عماد موسى

اللهمّ ألّا يسبقني الجنرال!

2 شباط 2023

02 : 00

فلتسقط كلّ الأخلاقيات التي تنادي بتصالح الإنسان مع جسده، وتصالح الجسد مع العمر السائر بنا إلى التهلكة لا محالة، ولتسقط معها مقولة "لكلّ فترة عمرية رونقها وبهاؤها" المستعملة للتخفيف من وقع الزمن. وأنا أشاهد على "نتفليكس" فيلم "أرواحنا في الليل" Our Souls at Night (2017) كدت أُصدق وجود حلاوة ما في مرارة السنين. يؤدي دوري البطولة في الفيلم الرومنسي هذا كلّ من العجوز الممشوقة جاين فوندا (86 عاماً) والعجوز الجذّاب روبرت رودفورد (87 عاماً). الأرملة أدي مور والأرمل لويس ووترز جمعتهما الجيرة والحاجة إلى المؤانسة الليلية. ما حصل، أن الجارة كسرت قدمها قبل النهاية السعيدة، ولو طال الفيلم أكثر لربما شهدنا انتكاسات أكثر والحبيبان لا تهزّهما على شوار.

لطالما اهتممت، بوسائل إطالة الحياة، ومحاربة شيخوخة الخلايا وإعادة البرمجة الجينية. جيف بيزوس يشاركني الإهتمامات نفسها مع فوارق جد بسيطة، فأخونا جيف مثلاً لا يتكّل على منصة صيرفة لزيادة دخله الشهري قليلاً بما يكفي لتمويل الأبحاث العلمية.

وفي الأمس، إنضمّ إليّ، وإلى جيف قطب التكنولوجيا الأميركي بريان جونسون، 45 عاماً الذي أنفق مليوني دولار على فريق مكوّن من أكثر من 30 طبيباً وأخصّائياً طبياً يشرفون على كل جانب من جوانب جسمه، ويجرون اختبارات مكثفة، بهدف هندسة جسده ليبدو شاباً يبلغ من العمر 18 عاماً. ويزعم جونسون أنه في غضون عامين قلل من عمره البيولوجي أكثر من 5 سنوات، وأصبح لديه الآن قلب يبلغ من العمر 35 ربيعاً، والجلد والرئة أصبحا أكثر شباباً ولم يستفض في التعداد أكثر.

قد يتساءل قارئ شديد الحشرية ما حاجة صحافي لإعادة العمر إلى سابق ألقه؟

الجواب المختصر: إنه الجشع. وفي التفصيل، ماذا يضيرني إن أصبحت أصغر من ابني، كبنيةٍ جسدية، بثلاثة أعوام؟ لا شيء. لربّما أتاح لي العمر الـ"إكسترا" تخصيص وقتٍ أكبر للسباحة ووقتٍ أقلّ للبرونزاج على أمل أن أحطّم الرقم القياسي في الـ200 متر فراشة المسجّل باسم إميل جميل لحود في العام 1954.

سأحقّق الإنجاز في افتتاح حوض المسيلحة الأولمبي (1 أيار 2054)، وبشبابي المُستعاد، قد أرغب في تغيير اختصاصي من فن الخبر إلى فنّ الطبخ، مستبدلاً الكمبيوتر بصينية وفرن يعمل على الكتب!

وقد أتعلّم ركوب الخيل والدرّاجات والألواح الشراعية... والخطر.

وإذا عادت الليرة، في عمري الآتي، إلى مجدها السابق في السبعينات (ليرتان وربع مقابل الدولار الواحد)، قد يحتاجني جيف لمساعدته في سداد مستحقات العلماء الذين يعملون لحسابه. اللهمّ ألّا يسبقني الجنرال إلى تناول تلك الكبسولات المفترض أن تعيد الشيخ إلى صباه.


MISS 3