افتتاح الجمعية السينودسية القارية للكنائس الكاثوليكية في الشرق الأوسط في بيت عنيا - حريصا

13 : 41

افتتح صباح اليوم الاثنين، مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك، نزولاً عند رغبة الكرسي الرسولي، الجمعية السينودسية القارية للكنائس الكاثوليكية في الشرق الأوسط التي تستمر أعمالها من 13 الى 18 من شهر شباط الحالي في بيت عنيا- حريصا في لبنان، وذلك بعد سنة على افتتاح هذا المسار السينودوسي، الذي شارك فيه الملايين من كل أنحاء العالم في مرحلته الأولى الإستشارية، وينتقل اليوم إلى مرحلته الثانية القارية.


وكان قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس طلب من جميع الكنائس الكاثوليكية في العالم "مراجعة حياتهم المسيحية والـ"السير معاً" على ضوء الإنجيل ومستلزمات الزمن الحاضر تحضيراً  للسينودس الذي سيعقد في حاضرة الفاتيكان الكاثوليكية في تشرين الأول 2023 و 2024، بعنوان: "من أجل كنيسة سينودسية: شركة ومشاركة ورسالة".


شارك في الجلسة الافتتاحية رئيس الجمعية السينودسية ورئيس مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، السفير البابوي في لبنان المطران باولو بورجيا، أمين عام سينودس الأساقفة الكردينال ماريو غريش، ومنسق الجمعية العامة المقبلة لسينودس الأساقفة الكردينال جان كلود هولريخ، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني ممثلاً بالمطران مار كلمنس دانيال ملاك كورية، بطريرك كيليكيا للأرمن الأرثوذكس آرام الأول كشيشيان ممثلاً بالاسقف المتقدم كوميداس أوهانيان النائب الكاثوليكوسي في الشؤون الكنسية، نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب ممثلاً بالشيخ  محمد حجازي، شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى ممثلاً بمستشاره الشيخ عامر زين الدين، رئيس المجمع الأعلى للطائفة الإنجيلية في سوريا ولبنان القس جوزيف قصاب ممثلاً بالقس جورج مراد، ولفيف من الرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين من سوريا، مصر، الأردن، والاراضي المقدسة، العراق ودول الخليج.



استهل اللقاء بوقفة صلاة على نية ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا تلاها البطريرك الراعي، تبعها صلاة الإفتتاح، فكلمة ترحيبية للزميلة هوغيت سلامة.



تحت عنوان "في الشرق، نكون مسيحيين معاً أو لا نكون" القى الأمين العام لمجلس البطاركة ومنسق أعمال الجمعية القارية الاب خليل علوان، كلمة جاء فيها:


"نجتمع اليوم، سبع كنائس كاثوليكية: أقباط، وسريان، وموارنة، وملكيون، وكلدان، وأرمن ولاتين. توافدنا من الأراضي المقدسة والأردن ولبنان وسوريا ومصر والعراق وأرمينا، لنصغي الى "ما يقوله الروح للكنائس" ولنصلي ونفكر معاً حول همومنا المشتركة ونتشارك تطلعاتنا المستقبلية بالرجاء الذي لا يخيب".


واعتبر علوان "ان أموراً كثيرة تجمعنا وتوحدنا. تجمعنا أوضاع بلداننا، حيث نفتقر جميعاً، وفي غالب الأحيان، إلى حرية المعتقد وحرية التعبير، وحرية المرأة وحرية الطفل؛ ونسعى جميعا وفق طاقاتنا الى محاربة الفساد في السياسة والاقتصاد؛ ونسعى جميعا الى ممارسة الشفافية في مؤسساتنا الدينية والاجتماعية ونتوق إلى ممارسة المواطنة المسؤولة، ومحاربة الفقر والجهل. ونتألم جميعا من هجرة أبنائنا الذين ضاق بهم أفق العيش الكريم، فتضاءل بذلك وجودنا وشهادتنا في الأرض التي اختارها الرب موطنا له".


كما شرح الأب علوان "إن المرحلة الأولى الاستشارية كانت على مستوى الكنائس عن طريق الأبرشيات والرعايا. وقد قدمت كل كنيسة خلاصة استشاراتها الى أمانة سر السينودوس. ولأن السينودس هو "السير معا" فقد اعتمدنا في المرحلة الثانية القارية، أن تكون الاستشارة على مستوى البلدان فتجتمع الكنائس مع بعضها في كل بلد لتقدم تقريرا وطنيا واحدا".


ثم القى  الكاردينال هولريخ، كلمة جاء فيها: "بعد إغلاق المرحلة الأولى من مسيرتنا السينودسية المتعلقة بالكنائس الخاصة والحقائق الكنسية الأخرى، تبدأ منذ شهر شباط 2023 المرحلة القارية".


