حركة نزوح "مرعبة" في إدلب

دمشق وأنقرة... وجهاً لوجه!

02 : 00

جنود أتراك منتشرون في قرية قميناس السوريّة أمس

يتصاعد التوتر بشكل ملحوظ بين أنقرة ودمشق، مع تسجيل مواجهات دمويّة جديدة بين قوّاتهما في إدلب، المحاذية لتركيا، حيث يواصل جيش النظام السوري تقدّمه لاستعادة آخر معقل للجهاديين، في حين أدّت المواجهات الضارية في هذه المحافظة منذ بداية كانون الأوّل إلى نزوح نحو 700 ألف شخص، وفق أرقام مرعبة كشفتها الأمم المتحدة. وبينما أعلنت أنقرة أنّها "حيّدت" أكثر من مئة جندي سوري ردّاً على مقتل خمسة جنود أتراك في وقت سابق بالأمس، يزور وفد روسي تركيا لضبط مستوى التصعيد وتخفيف حدّة التوتر، فيما دعا المسؤولون الأتراك موسكو إلى "تحمّل مسؤوليّاتها" كبلد يضمن اتفاقاً لوقف إطلاق النار توصّل إليه البلدان في سوتشي العام 2018، وفق ما نقلت وكالة أنباء "الأناضول".

وأوضحت وزارة الدفاع التركيّة مساء أمس أنّه "تمّ تحييد 101 من جنود النظام (السوري) وتدمير ثلاث دبّابات ومدفعين وإصابة مروحيّة"، بينما لم يتحدّث الإعلام الرسمي ولا "المرصد السوري لحقوق الإنسان" عن سقوط ضحايا في صفوف القوّات الحكوميّة.

وفي وقت سابق، قُتِلَ خمسة جنود أتراك وأصيب خمسة آخرون في قصف دمشق مواقع تركيّة في إدلب. ولفت "المرصد السوري" إلى أن قوّات النظام استهدفت القوّات التركيّة المتمركزة في مطار تفتناز العسكري في ريف إدلب الشرقي. ويأتي ذلك بعد مرور أسبوع على تبادل لإطلاق النار بين الطرفَيْن في إدلب، ما أوقع ثمانية قتلى أتراك، بينهم خمسة عسكريين، فضلاً عن 13 عنصراً من القوّات السوريّة.

وأرسلت تركيا منذ ذلك الحين تعزيزات عسكريّة ضخمة من مئات الآليّات والدبّابات إلى المنطقة، وانتشرت قوّاتها في نقاط عدّة، أبرزها مطار تفتناز، فيما حذّر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار دمشق قائلاً: "لا تضغطوا علينا، وإلّا فخطّتنا الثانية وخطّتنا الثالثة جاهزتان".

ميدانيّاً، رصد "المرصد السوري" استهداف الفصائل الجهاديّة تجمّعات قوّات النظام على محور ميزناز في ريف حلب بعربتَيْن مفخّختَيْن، ما أسفر عن مقتل أكثر من 7 عناصر من قوّات النظام، فيما تتواصل الاشتباكات العنيفة على محاور عدّة في ريفَيْ حلب الغربي والجنوبي الغربي بالقرب من الحدود الإداريّة مع محافظة إدلب، بين الفصائل ومجموعات جهاديّة من جهة وقوّات النظام والميليشيات الموالية لها من جهة أخرى، تزامناً مع قصف عنيف واستهدافات متبادلة.

ودفع الهجوم الأخير منذ بداية كانون الأوّل بـ689 ألف شخص للنزوح من محافظتَيْ إدلب وحلب. وقال المتحدّث الإقليمي باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانيّة التابع للأمم المتحدة ديفيد سوانسون لوكالة "فرانس برس": "يزداد عدد النازحين اليوم بشكل يخرج عن السيطرة"، مضيفاً أن "بلدات عدّة باتت فارغة مع ارتفاع عدد الفارين في اتجاه مناطق تُعدّ أكثر أمناً شمالاً"، إلّا أن تلك المناطق أيضاً "تتقلّص تدريجيّاً مع التقدّم الميداني المستمرّ في مواجهة القوّات المعارضة". وأشار إلى "تفاقم الوضع الإنساني السيّئ أساساً".

في غضون ذلك، أعلن المركز الروسي للمصالحة في سوريا "إسقاط وسائل الدفاع الجوّي في قاعدة "حميميم" طائرتَيْن مسيّرتَيْن أطلقهما مسلّحون من إدلب"، مؤكداً عدم وقوع أضرار ماديّة أو إصابات جرّاء الهجومَيْن.


MISS 3