عقوبات أميركيّة على "مسيّرات إيران"... وكييف تلوّح بقطع علاقاتها مع طهران

زيلينسكي مصمّم على الإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي ويستعجل الأسلحة "بعيدة المدى"

02 : 00

مصافحة ثلاثيّة بين فون دير لايين وزيلينسكي وميشال في كييف أمس (أ ف ب)

في ختام قمّة أوكرانية - أوروبّية في كييف، كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء أمس أنّه "من الممكن" أن تبدأ هذا العام المفاوضات الرسمية لانضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أنّ بلاده لن تُضيّع "يوماً واحداً" للمضي نحو الانضمام إلى الاتحاد.

وأتى خطاب الرئيس الأوكراني في أعقاب اجتماع بينه وبين كلّ من رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوروبّية أورسولا فون دير لايين وعدد من كبار المسؤولين الأوروبيين.

وأشاد القادة الأوروبّيون في بيان بـ"الجهود الكبيرة" التي بذلتها أوكرانيا رغم الحرب لإنشاء مؤسّسات "مستقلّة وفعّالة" مُكلّفة مكافحة الفساد. لكنّهم أضافوا: "أكدنا مرّة جديدة أن إجراء إصلاحات قضائية عميقة ومتماسكة... يبقى أمراً أساسيّاً" من أجل التقدّم في عملية الاندماج، من دون أن يُحدّدوا جدولاً زمنيّاً.

توازياً، أكد زيلينسكي أن بلاده ستُدافع "طالما أمكنها" عن مدينة باخموت، التي باتت مركز المعارك الضارية، فيما انتزعت قوات موسكو في الأسابيع الأخيرة مكاسب ضئيلة بسيطرتها على مناطق محدودة في المنطقة لقاء خسائر فادحة.

وقال الرئيس الأوكراني: "لن يتخلّى أحد عن باخموت... سنُقاتل طالما أمكننا"، واصفاً المدينة بأنها "حصن". وأردف: "إذا تسارعت عمليات تسليم أسلحة (غربية إلى كييف)، لا سيّما أسلحة بعيدة المدى، فلن نكتفي بعدم الانكفاء من باخموت، بل سنُباشر وضع حدّ لاحتلال دونباس".

وشهد مراسلون من وكالة "فرانس برس" أمس على عنف المواجهات التي حوّلت بعض الأحياء عند أطراف باخموت إلى أنقاض، في حين كان يتردّد دوي المدفعية وتبادل إطلاق النار بالأسلحة الرشاشة بصورة متواصلة. وكان الدخان يتصاعد من وسط المدينة فيما مروحيات عسكرية أوكرانية تُحلّق على مستوى منخفض فوق السهول المكسوة بالجليد لتفادي رصدها وإسقاطها.

وفي الغضون، أعلنت الولايات المتّحدة عن مساعدة عسكرية جديدة لكييف بقيمة 2.2 مليار دولار، تضمّ "قدرات دفاع جوي حاسمة لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن سكّانها، فضلاً عن مركبات مشاة مدرّعة وذخيرة". وأوضح البنتاغون أن رزمة المساعدات الجديدة تتضمّن كذلك صواريخ دقيقة التصويب يبلغ مداها ضعف مدى الصواريخ التي تستخدمها كييف حاليّاً ضدّ القوات الروسية.

وفي السياق، أعلنت وزارة الجيوش الفرنسية أنّ باريس وروما ستُقدّمان لكييف في الربيع منظومة دفاع أرض - جو متوسّطة المدى من نوع "مامبا" لمساعدة أوكرانيا "في حماية نفسها من الهجمات الروسية التي تستهدفها بطائرات مسيّرة وصواريخ وطائرات".

تزامناً، فرضت وزارة الخزانة الأميركية حزمة عقوبات جديدة على إيران، شملت أشخاصاً على صلة بشركة تصنّع المسيّرات الإيرانيّة. وأوضحت الخزانة أن العقوبات استهدفت 8 من كبار المسؤولين في شركة "بارافار بارس" ومقرّها إيران، في وقت كشف فيه وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن قرار قطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران يُمكن اتخاذه في أي وقت، لافتاً إلى أن ذلك يتوقف على سلوك طهران في المستقبل.

وذكر كوليبا أنّه اقترح على زيلينسكي قطع العلاقات مع إيران، موضحاً أنه "على مدار التاريخ لم نرتكب أي خطأ بحق إيران، وهم بدأوا في إمداد روسيا بطائرات مسيّرة قتالية. لقد تجاوزوا حدودهم!"، بينما نفى الكرملين تقارير تُفيد بأنّ مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، عرض على موسكو اقتراح سلام سرّياً يتضمّن تنازل أوكرانيا عن خُمس أراضيها لروسيا، ووصفها بأنها "زائفة". كما نفت واشنطن التقرير الذي نشرته صحيفة "نويه تسوريشر تسايتونج" السويسرية، وجاء فيه أن بيرنز سافر سرّاً إلى موسكو الشهر الماضي لطرح الخطّة.

MISS 3