الراعي: لمنح الثقة أو حجبها بعد قراءة البيان الوزاري

02 : 00

الراعي في المطار

أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنه "يجب أن تكون عندنا مؤسسات، إن كان الحكومة أو المجلس النيابي أو رئاسة الجمهورية فهذا هو الهيكل الأساسي. وفي عدم وجوده فالبلد لا يستطيع أن يمشي".

غادر الراعي بيروت متوجهاً إلى روما، في زيارة للفاتيكان تستمر حوالى الأسبوعين للقاء الحبر الأعظم البابا فرنسيس مترئساً وفداً من البطاركة الكاثوليك وللمشاركة في الجمعية العمومية للمجلس الحبري للتربية الكاثوليكية.

وقال الراعي: "الزيارة الى روما هي لبطاركة الشرق الكاثوليك اذ اننا طلبنا اللقاء مع قداسة البابا للحديث عن كل أوضاعنا في بلدان الشرق الاوسط، وحدد الموعد الجمعة (اليوم). وللمناسبة، سيكون هناك عرض للأوضاع السائدة حالياً في لبنان وبلدان الشرق الأوسط وكيف يمكن للكرسي الرسولي أن يساند في ذلك، وهذا دليل على اهتمام العالم بلبنان وإنما على اللبنانيين أن يهتموا بوطنهم".

ولفت الى أنّ "لبنان عاش وشعبه خيبات أمل كثيرة عبروا عنها تباعاً بإضرابات وتظاهرات، وعندما طفح الكيل عبروا عنها بالانتفاضة او بالثورة التي بدأت في 17 تشرين الاول وما زالت قائمة". وقال: "نحن بالاساس كما الجميع، مع مطالبها المحقة على المستوى السياسي والاستقرار السياسي اولاً، وعلى المستويات الاقتصادية والمعيشية والمالية، انما نحن ضد العنف من كل الجهات ان كان العنف من جهة المنتفضين او العنف خارج محله، الذي يأتي من قبل السلطات الامنية. وهذه الامور باتت واضحة أمام أعين الجميع. ولكن يهمني هنا القول إنه علينا ان نظهر أكثر الاهتمام بمؤسساتنا الدستورية لأنه في حال عدم وجود مؤسسات دستورية، والحكومة منها هي السلطة الاجرائية، فهذا يعني الشلل".

وأردف: "من هنا، أود أن أحيي الجميع وأصحاب الارادة الطيبة. ونحن معهم نريد قيامة لبنان ليعود الى سابق عهده ودوره وازدهاره. ويعود اللبنانيون ليعيشوا بكرامة. وجميعنا يعرف أن أكثر من ثلث الشعب اللبناني أصبح تحت مستوى الفقر والاذلال والجوع وزادت الهجرة وخاب أمل الشباب اللبناني. ونحن فرحنا كثيراً بالانتفاضة لأنها أظهرت أن في لبنان شعباً يريد الحفاظ على وطنه وأن يبقى في أرضه. وهذه الامور كلها سوف تكون موضوع بحثنا في ما يخص لبنان مع قداسة البابا والمسؤولين في الفاتيكان".

وقال: "ستكون لي ايضاً بصفتي عضواً في المجمع المختص بالتربية الكاثوليكية مشاركة في الجمعية العمومية لهذا المجمع".

ورداً على سؤال عما اذا كان سيتطرق خلال لقائه مع قداسة البابا الى ما سمي بـ"صفقة القرن" وموضوع التوطين، قال الراعي: "هذه نقطة أساسية وسيتم التطرق اليها. وهذه نقطة موجودة في الدستور ونحن لا نريد توطين الفلسطينيين ولا توطين السوريين. ودائماً نقول هذه الشعوب عندها تاريخ وحضارة ولا بد من عودتهم الى بلدانهم حتى يعيشوا تاريخهم وحضارتهم وثقافتهم وهذا ما نكرره باستمرار، والا نكون امام حربين: الحرب الاولى دمرت الحجر والحرب الثانية هي تدمير ثقافتهم وحضارتهم والشعوب والدول قيمتها ثقافتها وتاريخها وحضارتها وليس الارض فقط".وعن قراءة بكركي لما رشح عن البيان الوزاري، وهل ترى بكركي ان الحكومة قادرة على تلبية ما طالب به الحراك في الشارع، قال الراعي: "إن الحراك في الشارع طالب بحجب الثقة قبل ان يقرأ البيان وعلينا ان نكون واقعيين وعلميين. البيان الوزاري سيرسل الى النواب الذين سيطلعون عليه ويدرسونه ويبحثون فيه، فإما يعطون ثقة على مضمونه وإما يحجبونها ويعطون الاسباب لذلك، وهذا هو عمل المؤسسات الدستورية. إنما ان ننطلق قبل ان نطلع على البيان او نقرأه ولا نعرف ماذا يتضمن ونعلن رفضنا له... فرفض البيان شيء وحجب الثقة بعد قراءة البيان وتمحيصه والنظر فيه بالايجابي والسلبي شيء آخر. فعندها يكونون أحراراً فإما يمنحونها الثقة او لا، ويكون ذلك وفق أصول علمية".


MISS 3