واضاف: "كما نعلم، جعل البابا فرنسيس من السينودسية، التي تفهم على أنها "السير معا" بالاصغاء إلى الروح ، المحور المركزي لحبريته.  ونحن نعلم أن "السير معاً" مفهوم يسهل التعبير عنه بالكلمات، ولكن ليس من السهل تطبيقه" (البابا فرنسيس، 17 تشرين الأول/2015). ويعد هذا "السير معاً" أكثر دقة في الشرق الأوسط الذي يتغنى بواقع متعدد الأديان والطوائف مثل المسيحية والأرثوذكسية والبروتستانتية واليهودية والإسلامية. إلا أن هذا التنوع هو بحد ذاته ثراء وفرصة جميلة تجعل السينودسية ممكنة، لأنها تتعلق بالسير معا وليس السير بانفراد.


ومع الاقتناع بأن السير السينودسي هو من صنع الرب، فإننا نسمح لأنفسنا بأن يقودنا روحه، الذي هو البطل الحقيقي لرواية السينودس. كما أود أن أدعونا لنسمح لأنفسنا بأن يسترشدنا الروح القدس خلال الاجتماعات المختلفة لهذة الجمعية في بيروت ليتجلى فينا روح السينودسية مثل "النمط الرسولي" للكنيسة ، لمواجهة تحديات العالم المعاصر".



بدوره تحدث الكاردينال غريش عن "المرحلة القارية: خطوة غير مسبوقة في مسيرة السينودس"، وقال: "الكنيسة السينودسية هي كنيسة الإصغاء. 


فمبدأ الإصغاء هذا، هو أساس المسيرة السينودسية برمتها، التي تبلورت في المراحل التي أنشأها الدستور الرسولي Episcopalis communio ، محولة بذلك السينودس من حدث إلى مسيرة". 



من جهته قال البطريرك الراعي: "يسعدني أن أرحب بكم، وبخاصة صاحبي النيافة الكردينال ماريو غريش أمين عام سينودس الأساقفة، والكردينال جان كلود هولريخ منسق الجمعية العامة المقبلة لسينودس الأساقفة، نشكرهما على حضورهما ومشاركتهما وتوجيهاتهما. ويسعدنا أيضا أن نبدأ معا المرحلة القارية بهذه الجمعية السينودسية على صعيد الشرق الأوسط. فنحن البطاركة والأساقفة من الكنائس الشرقية البطريركية واللاتينية، مثل غيرنا من المجالس الأسقفية، نفتتح المرحلة الثانية من المسيرة السينودسية المرتكزة على ثلاث: الشركة والمشاركة والرسالة. تقود تفكيرنا "وثيقة المرحلة القارية" التي هي حصيلة المرحلة الأولى الإستشارية على المستوى العالمي. على ضوء هذه "الوثيقة" نحن نتابع طريق السعي إلى عيش كنيسة سينودسية؛ كنيسة تتعلم من سماع كلمة الله وقراءة علامات الأزمنة كيف تجدد رسالتها بإعلان الإنجيل وإعلان سر موت المسيح وقيامته من أجل خلاص العالم، وكيف تحقق الإستمرار في أن تقدم للبشرية كينونة وعيشا منفتحين على الجميع".

اضاف:" لا يغيبن عن بالنا السؤال الأساسي للمسيرة السينودسية وهو مزدوج: كيف يتحقق اليوم، محليا وعالميا، هذا السير معا الذي يمكن الكنيسة من إعلان الإنجيل وفق الرسالة التي سلمت إليها؟ ثم أي خطوات إضافية يلهمنا الروح القدس على اتخاذها لنكبر ككنيسة سينودسية (مقدمة "الوثيقة"، 2)؟ لكنني أسارع وأقول أن الموضوع ليس أكاديميا محضا، بل يرتكز على الصلاة وسماع كلمة الله وروح التوبة والإرتداد؛ وبالتالي على السماع المتبادل، والحوار، والتمييز. إنطلاقا من هذا الجو تدعونا "الوثيقة" للتفكير حول ثلاثة أسئلة أساسية، تذكرها في الفقرة 106.

أما عنوان "الوثيقة": وسع مساحة خيمتك" المأخوذة من أشعيا، فهو صورة تشرح موضوع الجمعية العامة السادسة عشرة العادية لسينودس الأساقفة التي تلتئم من 4 إلى 29 تشرين الأول 2023. فالخيمة هي مساحة الشركة، ومكان المشاركة، وأساس الرسالة . إن مهمتنا في هذه الجمعية القارية هي أن نحدد الأولويات التي ستدرس في الجمعية العمومية المقبلة.

وختم الراعي :"إننا نضع تحت أنوار الروح القدس، وشفاعة أمنا مريم العذراء أم الكنيسة وسيدة لبنان، أعمال هذه الجمعية ونصلي لكي تكون ناجحة ومثمرة بالنعمة الإلهية، تحقيقا لأمنيات ونوايا قداسة البابا فرنسيس".


الجلسة العامة الثانية

بعد جلسة الافتتاح، تابع المجتمعون الجلسات المتبقية، فكانت الجلسة الثانية للجمعية العامة الادارية، بعدها عقدت جلسات لمجموعات حسب البلدان على ان يختتم اليوم الاول وعند الساعة السابعة مساء بالاحتفال بالذبيحة الإلهية.

MISS 3