارية المقرّرة الخميس والقمّة المقرّرة الجمعة يُفترض أن "تسمح لأوروبا بأن تؤمن بانتصار أوكرانيا" وأن "تدعم تحرّكنا السريع نحو عضوية الاتّحاد الأوروبي".

وتابع: "نُريد وضع خريطة طريق مفصّلة حول الطريقة التي سنجتاز فيها مسار التكامل الأوروبي في أسرع وقت ممكن". وشدّد رئيس الوزراء الأوكراني خصوصاً على الأهمية الجوهرية المتمثّلة بإفساح المجال أمام بلاده للوصول إلى السوق الاقتصادية الأوروبّية، في وقت انهار فيه الاقتصاد الأوكراني منذ بدء الغزو الروسي قبل نحو عام.

توازياً، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أنه سيبحث مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في طلبات كييف الحصول على أسلحة متطوّرة لمواجهة روسيا. وقال بايدن لصحافيين: "سنتحدّث" في هذا الشأن، بعدما ردّ في وقت سابق بـ"لا" على سؤال طُرح عليه في البيت الأبيض حول تأييده إرسال مقاتلات من طراز "أف 16" إلى أوكرانيا، بينما كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أوضح أنّ تزويد أوكرانيا مقاتلات "ليس أمراً مستبعداً".

وفي سياق متّصل، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في مقطع فيديو على "فيسبوك": "في الدفعة الأولى من المساهمات، ستتلقى القوات الأوكرانية 120 إلى 140 دبابة حديثة غربية"، مذكّراً بأن هذه الدبابات هي من طراز "ليوبارد 2" الألمانية و"تشالنجر 2" البريطانية و"أبرامز" الأميركية. كما أعلنت فرنسا أنها ستُسلّم أوكرانيا 12 مدفعاً إضافيّاً من نوع "سيزار" من عيار 155 ملم، تُضاف إلى 18 قطعة سبق وسلّمتها باريس إلى كييف.

على الأرض، تبدو القوات الروسية مصمّمة على أخذ زمام المبادرة من جديد، بعد النكسات الميدانية التي تكبّدتها في الخريف الماضي والتي أجبرتها على الانسحاب من شمال شرق البلاد وجنوبها. وبالفعل، ضاعفت قوات موسكو جهودها خصوصاً لمحاولة السيطرة على مدينة باخموت التي تشهد معارك شرسة منذ الصيف الماضي وقد سجّل فيها دمار هائل وخسائر عسكرية كبيرة جدّاً.

وتقود مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الهجوم على باخموت، وقد أعلنت نهاية الأسبوع الماضي السيطرة على بلدة بلاهوداتني. لكنّ وزارة الدفاع الروسية أعلنت خلال مؤتمرها الصحافي اليومي عن الوضع الميداني في أوكرانيا أمس، "تحرير قرية بلاهوداتني" إثر هجوم شنّته "وحدات هجومية مؤلّفة من متطوّعين" بدعم جوي ومدفعي، في حين كلّف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزيرَي الدفاع والخارجية التفاوض مع نظيرَيهما البيلاروسيَّين لإنشاء مراكز تدريب عسكرية مشتركة مع بيلاروسيا.

ديبلوماسيّاً، كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن وزير الخارجية المصري سامح شكري نقل له رسالة حول أوكرانيا من وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن عقب زيارة الأخير إلى القاهرة. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع شكري: "روسيا مستعدّة للاستماع لأي مقترحات جادة تهدف إلى تسوية الوضع الحالي برمّته في سياقه الشامل".

وفي الغضون، فرضت الولايات المتحدة قيوداً جديدة على الصادرات إلى 7 كيانات إيرانية. وأوضحت وزارة التجارة الأميركية في بيان أنها أضافت هذه الكيانات إلى لائحة الحظر التجاري الأميركية بسبب مساعدتها للجيش الروسي في إنتاج المسيّرات. وبحسب البيان، تضمّنت اللائحة، بشكل خاص، العديد من شركات صناعة الطيران وكذلك القوات الجوية التابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني.

على صعيد آخر، اتّهمت المجر السويد بـ"الغباء" على خلفية إقدام متطرّف على حرق مصحف في ستوكهولم في واقعة دفعت تركيا إلى تعليق مفاوضات انضمام السويد وفنلندا إلى "حلف شمال الأطلسي"، فيما اعتبر الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ من طوكيو أنه يجب على اليابان والحلف "الحفاظ على الوحدة والحزم" في مواجهة التهديدات الأمنية التي تُمثّلها الصين وكوريا الشمالية وحرب روسيا في أوكرانيا، محذّراً من أن بكين تُراقب عن كثب التطوّرات في أوكرانيا و"تتعلّم دروساً قد تؤثر على قراراتها المستقبلية".


MISS 3