شولتز مقتنع بفشل بوتين... وموسكو تُحذّر من "الحصاد الدموي"

جولة أوروبّية لزيلينسكي... ولندن تدرس تسليح كييف بالمقاتلات

02 : 00

الملك تشارلز الثالث مصافحاً زيلينسكي في قصر باكينغهام أمس (أ ف ب)

بدأ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس جولته الأوروبّية من لندن ليحطّ بعدها في باريس ثمّ يزور بروكسل اليوم للقاء القادة الأوروبّيين وحضّهم على زيادة الدعم العسكري لتحرير بلاده من الاحتلال الروسي، فيما لم يستبعد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك شيئاً في ما يتعلّق بالمساعدة العسكرية لأوكرانيا، بما في ذلك إرسال مقاتلات جوّية.

وبعد اجتماعه مع زيلينسكي، قال سوناك: "كنّا واضحين منذ فترة في شأن تقديم مساعدة عسكرية لأوكرانيا، لا شيء مستبعد"، وإرسال طائرات مقاتلة "يُشكّل بالطبع جزءاً من مناقشاتنا"، مضيفاً: "تحدّثنا عن ذلك اليوم (أمس)، وسبق أن فعلنا، لذلك، أعلنا أنّنا سنُدرّب عناصر من القوات الجوية الأوكرانية على منصّات وفقاً لمعايير حلف شمال الأطلسي". ووقّع سوناك وزيلينسكي "إعلان لندن" الهادف إلى "تعميق" تعاون البلدَين.

وجاء تصريح سوناك خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الأوكراني في جنوب إنكلترا، حيث يتلقى جنود أوكرانيون تدريباً على استخدام دبابات "تشالنجر 2" البريطانية التي وعدت لندن بتزويد كييف بها الشهر المقبل، في حين أكد زيلينسكي أنه "سيُناقش هذه المواضيع" مع "قادة من الاتحاد الأوروبي" اليوم، إضافةً إلى مسألة "صواريخ طويلة المدى".

وأوضحت الحكومة البريطانية أن سوناك طلب من وزير الدفاع بن والاس والجيش البريطاني دراسة إمكان تسليم مقاتلات إلى الجيش الأوكراني، مؤكدةً أن هذا لن يُشكّل سوى "حلّ طويل الأمد"، في وقت استقبل فيه أعضاء البرلمان البريطاني، زيلينسكي بالتصفيق في قاعة وستمينستر في لندن، حيث دعا الرئيس الأوكراني خلال خطابه أمام البرلمان، حلفاء بلاده، إلى تسليمها "طائرات مقاتلة" لكسب الحرب ضدّ روسيا.

وقال زيلينسكي: "أطلب منكم ومن العالم... طائرات مقاتلة لأوكرانيا، أجنحة من أجل الحرّية"، مضيفاً: "المملكة المتحدة تسير معنا نحو أهمّ انتصار في حياتنا، سيكون انتصاراً على فكرة الحرب ذاتها". كما التقى الرئيس الأوكراني الملك تشارلز الثالث في قصر باكينغهام، وشكره على الدعم البريطاني للاجئين الأوكرانيين.

وبالتزامن مع زيارة الرئيس الأوكراني، فرضت المملكة المتحدة حزمة جديدة من العقوبات على قطاع الدفاع الروسي. وأكد وزير الخارجية جيمس كليفرلي أن العقوبات الجديدة على المنظمات التي يعتمد عليها الجيش الروسي من شأنها "تسريع الضغط الاقتصادي على (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، وتقويض آلته الحربية لمساعدة أوكرانيا على الانتصار".

وتستهدف العقوبات الإضافية بشكل خاص 6 كيانات تزوّد معدّات عسكرية مثل المسيرات لاستخدامها خلال الغزو الروسي في أوكرانيا. كما تتعلّق بـ8 أفراد ومنظمة مرتبطة بـ"شبكات مالية سيّئة تُساعد في الحفاظ على الثروة والسلطة بين نخب الكرملين"، بحسب بيان للحكومة البريطانية.

في المقابل، تعهّدت روسيا بالردّ في حال زوّدت بريطانيا أوكرانيا بمقاتلات، محذّرةً من تصعيد. واعتبرت سفارة موسكو في لندن في بيان أن المملكة المتحدة "ستتحمّل مسؤولية الحصاد الدموي لجولة التصعيد المقبلة وما يترتّب على ذلك من تداعيات عسكرية وسياسية على القارة الأوروبّية والعالم بأسره"، مهدّدةً بأنّ "روسيا ستجد ردّاً على أي خطوات غير ودية يتّخذها الجانب البريطاني".

وفي باريس، استضاف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأوكراني بحضور المستشار الألماني أولاف شولتز، مساء، من أجل "تأكيد الدعم الثابت" لأوكرانيا، وفق ما أفاد قصر الإليزيه. لكنّ زيارته إلى العاصمة الفرنسية لم تشهد إلقاءه خطاباً أمام البرلمان، كما كانت الحال في واشنطن ولندن، وكما يبدو كان مخطّطاً أمام النواب الأوروبّيين في بروكسل.

توازياً، عبّر شولتز أمام نواب البوندستاغ عن قناعته بأنّ بوتين "لن يُحقّق أهدافه" في الحرب ضدّ أوكرانيا "لا في ساحة المعركة" ولا "من خلال فرض معاهدة سلام"، مشدّداً على وحدة الحلفاء الغربيين في دعمهم لكييف. وأكد أن أوكرانيا "تنتمي إلى أوروبا، مستقبلها في الاتحاد الأوروبي! وهذا الوعد مهمّ"، في حين كان لافتاً ما كشفه محققون دوليون عن "مؤشرات قوية" على أن الرئيس الروسي وافق شخصيّاً على إيصال الصاروخ المستخدم لإسقاط رحلة الخطوط الماليزية MH17 عام 2014. لكنّهم أشاروا إلى أنهم سيُعلّقون تحقيقهم المستمرّ منذ 8 سنوات، نظراً إلى أن بوتين رئيس دولة ولا توجد أدلّة ملموسة كافية لملاحقته أو غيره من المشتبهين قضائيّاً.


MISS 3