"نداء دولي" يدعم "تحرّر" الإيرانيين... وباريس تندّد بالنظام الغارق "في الإنكار"

"الطاقة الذريّة" تكتشف "تغييراً نوويّاً" في منشأة فوردو

02 : 00

من الأسلحة الإيرانية المخصّصة للحوثيين والمضبوطة في الآونة الأخيرة (القيادة المركزية الأميركية)

مع توالي التحذيرات الدوليّة من التقدّم الخطر للبرنامج النووي الإيراني واقتراب طهران من إمكانيّة تصنيع قنبلة ذريّة واحدة على الأقلّ، انتقدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير سري الجمهورية الإسلامية لإجرائها تغييراً غير مُعلن في الربط بين سلسلتَي أجهزة الطرد المركزي (آي آر 6) لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة في محطّة فوردو النووية.

وورد في التقرير المُرسل إلى الدول الأعضاء أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي "قلق من أن إيران أجرت تغييراً كبيراً في معلومات تصميم محطة فوردو لتخصيب الوقود، متعلّقاً بإنتاج اليورانيوم العالي التخصيب، من دون إخطار الوكالة مسبقاً"، وفق وكالة "رويترز".

وأكدت الوكالة أن الأنشطة في منشأة فوردو تتعارض مع الالتزامات التي تعهّدت بها طهران. وبحسب التقرير، تبيّن خلال تفتيش مفاجئ من قبل الوكالة لمنشأة فوردو، أن هناك تغييراً في سلسلتَين من أجهزة الطرد المركزي (آي آر 6) لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة.

ويُحذّر خبراء حظر انتشار الأسلحة النووية من أن لدى إيران ما يكفي من اليورانيوم المخصّب بنسبة تصل إلى 60 في المئة، وهي خطوة فنية تسبق مستويات تصنيع الأسلحة النووية عند نسبة 90 في المئة، لصنع سلاح نووي واحد إذا قرّرت القيام بذلك.

أمّا على خطّ "ثورة الحرّية" التي تُنادي بإسقاط النظام الإيراني، فقد أطلقت مئات الشخصيات الدولية أمس نداءً مشتركاً لتقديم دعم ثابت للإيرانيين الذين يحتجّون على النظام في بلدهم ويتحدّون القمع.

وجاء في النداء الذي نشرته منظمة "فريدوم هاوس" الأميركية غير الحكومية أنّ "انتصار الحرّية في إيران يُمكن أن يُعيد إحياء الموجة الديموقراطية العالمية التي كانت قوية جدّاً في نهاية القرن العشرين، لكنّها ضعفت في مواجهة الهجمة الاستبدادية المضادّة".

والبيان الذي وقّعته 480 شخصية، من بينها الكاتبة البيلاروسية الحائزة جائزة نوبل سفيتلانا أليكسييفيتش ووزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون والممثل ريتشارد غير، يؤكّد أنّ المحتجّين "يستحقّون دعماً ثابتاً من محبّي الحرّية في العالم".

وأضاف البيان أنّ انتصارهم "سيعني التحرّر من نظام ينكر الانتخابات الحرّة وحرّية التعبير وسيادة القانون العادل والحرّية الشخصية في مجالات بسيطة مثل اختيار الملابس". وشدّدت الدعوة أيضاً على أنّ "إنهاء نظام الجمهورية الإسلامية المعادي للنساء سيُشكّل نقطة تحوّل عالمية في المسيرة الطويلة نحو عالم تُعامل فيه المرأة على قدم المساواة".

ودعا الموقّعون الحكومات إلى فرض عقوبات على جميع المسؤولين الإيرانيين المتورّطين في حملة القمع، بمَن فيهم القائد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، وإلى تصنيف "الحرس الثوري" "منظمة إرهابية". كما دعوا زعماء "الحكومات الديموقراطية" إلى "استقبال قادة المعارضة الإيرانية" في "اجتماعات مُعلنة".

توازياً، اعتبرت الوزيرة الفرنسية للشؤون الأوروبّية لورانس بون أمام أعضاء مجلس الشيوخ أنّ النظام الإيراني يغرق "في حالة من الإنكار ونظرية المؤامرة" بعد العقوبات التي فرضتها طهران على الأوروبّيين، والتي "تُترجم قصر نظر النظام الإيراني"، فيما أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن بلاده ستُبقي على القيود المفروضة على الوصول إلى "إنستغرام" و"واتساب" المحظورتَين منذ أشهر بسبب حركة الاحتجاج الشعبية.

وعلى صعيد الهجوم الذي استهدف موقعاً عسكريّاً في أصفهان، اتهمت إيران فصائل كردية تتمركز في العراق بـ"الضلوع" في الهجوم بالمسيّرات الأسبوع الماضي على موقع تابع لوزارة الدفاع في وسط البلاد. وادّعت وكالة "نورنيوز" أن أجزاء من المسيّرات التي استُخدمت في "تنفيذ العمل العدائي ضدّ المنشأة الدفاعية في أصفهان قبل أيام، دخلت إلى جانب مواد متفجرة، إلى إيران بمشاركة وتوجيهات الجماعات الكردية المناهضة للثورة المتمركزة في إقليم كردستان العراق".

وأضافت "نورنيوز" أن مجموعات كردية أحضرت أجزاء المسيّرات ومواد متفجرة إلى داخل إيران "من إحدي الطرقات التي يتعذّر الوصول إليها في شمال غرب البلاد"، بناءً على "أوامر جهاز أمن أجنبي".

وفي شأن آخر، أعلنت القيادة المركزية الأميركية اعتراضها 4 عمليات تهريب أسلحة إيرانية للحوثيين خلال الشهرَين الماضيَين. وأشاد قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا بضبط الأمن اليمني أخيراً 100 محرّك للطائرات المسيّرة كانت متجهة إلى الحوثيين.

ويأتي هذا بينما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلاً عن مسؤولين أن القوات الفرنسية الخاصة احتجزت في الآونة الأخيرة زورقاً محمّلاً بأسلحة وذخائر كانت إيران تنقلها إلى الحوثيين في اليمن.


MISS 3