الأتراك غاضبون وأردوغان يعترف بـ"ثغرات" في الإستجابة للزلزال

عمليات الإنقاذ دخلت "ساعات حاسمة"... وأوروبا تستضيف مؤتمراً للمانحين في آذار

02 : 00

أردوغان خلال زيارة تفقديّة إلى إحدى المناطق المنكوبة أمس (أ ف ب)

بعدما امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي التركية برسائل مواطنين تشكو من قلّة جهود الإنقاذ والبحث عن الضحايا في مناطقهم، خصوصاً في منطقة هاتاي، وفيما أوقفت الشرطة التركية حوالى 10 أشخاص بسبب منشورات تنتقد طريقة إدارة الحكومة للكارثة، اعترف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي زار محافظة هاتاي الأكثر تضرّراً والواقعة على الحدود السورية، بوجود ثغرات في الاستجابة للزلزال، شاجباً في الوقت عينه الانتقادات "المضلِّلة"، في وقت عثر فيه عمال الإنقاذ على مزيد من الناجين تحت الأنقاض رغم تضاؤل الأمل، بعد يومَين من الزلزال المروّع الذي واصل عدد ضحاياه الارتفاع ليتجاوز 12000 قتيل.

وإذ قال أردوغان: "بالطبع هناك ثغرات، من المستحيل الاستعداد لكارثة كهذه"، أضاف: "نشَر بعض الأشخاص المضلِّلين وغير الشرفاء تصريحات كاذبة مثل "لم نرَ جنوداً أو شرطة" في محافظة هاتاي"، مؤكداً أنّه "لن ندع أناساً سيّئي السمعة" يتحدّثون عن الجنود والشرطة "الشرفاء" بهذه الطريقة. وكشف أنه تمّ نشر 21 ألف عامل إغاثة في محافظة هاتاي وحدها، فيما تعذّر الدخول إلى موقع "تويتر" عبر مزوّدي خدمات الهاتف المحمول الرئيسيين في تركيا أمس.

وفي أجواء البرد القارس، واصل عناصر الإغاثة سباقهم مع الزمن لمحاولة إنقاذ ناجين من الزلزال المدمّر. لكنّ سوء الأحوال الجوية يُعقّد عمليات الإنقاذ، في حين أن الساعات الـ72 الأولى "حاسمة" للعثور على ناجين، بحسب رئيس الهلال الأحمر التركي كرم كينيك. وفي محافظة هاتاي، أُخرج أطفال وفتية من تحت أنقاض أحد المباني. وفي هذه المحافظة، لحق بمدينة انطاكية دمار هائل وغرقت في سحابة كثيفة من الغبار بسبب الآليات العاملة في إزالة الأنقاض، بينما يقول السكان "أنطاكية انتهت!". وعلى مدّ النظر، مبان منهارة كلّياً أو جزئيّاً. وحتّى تلك الصامدة تبدو متصدّعة ولا يجرؤ أحد على البقاء فيها.

وفي أديامان، وهي مدينة أخرى في جنوب تركيا، لا يوجد حتى الآن عناصر إنقاذ أو معدّات في بعض المناطق المنكوبة، وفق وكالة "فرانس برس". ويبذل المتطوّعون قصارى جهدهم، لكنّ الغضب يتصاعد بين السكان، في وقت تتدفّق فيه المساعدات الدولية إلى تركيا منذ الثلثاء. وبدأت عشرات الدول إرسال مساعداتها إلى أنقرة، من بينها دول من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والخليج العربي ودول عربية والصين وأوكرانيا التي أرسلت، رغم الغزو الروسي، 87 عامل إنقاذ.

تزامناً، كشفت رئيسة المفوضية الأوروبّية أورسولا فون دير لايين أن الاتحاد الأوروبي يعتزم استضافة مؤتمر للمانحين في بروكسل مطلع آذار، لجمع مساعدات دولية لتركيا وسوريا. وكتبت المسؤولة الأوروبّية في تغريدة: "نحن في سباق مع الزمن لإنقاذ الأرواح معاً. قريباً سنُقدّم مساعدة إنسانية عاجلة معاً. بإمكان تركيا وسوريا الاعتماد على الاتحاد الأوروبي".

وبعدما تقدّمت دمشق بطلب مساعدة رسمي عبر آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي، دعت المفوضية الأوروبّية، وفق المفوض يانيز ليناركيتش، الدول الأوروبّية، إلى "الاستجابة ايجاباً لهذا الطلب"، فيما دعا المنسّق المقيم للأمم المتحدة في سوريا المصطفى بن المليح إلى "وضع السياسة جانباً" وتسهيل إيصال المساعدات إلى المناطق المنكوبة في شمال غرب سوريا.

وفي السياق، ناشدت منظمة "الخوذ البيضاء"، الدفاع المدني في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق، المجتمع الدولي، إرسال فرق إنقاذ لدعمهم في البحث عن عالقين تحت أنقاض مئات المباني المدمّرة. ومنذ فجر الإثنين، يقود متطوّعو "الخوذ البيضاء"، باللحم الحيّ، عمليات الإنقاذ في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق في محافظتَي إدلب وحلب، يبحثون عن ناجين تحت أنقاض أبنية انهارت كلّياً أو جزئيّاً، ويسعفون الجرحى وينقلون حتّى الموتى من المستشفيات إلى المقابر. بالتوازي، دعا البابا فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب، بشكل منفصل، إلى إغاثة المحاصرين والمنكوبين في سوريا وتركيا ودعمهم.