178 دبابة "ليوبارد" إلى أوكرانيا

تقدّم روسي نحو باخموت وفوغليدار

02 : 00

أوكراني يصلّي قبل وضع الزهور أمام السفارة التركية في كييف أمس تكريماً لضحايا الزلزال (أ ف ب)

مع اشتداد المعارك في شرق أوكرانيا، حيث تُسجّل إحدى أعنف المواجهات العسكرية منذ بدء الغزو بين القوّات الأوكرانية من جهة والجيش الروسي ومجموعة المرتزقة "فاغنر" من جهة أخرى، أعلنت موسكو أمس أنّ قواتها تتقدّم في اتجاه مدينتَي باخموت وفوغليدار الاستراتيجيّتَين في منطقة دونيتسك، مؤكدةً أن هجومها يتقدّم "بنجاح"، بينما تُطالب كييف الغرب بمضاعفة مساعداته العسكرية وتسريعها.

وإذ قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو: "المعارك راهناً تتقدّم بنجاح في منطقتَي" باخموت وفوغليدار، حذّر الغرب من أي زيادة لمساعدتها العسكرية لأوكرانيا التي قد تؤدّي إلى "تصعيد لا يُمكن توقعه" في النزاع، معتبراً أن واشنطن "تُحاول مع حلفائها إطالة أمد الصراع لأطول فترة ممكنة. وللقيام بذلك، بدأوا بتزويد (كييف) بأسلحة هجومية ثقيلة ودعوا أوكرانيا علناً للاستيلاء على أراضينا".

ورأى أن "مثل هذه الخطوات تجرّ دول "حلف شمال الأطلسي" إلى الصراع، ويُمكن أن تؤدّي إلى تصاعده بشكل غير متوقع". وباتت باخموت مدينة مهدّمة نزح سكانها بالكامل تقريباً. وبعد أشهر من القتال الكثيف، أصبحت المعركة من أجل باخموت أطول معركة وأكثرها كلفة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا التي بدأت قبل عام تقريباً. وسيوفر الاستيلاء عليها بوابة للقوات الروسية لمواصلة تقدّمها إلى دونيتسك، التي تُصمّم موسكو على الاستيلاء عليها كأولوية عسكرية.

ولدى سؤاله عمّا إذا كانت القوات الأوكرانية تستعدّ للانسحاب من باخموت، أجاب حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو لوسائل إعلام محلّية أن "لا استبعاد لأي سيناريو". لكنّه تابع: "يتمّ اتخاذ كافة الإجراءات القصوى لمنع حدوث ذلك"، مؤكداً أنّه "في الوقت الحالي، باخموت صامدة". وقبل أن تُرسل روسيا قواتها إلى أوكرانيا، كان عدد سكان المدينة يُقدّر بنحو 70 ألف نسمة وكانت معروفة بإنتاج النبيذ الفوار والملح.

تزامناً، كشف وزراء دفاع ألمانيا وهولندا والدنمارك في بيان مشترك أن أوكرانيا ستتسلّم "ما لا يقلّ عن 100 دبابة "ليوبارد 1 إيه 5" في الأشهر المقبلة". وأوضحوا أنه سيتمّ أيضاً توفير "الدعم اللوجستي والتدريب المطلوبَين" للدبابات، وهي سلف "ليوبارد 2" الأكثر تقدّماً والتي وعدت أيضاً دول غربية بمنح عدد منها إلى كييف.

وهذه التعهدات جزء من "مبادرة ليوبارد الجديدة" بين ألمانيا وهولندا والدنمارك لدعم أوكرانيا. وذكر الشركاء الثلاثة أن مبادرة الدبابات "تكمّل الجهود الجارية لدعم أوكرانيا بدبابات قتال رئيسية من طراز ليوبارد 2"، مضيفين أن بلجيكا أبدت أيضاً "اهتماماً مبدئيّاً" بالانضمام إلى المبادرة.

وأفادت وزارتا الاقتصاد والدفاع الألمانيتان في بيان بأنّ برلين أعطت إجمالاً الضوء الأخضر لمنح أوكرانيا 178 دبابة "ليوبارد 1 إيه 5". وأوضحتا أن العدد النهائي "سيعتمد على أعمال الإصلاح المطلوبة".

ويأتي هذا الإعلان في وقت قام وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس بزيارة مفاجئة إلى كييف بعد أسبوعَين من موافقة برلين على إرسال دبابات "ليوبارد" الألمانية الصنع إلى أوكرانيا لمواجهة القوات الروسية.

وقال بيستوريوس خلال مقابلة أجراها في كييف: "لقد جاءت المساعدة من ألمانيا بسرعة نسبيّاً، ونحن ننتظر الآن دبابات "ليوبارد 2 إيه 4" التي وعد بها الشركاء والحلفاء. كلّ شيء يُشير إلى أن ذلك سيحدث في الوقت المناسب ونأمل ذلك بشدّة".

وأشار إلى أنه "أُعجب" بالعسكريين الأوكرانيين الذين التقاهم خلال زيارته إلى كييف، لافتاً إلى أنهم "يُغادرون الآن إلى ألمانيا للتدريب على قيادة "ليوبارد 2" لبضعة أسابيع".


MISS 3