بوتين يصف الغرب بـ"خلفاء هتلر": دبّابات ألمانية تهدّدنا مجدّداً

زيلينسكي: روسيا تحشد للانتقام من "أوروبا الحرّة"

02 : 00

بوتين يضع إكليلاً خلال احتفال بمناسبة الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفياتي على الجيش الألماني في فولغوغراد أمس (أ ف ب)

فيما يُكثّف الجيش الروسي هجماته في شرق أوكرانيا وجنوبها، معلناً تحقيق مكاسب ميدانية حول مدينة باخموت التي تتعرّض لقصف عنيف وحيث تدور معارك ضارية قريبة منها، اتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مع رئيسة المفوضية الأوروبّية أورسولا فون دير لايين في كييف أمس، موسكو، بحشد قواتها المسلّحة للانتقام من أوكرانيا و"أوروبا الحرّة".

وأكد زيلينسكي أنّ "حلم أوروبا سلمية لا يُمكن تحقيقه إلّا مع أوكرانيا، وفقط من خلال هزم روسيا وعدوانها"، في حين كشفت فون دير لايين أنّ الاتّحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على موسكو في الذكرى الأولى لبدء الغزو، مؤكّدة أنّ روسيا تخسر 160 مليون يورو يوميّاً بسبب تحديد سقف لسعر نفطها.

وعُقد المؤتمر الصحافي المشترك بين زيلينسكي وفون دير لايين قبل اجتماع عمل بين فريقيهما الذي شارك فيه خصوصاً 14 مفوّضاً ووزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل وزيلينسكي. وبعد أشهر من حصول أوكرانيا على وضع المرشّح الرسمي لعضوية الاتحاد الأوروبي، تُعقد قمة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا في كييف اليوم، تضمّ فون دير لايين وزيلينسكي ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.

وفي هذا الإطار، اعتبر الرئيس الأوكراني أنّ القمة "مرحلة منطقية وهامة لدمج" أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي، في وقت حذّر فيه وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف من أن روسيا تُخطّط لشنّ هجوم كبير يتزامن مع الذكرى السنوية الأولى للحرب على أوكرانيا في 24 شباط، لافتاً إلى أن "الهجوم سيتركّز على الأرجح في منطقتَين: شرق البلاد، الذي شهد قتالاً عنيفاً خلال الأسابيع الأخيرة. والجنوب"، في حين كشفت الاستخبارات الأوكرانية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر الجيش بالسيطرة على لوغانسك ودونيتسك بحلول آذار المقبل.

في المقابل، توعّد الرئيس الروسي خلال احتفال بمناسبة الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفياتي على الجيش الألماني في ستالينغراد، الغربيين، بـ"الردّ" على تزويدهم أوكرانيا دبّابات متطوّرة. وقال بوتين إنّ "أولئك الذين يجرّون الدول الأوروبّية، وبينها ألمانيا، إلى حرب جديدة ضدّ روسيا ويُقدّمون ذلك، بشكل غير مسؤول، على أنّه أمر واقع، وأولئك الذين يتوقّعون هزيمة روسيا في ساحة المعركة، من الواضح أنّهم لا يفهمون أنّ حرباً معاصرة مع روسيا ستكون مختلفة تماماً".

وفيما هدّد "القيصر" بالقول: "نحن لا نُرسل دبّاباتنا إلى حدودهم، لكن لدينا ما نردّ عليهم به، وهذا الأمر لن يقتصر على استخدام مدرّعات"، اعتبر في الخطاب الذي ألقاه في فولغوغراد، المدينة الواقعة في جنوب غرب البلاد والتي كانت تُسمّى سابقاً ستالينغراد، أنّ التاريخ يُعيد نفسه، مشبّهاً الحرب التي تخوضها قواته في أوكرانيا بتلك التي خاضتها القوات السوفياتية ضدّ الجيش النازي.

وتابع أنّ "هذا أمر لا يُصدّق، لكنّه حقيقي. نحن مهدّدون مجدّداً بدبّابات "ليوبارد" ألمانية... مرّة أخرى، يُريد خلفاء هتلر محاربة روسيا على الأراضي الأوكرانية باستخدام باندرفوتسي"، الاسم الذي أُطلق على أنصار القومي المتطرّف الأوكراني ستيبان بانديرا (1909-1959) الذي تعاون مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.

وفي السياق، اتّهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأوروبّيين، بالسعي إلى "حلّ نهائي للمسألة الروسية". وقال لافروف إنّ فون دير لايين "أعلنت أن نتيجة الحرب يجب أن تكون هزيمة روسيا... بحيث لا تتعافى لعقود"، متسائلاً: "أليست هذه عنصريّة ونازيّة ومحاولة لحلّ المسألة الروسية؟"، مشبّهاً ذلك بـ"الحلّ النهائي للمسألة اليهوديّة"، المحرقة التي دبّرها النازيون.

توازياً، لم يستبعد وزير الدفاع البريطاني بن والاس إمداد أوكرانيا بمقاتلات، لكنّه اعتبر أنّ هذا العتاد ليس "عصاً سحرية" قادرة على تغيير مسار الحرب بسرعة، بينما أعرب برلمانيون من 20 دولة عن رغبتهم في حظر مشاركة الوفد الروسي في اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المقرّر عقده نهاية الشهر في العاصمة النمسوية فيينا، حيث أعلنت وزارة الخارجية طرد 4 ديبلوماسيين روس، منهم اثنان معتمدان لدى الأمم المتحدة في النمسا.


MISS 3