ماكرون ونتنياهو: معاً في مواجهة إيران

02 : 00

ماكرون خلال استقباله نتنياهو في الإليزيه الخميس (أ ف ب)

أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الخميس، عن عزمهما على «العمل معاً» في وجه أنشطة إيران «المزعزعة للاستقرار» في الشرق الأوسط وبمواجهة دعم طهران لموسكو في حربها على أوكرانيا.

وبعد مأدبة عشاء مع نتنياهو في باريس، ندّد ماكرون بالاندفاع المتهوّر لإيران في برنامجها النووي، محذّراً طهران من أن مواصلة هذا المسار لن تبقى بلا «عواقب». وأوضحت الرئاسة الفرنسية في بيان أنّ ماكرون كرّر ضرورة إبداء «الحزم اللازم في وجه اندفاع إيران المتهوّر الذي إذا استمرّ ستكون له حتماً عواقب» وحيال غياب «الشفافية في هذا البلد تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

وأضاف الإليزيه أن ماكرون ونتنياهو «أعربا عن قلقهما الشديد في شأن أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة». وشدّدت باريس على أن «الرئيس (ماكرون) ذكّر بأنّ الدعم الإيراني للعدوان الروسي في أوكرانيا يُعرّض طهران لعقوبات وعزلة متزايدة»، فيما كان نتنياهو قد أعلن الأربعاء عن تحوّل كبير في استراتيجية بلاده تجاه الحرب في أوكرانيا، مبدياً استعداده للنظر في توريد أسلحة إلى كييف.

كما أعرب ماكرون عن «تضامن فرنسا الكامل مع إسرائيل في حربها ضدّ الإرهاب»، مذكّراً بضرورة «تجنّب أي إجراء من شأنه تأجيج دوامة العنف» و»معارضته الشديدة لاستمرار الاستيطان الذي يُقوّض احتمالات قيام دولة فلسطينية في المستقبل».

ورحّب ماكرون بـ»تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عدّة في المنطقة»، لكنّه «ذكّر بأن هذه الديناميكية ستبقى غير مكتملة ما دامت غير مصحوبة باستئناف عملية سياسية نحو حلّ» للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.

وبينما حصلت أعمال عنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الآونة الأخيرة، قُتل الشاب الفلسطيني عبدالله سميح أحمد قلالوة (26 عاماً) برصاص الجيش الإسرائيلي قرب بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس في الضفة الغربية أمس، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وفي السياق، حضّ المفوّض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك على إنهاء «التصعيد غير المنطقي» بين الإسرائيليين والفلسطينيين، محذّراً من أن التدابير الأخيرة التي اتخذتها الدولة العبرية، لا سيّما قرار تسهيل الحصول على تصاريح لحمل السلاح، «لا تؤدّي إلّا إلى تأجيج مزيد من الانتهاكات والتجاوزات».

كما حذّر من أن هذا الأمر «مصحوباً بالخطاب البغيض لن يؤدّي إلّا إلى مزيد من العنف وسفك الدماء»، معتبراً أنّه «بدلاً من مضاعفة الأساليب الفاشلة للعنف والإكراه التي فشلت بشكل منفرد في الماضي، أحضّ جميع المعنيين على الخروج من منطق التصعيد غير المنطقي الذي انتهى فقط بجثث الموتى وازهاق الأرواح واليأس المطلق».

ورأى تورك أن «تدابير العقاب الجماعي بما في ذلك عمليات الإخلاء القسري وهدم المنازل محظورة صراحة بموجب القانون الإنساني الدولي، ولا تتوافق مع أحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان»، داعياً إلى اتخاذ تدابير عاجلة لتهدئة التوترات، بينها و»بشكل حاسم ضمان التحقيق في عمليات القتل والإصابات الخطرة وفقاً للمعايير الدولية».

وبالعودة إلى الملف الإيراني، ترى باريس أنه ينبغي اعتماد سياسة «حازمة جدّاً» حيال طهران، بحسب ما أفاد مصدر ديبلوماسي وكالة «فرانس برس»، لأنّ «البرنامج النووي الإيراني يتواصل وبات عند مرحلة خطرة»، فيما تنخرط إيران كذلك في الحرب ضدّ أوكرانيا.

إلى جانب هذا الشقّ الديبلوماسي، «يلتقي نتنياهو رجال أعمال بارزين في فرنسا في المجال المالي ويعقد اجتماعاً مع زعماء الجالية اليهودية»، على ما أوضحت سفارة بلاده في العاصمة الفرنسية. ويُغادر فرنسا مساء اليوم.

وفي ما يتعلّق بالحراك الشعبي الداخلي في إيران، تستهدف قوات الأمن الإيرانية بشكل منهجي عيون المتظاهرين في حملتها الأمنية ضدّ «ثورة الحرّية» التي تشهدها البلاد منذ أيلول، وفق «منظمة حقوق الإنسان في إيران»، التي كشفت أن البيانات الأولية تُشير إلى أن الشابات تعرّضنَ بدرجة أكبر بكثير لهذا النوع من الإصابات.

توازياً، رأت المحامية الإيرانية شيرين عبادي، الحائزة على جائزة «نوبل» للسلام أن وفاة الشابة مهسا أميني أطلق شرارة «عملية ثورية» لا رجعة عنها ستؤدّي في النهاية إلى «انهيار» الجمهورية الإسلامية، في حين أفرجت السلطات الإيرانية بكفالة عن المخرج المعروف جعفر بناهي بعدما بدأ إضراباً عن الطعام احتجاجاً على اعتقاله في سجن إيفين الذي استمرّ قرابة 7 أشهر.


MISS 3