محمد دهشة

إنارة شوارع تعمير عين الحلوة بالطاقة الشمسية: مبادرة تنهي معاناة السكان مع الظلام

4 شباط 2023

12 : 29

انارة تعمير عي الحلوة

لم يصدق أبناء تعمير عين الحلوة الشعبي ذات العائلات الفقيرة والمتعففة، ما يجري في أحد أحيائهم وبيوت العمال، إستيقظوا صباحاً على حركة غير عادية، عشرات من عمال الكهرباء يثبتون لمبات إنارة تعمل على الطاقة الشمسية، لينهوا معاناتهم مع الظلام ليلاً.


فرحة الأهالي كبيرة بإنارة شوارعهم بالطاقة الشمسية والتي جرت بمبادرة من جمعية "التنمية للانسان والبيئة" و"المنظمة الكنسية الدنماركية للمعونة – DCA"، بتمويل من الوكالة الدنماركية للتنمية الدولية وبالتعاون مع رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي والمجلس البلدي وتجمع المؤسسات الأهلية في منطقة صيدا وفاعليات المدينة.


وتعاني منطقة التعمير التي أنشئت أبنيتها في أعقاب الزلزال الشهير الذي ضرب صيدا في العام 1956 من البؤس والفقر والحرمان معاً، يضاف اليهم الهاجس الامني الدائم لقربها من مخيم عين الحلوة، فيما أن غالبية سكانها لا تملك حتى اليوم سندات التمليك، وبعض الأبنية تعاني من التشقق والنش وملاجئها من تجمع المياه، وطرقاتها من الحفر وغياب الإنارة وكثيراً ما رفع أبناؤها الصوت عالياً للمطالبة بمعالجة مشاكلهم وإنصافهم.


يقول المواطن مصطفى النقوزي "إنها خطوة ممتازة، شكراً لمن إهتم بهذه المنطقة وعمل على إنارة الشوارع، كنا لا نستطيع السير ليلاً، أصبحنا نشعر بالإطمئنان، نأمل أن تتمدد المبادرات والمشاريع لإنهاء معاناتنا في ظل الأزمة المعيشية والإقتصادية الخانقة، الناس بحاجة لكافة الخدمات وفي كل الإتجاهات".


في المقلب الآخر، يقف المواطن عامر الديماسي أمام شرفة منزله، يراقب العمال وهم ينجزون تعليق اللمبات وتثبيتها على جدران البنايات، ويقول بفرح: "أصبح بإمكاننا التنقل ليلاً بفضل هذه الخطوة من دون خوف أو وجل، وأرجو ان تعمم هذه الخطوة على جميع الأحياء، ليشعر الناس أنهم على جدول أعمال الإهتمام الرسمي أو الأهلي أو المحلي".


وكثيرا ما أطلقت القوى السياسية وبلدية صيدا والمؤسسات الأهلية مبادرات في تأمين إحتياجات أبناء المنطقة، وسط تراجع خدمات الدولة في ظل الأزمة الاقتصادية، غالبيتهم لبنانيون ويشكلون مع أبناء التعمير الأوسط والفيلات خزاناً إنتخابياً، فيما يتوقع أن يستفيد من هذه الخطوة نحو 327 عائلة تسكن في بيوت العمال والحي الواقع خلف ثانوية الزعتري.


ولا يخف أحد أصحاب المحال التجارية في المنطقة خالد الصفدي فرحته بإنارة الشارع خلف الثانوية، ويقول "بهذا الوضع صرنا نشعر بالأمان وخصوصاً حول المحلات التجارية، كما تساعد هذه الخطوة أهالي المنطقة على الخروج والتزود بما يريدون ليلاً، آملاً ان تشكل بصيص نور في ظل الظلام الدامس وانقطاع التيار الكهربائي وارتفاع فاتورة الاشتراك بالمولدات الخاصة".


قرب ساحة "أبو عريشة"، احتشد عدد من الشباب للإستفسار عن عملية إستكمال انارة المنطقة، وهذا ما دفع المشرف على الاعمال الجارية المهندس رجب حجازي لشرح الموضوع بالقول: "سننجز تعليق 80 لمبة وتثبيتها على الجدران، في إطار خطة تركيب من 300 لمبة في المنطقة لانارة مختلف الأحياء".


وتقول الناشطة أميرة الشيخ عمار: "فرحة الاهالي لا توصف، عندما كنا نعدهم بإنارة المنطقة لم يصدقوننا، ولكن اليوم أخبرني الجيران ان ما نفعله حقا لمصلحة الاهالي، وتزداد فرحتهم عندما نكمل خطوتنا بدهان جدران الثانوية وزراعة أنواع من الأزهار".


وتقوم جمعية التنمية للإنسان والبيئة برئاسة فضل الله حسونة بتنفيذ هذه الخطوة في إطار رؤيتها وخططها لتأهيل المنطقة وترميم مبانيها من أجل تحسين شروط الحياة في المنطقة، وهذا يتطلب كما يقول أحد ناشطي الجمعية "التعاون مع جميع المعنيين من بلدية وقوى سياسية وقوى أهلية ولجان شعبية كي ننجح ونصل إلى أهدافنا التي تتلخص بإيجاد منطقة يسودها الأمن والأمان".

MISS 3