جعجع يطلق صرخته: لن نصوّت على الموازنة بل على بنود منها

12 : 41

جعجع خلال المؤتمر الصحافي (ألدو أيوب)

كانت معراب بالأمس على موعد مع إطلالة جديدة لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ليطلق صرخة عالية قبل فوات الأوان ودخول البلاد في المجهول. وظن الجميع أن المؤتمر مرتبط بالعقوبات الأميركية على "حزب الله" والتطورات السياسية في لبنان والمنطقة، لكنّ جعجع الذي بدا متعمقاً في مشاكل لبنان المالية كان مصمماً على أنه بامكاننا فعل شيء ما لإنقاذ الموازنة التي صوّرها على أنها "هشّة".

الجوّ في معراب والمحيط كان "حاراً"، رغم الضباب الذي يغطّي المنطقة، وكأنه يشبه حال لبنان الذي ينتظر فرجاً لم ينقشع بعد. وحده النائب السابق أنطوان زهرا الذي كان أول الواصلين الى معراب يعطي حيزاً مهماً للعقوبات، فلديه نظرة مغايرة تماماً لما يجري، وهي انه ليس صحيحاً أن المحور السوري - الإيراني قد انتصر، فإيران منزعجة جداً من العقوبات، فيما سوريا باتت تحت النفوذ الروسي، ووضعها في لبنان ليس على ما يرام.

دخل جعجع القاعة وفي يده ورقة دوّن فيها ملاحظاته، وقال في بداية مؤتمره "ان الموازنة تتعاطى مع الأمور وكأن وضع البلد عادي"، أضاف: "الموازنة كما هي نعتبرها عادية لأيام عادية وليست للعام 2019"، مشيراً إلى أن وزراء "القوات" طرحوا هذا الأمر أكثر من مرة في الحكومة ولم يتم التجاوب". وقال: "كان من المفترض أن تترافق الموازنة بإصلاحات لأننا نواجه أزمة فعلية".

وفنّد جعجع بعض الإصلاحات الضرورية، واعتبر "ان الرسم على الاستيراد لن يؤثر على أسعار البضائع في لبنان"، مؤكداً "ان وقف التهريب والمعابر غير الشرعية يعود بأموال طائلة على الدولة، واليوم أطرح سؤالا برسم الرأي العام: ما الذي يمنعنا من اقفال هذه المعابر؟". وأعلن انه "تم تطيير بندي اكتتاب بسندات الخزينة والرسوم على الإستيراد من لجنة المال والموازنة"، وقال: "أوجه اليوم صرخة عالية لأنه لا يزال هناك امكانية لإنقاذ الوضع". ورأى ان "لا جيش لحماية الحدود، انما هناك ما يكفي من عناصر لعد نفس النرجيلة عند المواطنين".

وقال: "كل المطلوب ان ينتظم عمل الجمارك وعلى وزارة المال أن تتحرك في هذا الاتجاه لتحديد القوانين بين المجلس الأعلى ومدير الجمارك وتحديد مسؤوليات كل منهما"، لافتاً إلى أن "هناك شركات تحقيق عالمية يمكن تلزيمها المرافق غير المضبوطة مقابل رسم قليل وهي تحدد مكامن الفساد". واكد "ان هناك تهربا ضريبيا في لبنان، وعندما طُرح الموضوع قالت وزارة المالية إن ليس لديها فرق العمل المناسبة".

وأشار الى ان "مؤسسة كهرباء لبنان تكلف الدولة سنويا مليار دولار خسارة". واكد جعجع ان "طروحات رئيس الحكومة سعد الحريري ليست بعيدة عما أطرحه اليوم لكن الأكثرية الحكومية لا تريد ذلك ولذلك ترون الحريري "مش مبسوط هالإيام" لأنه لم يعد يعرف على أي أرض يقف". ولفت الى أن تصويت نواب "القوات" سيكون على بنود في الموازنة لا على الموازنة كاملة".

ورأى ان جولات وزير الخارجية جبران باسيل "أعادت إحياء جو الحرب الأهلية". وسأل جعجع: "ما علاقة حادثة قبرشمون بعمل مجلس الوزراء؟ لِمَ التعطيل الذي عودنا عليه فريق 8 آذار منذ 15 سنة، ولا أفهم من يعطل الدولة وهو في السلطة؟".

وعن موقفه من العقوبات، ذكّر جعجع أن "السيد حسن نصرالله لطالما قال دعونا نحافظ على الاستقرار الداخلي وليقم في الخارج كل منا بما يراه مناسباً وهذا ما أوصلنا اليوم إلى ما وصلنا إليه من عقوبات رأيناها بالأمس"، مشيراً إلى أن "الدولة تحمي أبناءها الذين هم تحت جناحها إلا أنها لا يمكن أن تحمي أبناءها الذين خرجوا من تحت جناحها وذهبوا إلى أماكن أخرى ولن تستقيم امور لبنان والمواطنين اللبنانيين طالما هناك سلاح غير شرعي".


MISS 3