بايدن: لن نسمح للصين بترهيبنا وسنتحرّك إذا هدّدت سيادتنا

02 : 00

بايدن متحدّثاً خلال خطابه عن حال الاتحاد (أ ف ب)

بعد حادث منطاد التجسّس الصيني الذي حلّق فوق الأراضي الأميركية قبل إسقاطه، أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن خلال خطابه عن حال الاتحاد أن الولايات المتحدة لن تسمح لبكين بترهيبها و»ستتحرّك» إذا «هدّدت الصين سيادتها»، لكنّه شدّد في الوقت عينه على أن واشنطن لا تسعى إلى نزاع مع بكين.

وقال بايدن: «لا تُسيئوا فهمنا... كما أظهرنا بوضوح الأسبوع الماضي، إذا هدّدت الصين سيادتنا، فسنعمل على حماية بلادنا وقد فعلنا ذلك»، بينما سارعت بكين على لسان الناطقة باسم وزارة الخارجية ماو نينغ إلى الردّ مؤكدةً أنّ بلادها «ستُدافع بحزم» عن سيادتها وأمنها ومصالحها التنمويّة، ودعت واشنطن إلى العمل مع بكين «لدفع العلاقات الصينية - الأميركية إلى مسار التنمية الصحيّة والمستقرّة».

من جهة أخرى، انتقد بايدن خلال خطابه أمام مجلسَي النواب والشيوخ، بحدّة، المعارضة الجمهورية التي اتّهمته بأنه انتظر طويلاً معتبرةً ذلك مؤشر «ضعف» لإدارته في مواجهة بكين. وقال إنّ الولايات المتحدة اليوم «في أقوى موقع منذ عقود لمنافسة الصين أو أي طرف آخر في العالم».

كما اعتبر أن «الفوز بالمنافسة مع الصين يجب أن يوحّدنا جميعاً»، كاشفاً أنّه أكد للرئيس الصيني شي جينبينغ «بوضوح أننا نسعى إلى المنافسة وليس إلى صراع»، مشيراً مرّات عدّة إلى معركة تصنيع أشباه الموصلات. ولم يتطرّق بايدن مطوّلاً إلى قضايا السياسة الخارجية في خطابه الذي دام أكثر من ساعة بقليل، وأشار خلاله إلى الدعم الأميركي لأوكرانيا.

وقال الرئيس الديموقراطي متوجّهاً إلى سفيرة أوكرانيا لدى واشنطن أوكسانا ماركاروفا، التي كانت حاضرة: «سنقف إلى جانبكم مهما استغرق الأمر. أمّتنا تعمل من أجل مزيد من الحرّيات والكرامة والسلام... ليس فقط في أوروبا، بل في كلّ مكان». إلّا أنه لم يأتِ على ذكر قضايا أخرى مثل إيران أو كوريا الشمالية أو حتّى الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا.

وخلال خطابه، قدّم بايدن نفسه كرئيس يُدرك الصعوبات التي تواجهها الأسر الأميركية، وخصّص معظم خطابه لمشكلات الحياة اليومية. ودعا الجمهوريين إلى الانضمام إليه في تبنّي سلسلة كاملة من الإصلاحات الكبرى، مطالباً بفرض حظر «دائم» على البنادق الهجومية وفرض ضرائب باهظة على أصحاب المليارات والشركات المتعدّدة الجنسيات ووضع سقف لسعر الأنسولين، وتنظيم صارم لعمالقة التكنولوجيا الذين «يجرون تجارب على الأطفال ويستخلصون البيانات من المراهقين لزيادة أرباحهم».

وأثناء الخطاب بدت ملامح الرفض على وجه الرئيس الجمهوري الجديد لمجلس النواب كيفن مكارثي، في خضمّ أمسية صاخبة طغى عليها الانقسام الحزبي. وهاجمت النائبة اليمينية مارجوري تايلور غرين، بايدن، ووصفته بأنه «كذاب»، فيما عبّر الكثير من الجمهوريين عن غضبهم من بعض تصريحات بايدن. بالتوازي، كان لافتاً التعليق الايجابي للرئيس السابق دونالد ترامب على خطاب بايدن، إذ عبّر عن إشادة نادرة به. وكتب ترامب عبر «تروث سوشال»: «أُعارض غالبية سياساته، لكنّه تحدّث عن شعوره وأنهى الأمسية بشكل أفضل بكثير مِمَّا بدأها».


MISS 3