"المنطاد الصيني" يُرجئ زيارة بلينكن إلى بكين

02 : 00

منطاد التجسّس الصيني فوق مونتانا (أ ف ب)

لم يمرّ تحليق منطاد التجسّس الصيني فوق أجواء الولايات المتحدة مرور الكرام في واشنطن، حيث علت أصوات تُطالب بالردّ بقوّة على انتهاك الحزب الشيوعي الصيني السيادة الأميركيّة، فيما سارعت الإدارة الأميركية إلى إرجاء زيارة وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن إلى بكين، والتي كان من المقرّر أن تُبرّد التأزّم الحاصل في العلاقات بين البلدَين وتخفيف التوترات الجيوستراتيجية بينهما.

وأكّد مسؤول أميركي أنّ تحليق هذا المنطاد في المجال الجوي الأميركي "يُمثّل انتهاكاً واضحاً لسيادتنا وللقانون الدولي"، مبرّراً بذلك إرجاء الزيارة رغم "أسف" بكين. وأضاف: "لقد أوضحنا لنظرائنا الصينيين أنّ هذا أمر غير مقبول وغير مسؤول".

وبحسب هذا المسؤول، فإنّ إدارة الرئيس جو بايدن شعرت بأنّ "الوقت ليس مناسباً الآن ليتوجّه وزير الخارجية" إلى بكين، لافتاً إلى أنّ بلينكن شخصيّاً أبلغ الجانب الصيني بأنّه لو بقيت الزيارة في موعدها، فإنّ حادث المنطاد "كان ليحُدّ بشكل خطر من برنامج المحادثات".

لكنّ المسؤول شدّد على وجوب عدم إعطاء الحادث أكثر من حجمه، مشيراً إلى أنّ بلينكن سيُحدّد موعداً جديداً للزيارة ما إن "تتوافر الظروف المناسبة". وأكد أنّ الولايات المتّحدة لا تزال "واثقة" بقدرتها على إبقاء "قنوات الاتصال مفتوحة" مع الصين رغم إرجاء الزيارة، بينما حذّر مسؤول آخر في البيت الأبيض أن "الولايات المتحدة تتعقب منطاد التجسّس الصيني عن قرب وتحتفظ بكلّ الخيارات على الطاولة".

وأبلغ وزير الخارجية الأميركي نظيره الصيني وانغ يي أنّ تحليق منطاد مراقبة صيني فوق الولايات المتّحدة هو "عمل غير مسؤول". وذكرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أنّه خلال اتّصال هاتفي مع نظيره الصيني، قال بلينكن إنّه "أخذ علماً بمشاعر الأسف التي أعربت عنها الصين، لكنّه أشار إلى أنّ هذا عمل غير مسؤول وانتهاك واضح لسيادة الولايات المتّحدة وللقانون الدولي ويُقوّض الغرض من الرحلة" التي كان مقرّراً القيام بها الأحد والإثنين.

وردّاً على سؤال حول "الأسف" الذي أبدته الصين، أجاب المتحدّث باسم البنتاغون بات رايدر: "في الواقع، إنّه منطاد تجسّس"، رافضاً الإدلاء بمزيد من التفاصيل، فيما كان البنتاغون قد أعلن سابقاً أنّه يتعقّب تحرّكات منطاد تجسّس صيني يُحلّق على ارتفاع شاهق فوق الولايات المتّحدة، ويشمل ذلك مناطق تضمّ مواقع عسكرية حسّاسة.

وبناءً على طلب بايدن، بحث البنتاغون في إمكان إسقاط المنطاد، لكنّه قرّر في نهاية المطاف عدم فعل ذلك بسبب المخاطر التي يُشكّلها تساقط الحطام على الناس، بحسب مسؤول دفاعي كبير، الذي أضاف: "نتّخذ خطوات لحماية أنفسنا في مواجهة عملية جمع معلومات حساسة"، مشدّداً على "القيمة المحدودة للمنطاد لناحية جمع معلومات استخباراتية". وتابع: "اعتبرنا أنّ المنطاد كبير بما يكفي ليتسبّب الحطام بأضرار" إذا أُسقط فوق منطقة مأهولة. واقتربت مقاتلة أميركية من المنطاد فوق مونتانا.

وكانت وزارة الخارجية الصينية قد اعترفت في بيان أنّ "المنطاد من الصين"، لكنّها ادّعت أنّه "منطاد مدني يُستخدم لأغراض البحث، وبالدرجة الأولى لأبحاث الأرصاد الجوية"، مبديةً أسفها "لدخول المنطاد عن غير قصد المجال الجوي الأميركي" بسبب "تيار الرياح الغربية وفي ظلّ قدرته المحدودة على التوجيه الذاتي، انحرف المنطاد بعيداً من المسار المحدّد له".

وشدّدت الخارجية الصينية على أنّ "الجانب الصيني سيواصل التواصل مع الجانب الأميركي والتعامل بشكل مناسب مع هذا الوضع غير المتوقّع والناجم عن قوة قاهرة". وفي أوتاوا، أعلنت الحكومة الكندية أنّها تُحقّق في "حادثٍ ثانٍ محتمل". وأكدت وزارة الدفاع الكندية أنّ "الكنديين في أمان، وكندا تتّخذ التدابير لضمان أمن مجالها الجوي، بما يشمل تتبّع حادث ثان محتمل". ولم تذكر كندا الصين.


MISS 3