من أجل بقاء القصيدة في المشهد الأدبي

02 : 00

ليس حبا بل دعابة

يسعى مشروع "أصوات" الذي أطلقته "دار النهضة العربية" في شباط 2020، إلى تقديم شعراء عرب جُدد إلى المشهد الثقافي.

والهدف من ذلك، وفق مدير المشروع الشاعر محمود وهبة، "ضمان بقاء الشعر في متن المشهد الأدبي العربي، باعتباره وسيلة تؤرخ لعلاقة الفرد بذاته ومحيطه، بالإضافة إلى موقفه وموقعه من الأزمات والحروب والتحولات السياسية والاجتماعية في المنطقة العربية".

ويقول وهبة: "أصوات ليس مشروعي، وإن كنت أنا من أطلقه ويديره بالتعاون مع دار النهضة العربيّة في بيروت، إنما هو أصوات شعرية عربية شابة ليس لديها مؤسسات ثقافية تعينها وتنشر منتجاتها. تقدمنا بطلب إلى "آفاق"، فنلنا منحة باسم السلسلة".

يضيف: "مشروع أصوات الآن هو منصة ورقية، ولا أدري إذا ما سيغدو إلكترونياً. وقد نشرنا حتى اليوم 20 ديواناً لشعراء وشاعرات. عندما أطلقنا المشروع تلقينا نحو 126 مخطوطاً. تعاونت مع لجنة القراءة في الدار من أجل اختيار ما سننشره. ولو كان الأمر عائداً لي، وهناك إمكانات، لنشرت الـ126 مجموعة. ولا اقصد أنها كلها جيدة، ولن ندخل في التقييم، إنما القصد أن أترك للقارئ الاختيار والحكم. ومن هو جدير يستمر".

يطرح هذا الوضع سؤالاً عن كيفية توفيق إدارة "أصوات" ما بين هواجس مشروع شعري شبابي مرجعيته الحداثة من جهة ومعايير لجنة القراءة التي قد تكون مرجعياتها مختلفة، من جهة ثانية.

يجيب وهبة عن هذا السؤال: "تضم لجنة القراءة شاعراً وروائية ومدققاً لغوياً، وآخرين، وهم يعملون في الثقافة والنشر. ثمة حوار بيننا. أنا أرسل المجموعة الشعرية إلى اللجنة من دون اسم صاحبها، وهي بعد القراءة توصي بالنشر أو تعتبر أن المجموعة غير مؤهلة. وأستطيع القول إن اللجنة كانت متعاونة إلى جانب تشددها في النقد والتقييم. ونحن كمشروع أصوات شعرية عربية حققنا ما نريد، وحافظنا على التنوّع".

ضمت الدفعة الأولى من "أصوات" عشر مجموعات هي: "لا ماء يكفي الغرقى" لمحمد رضا، "رجلٌ يظنُّ نفسه شخصاً" لباسل الأمين، "هارمونيكا السفينة نشازُ الطوفان" لعلي شمس الدين، "المرآة جدار آخر" لأحمد الأمين، "جثّةٌ تفسخُ الهواء" لميرنا عيط (لبنان)، "أغنيات لليوم التالي" لصفاء اسكندر، "زهورٌ تلوِّحُ كالعادة بقصائدَ مضحكة" لميشيل الرائي (العراق)، "سماء بعيدة كقبرٍ مفتوح" لعامر الطيب (العراق)، "ثلاثة وعشرون عاماً في الوحل" لعثمان دردابي (المغرب)، "قمرٌ جديدٌ من أجلي" لمروة بديدة (تونس).

وضمت الدفعة الثانية مجموعات لكل من حمزة باشر (تشاد)، آدم إبراهيم (السودان)، نوارة خنسا (سوريا)، لين نجم (لبنان)، حسام معروف (فلسطين)، وأسماء أخرى.