إستفزاز بحري صيني يستهدف خفر السواحل الفيليبيني

قضيّة المناطيد تتفاعل: واشنطن وبكين تتبادلان الاتهامات

02 : 00

المركب الصيني الذي نفّذ "مناورات خطرة" ضدّ سفينة فيليبينيّة (أ ف ب)

للتغطية على مناطيد التجسّس التي تُرسلها لمراقبة المواقع الاستراتيجية الحسّاسة فوق الدول الخصمة في كلّ أرجاء العالم، خصوصاً منطاد التجسّس الذي أسقطه الجيش الأميركي أخيراً، اتّهمت بكين واشنطن بأنّها أرسلت مناطيد إلى مجالها الجوي أكثر من 10 مرّات منذ كانون الثاني 2022، الأمر الذي سارعت الولايات المتحدة إلى نفيه.

وإذ قال الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ وينبين: «ليس غريباً على الولايات المتحدة دخول أجواء البلدان الأخرى بشكل غير قانوني»، أضاف: «منذ العام الماضي وحده، حلّقت المناطيد الأميركية بشكل غير قانوني فوق الصين أكثر من 10 مرّات من دون أي موافقة من السلطات الصينية». ولدى سؤاله عن طريقة ردّ الصين على عمليات التوغل المفترضة هذه، أكد أن بكين تعاملت مع هذه الحوادث بشكل «مسؤول ومهني».

وتابع: «إن كنتم تُريدون معرفة المزيد عن المناطيد الأميركية التي تُحلّق على علو مرتفع وتدخل بشكل غير شرعي المجال الجوي الصيني، فأقترح عليكم توجيه السؤال إلى الجانب الأميركي»، بينما ردّ البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية بالتأكيد أن هذه الادعاءات خاطئة، واتهما الصين في المقابل بـ»محاولة وضع حدّ للأضرار» المرتبطة بـ»برنامجها (الخاص) لمناطيد التجسّس». وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، ردّاً على سؤال من قناة «أم أس أن بي سي»: «هذا ليس صحيحاً! نحن لا نفعل ذلك! هذا ليس صحيحاً بتاتاً!».

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، ذكرت وسيلة إعلام صينية تابعة للدولة أن جسماً طائراً غير محدّد رُصد قبالة الساحل الشرقي للبلاد، وأن الجيش يستعدّ لإسقاطه. لكن بكين امتنعت أمس عن التعليق على هذا التقرير. في المقابل، لم يُعرف حتّى الآن ما هي الأجسام الثلاثة الأخرى التي أسقطها الجيش الأميركي بعد إسقاطه منطاد التجسّس الصيني، كان أوّلها الجمعة فوق ألاسكا فيما أسقط الثاني السبت فوق منطقة يوكون الكندية والثالث الأحد فوق بحيرة هورون على الحدود مع كندا.

وفي السياق، رفض قائد القوات الأميركية في أميركا الشمالية الجنرال غلين فانهيرك وصف شكل الأجسام وحجمها، لكنّه أوضح أنها تسير ببطء شديد. وكثرت التكهنات في شأن ماهية هذه الأجسام في الأيام الأخيرة. وعندما سُئل عمّا إذا كان من الممكن أن تكون هذه الأجسام كائنات فضائية أو من خارج الأرض، أجاب فانهيرك: «سأدع أجهزة الاستخبارات والاستخبارات المضادة تكتشف ذلك»، مضيفاً: «لم أستبعد أي شيء في هذه المرحلة». وتابع: «نواصل تقييم كلّ تهديد أو أي خطر محتمل غير معروف يقترب من أميركا الشمالية بمحاولة التعرّف إليه».

على صعيد آخر، اتّهم خفر السواحل الفيليبيني مركباً تابعاً لنظيره الصيني بتسليط «ضوء ليزر يستخدم لأغراض عسكرية» على أحد قواربه في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، ما أفقد أفراد الطاقم القدرة على الرؤية بشكل موَقت. وحصل الحادث في السادس من شباط على مسافة نحو 20 كيلومتراً عن أرخبيل «سيكند توماس شول» في جزر سبراتلي، حيث تتمركز قوات البحرية الفيليبينية، بحسب ما جاء في بيان خفر السواحل.

وكان قارب الدورية الفيليبيني يدعم «مهمّة للتناوب وإعادة التموين» الأسبوع الماضي للجنود المقيمين على متن سفينة تابعة لسلاح البحرية متروكة في منطقة الشعب المرجانية «سيكند توماس شول» بهدف تأكيد مطالب مانيلا في المنطقة. وأفاد البيان بأنّ المركب التابع للبحرية الصينية سلّط ضوء ليزر أخضر اللون «يستخدم لأغراض عسكرية» مرّتَين على السفينة الفيليبينية، «ما أصاب طاقمها بالعمى الموَقت». كما قام المركب الصيني بـ»مناورات خطرة»، فاقترب على مسافة نحو 140 متراً من السفينة الفيليبينية. واعتبر خفر السواحل الفيليبيني أن «منع سفن الحكومة الفيليبينية عمداً من إيصال المواد الغذائية والإمدادات لعسكريينا... يُمثّل تجاهلاً صارخاً وانتهاكاً فاضحاً لحقوق الفيليبين السيادية في هذا الجزء من بحر غرب الفيليبين». ورغم التدخل، كانت عملية إعادة التموين وتناوب القوات في «سيكند توماس شول» ناجحة، بحسب ما أفاد الناطق باسم خفر السواحل الفيليبيني أرماندو باليلو.

ودعا الناطق باسم الجيش الفيليبيني ميديل أغيلار، بكين، إلى «السيطرة على قواتها حتى لا ترتكب أي عمل استفزازي سيُعرّض حياة الناس للخطر». لكنّ الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ وينبين ادّعى أن القارب الفيليبيني «توغّل» في المياه السيادية الصينية من دون إذن، مؤكداً أن خفر السواحل الصيني تصرّف بشكل «مهني ومضبوط».

ويأتي الحادث بعد أيام من اتفاق الولايات المتحدة والفيليبين على استئناف الدوريات المشتركة في البحر وإبرامهما اتفاقاً لمنح القوات الأميركية إمكان الوصول إلى 4 قواعد عسكرية أخرى في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا. ويرفع الاتفاق الأميركي - الفيليبيني الجديد مجموع القواعد التي يُمكن للقوات الأميركية الوصول إليها إلى 9.


MISS 3