نصرالله: من يريد أن يدفع لبنان إلى الفوضى عليه أن يتوقع منّا ما لم يخطُر في بال

17 : 53

اعتبر الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله في مهرجان "شهادة وانتصار" أن "من دماء كل الشهداء في لبنان تحققت إنجازات كبرى منها تحرير لبنان على مراحل وتحرير الأسرى، واستعادة الدولة والسلم الأهلي في لبنان، وتحرير المياه الاقليمية، والمنطقة الاقتصادية، وقطاع النفط والغاز. هذه الانجازات اليوم هي من مسؤولية الجميع ان يحافظ عليها والمعركة التي تخاض الآن من أهم عناوينها، لا سيما في السنوات الأخيرة، الحفاظ على هذه الانجازات والانتصارات الكبرى التي تحققت على مدى أربعين عاما".



ورأى أن "لبنان دخل منذ العام 2019 في استهداف جديد من أجل إعادة البلد الى السيطرة الأميركية، والرئيس الاميركي باراك أوباما القى محاضرة في إحدى الجامعات الاميركية في 2022/4/21 يشرح فيها كيف يتم السيطرة على الدول. أوباما يقول "نحتاج فقط الى إفساد الراي العام لبلد ما بالرسائل العشوائية وطرح أسئلة كافية وزرع ونشر ما يكفي من الشائعات وفكرة المؤامرات". نحن أمام هذا التحدي والذي تأتي فيه أدوات سياسية وإعلامية واقتصادية وفي مقدمها سعر الدولار الذي يتأثر به كل شيء، والفساد والخلل والأخطاء في الإدارة والتقصير في تحمل المسؤوليات يتم استغلالها من قبل الادارة الاميركية".


وقال: "أهم حدث في منطقتنا خلال الأسبوعين الأخيرين هو الزلزال الذي حدث في سوريا وتركيا، نجدد التعازي للقيادتين السورية والتركية والشعبين السوري والتركي ولعائلات الضحايا المفجوعة. نحن أمام مأساة عظيمة وما حصل هو اختبار لإنسانية كل شخص وجهة ودولة وجمعية. أمام هذه المشاهد المؤلمة الناس الطبيعيون يتصرفون بإنسانية ويضعون الصراعات السياسية جانبا وتصبح الأولوية هي المسارعة إلى انقاذ من هم تحت الانقاض".


واعتبر أن "الأولوية هي لاحتضان الناجين واستخراج جثامين الضحايا من تحت الانقاض وإعادتهم الى عائلاتهم. كل من شاهد ولم يتألم ويعتصر قلبه ألما، عليه ان يراجع إنسانيته ومستواه الأخلاقي وضميره. في هذا الامتحان سقطت مجددا الإدارة الأميركية وكشفت عن وجهها وحقيقتها المتوحشة".


وتابع: "كنا نتطلع أن يتعاطى العالم بمساواة وعدالة مع سوريا كما فعل مع تركيا، وشهدنا بوضوح كيف تصرف المجتمع الدولي والكثير من الدول والإعلام في العالم تجاه الضحايا على الأراضي التركية وتجاه الضحايا على الأراضي السورية، وهذا سقوط إنساني مروع. الإدارة الأميركية تركت الناس يموتون في الأيام الاولى للزلزال من خلال عقوباتها على سوريا، وصبرت الادارة الأميركية 9 أيام حتى أقدمت على القيام باستثناء محدود لسوريا في ما خص قانون قيصر".


ورأى نصرالله أنه "تم التعامل بتمييز وازدواجية على صعد مختلفة مع تداعيات الزلزال في تركيا وسوريا. نتوجه بالشكر الى كل الدول العربية والصديقة التي قدمت المساعدة الى سوريا".


وتابع: "أمام هول الزلزال والهزة، في تلك الثواني القليلة شعر كل واحد منا بضعفه وعجزه، وكنا جميعا بين يدي رحمة الله والجميع تساوى وهذا يجب ان ينبهنا الى حقيقتنا وأنفسنا. يؤسفني أن أقول انه أصبح هناك تحدٍ جديد امام لبنان، وهو احتمال حدوث زلزال بحسب توقعات الخبراء. كل العلماء يقولون بعدم إمكان تحديد موعد الزلزال أو قوته".


وأكد أن "الحكومة معنية بوضع خطة إنقاذ تجاه الزلزال، حتى لو كانت حكومة تصريف أعمال. هل الدولة اللبنانية ووزاراتها مؤهلة لإنقاذ الناس من تحت الانقاض أو لإيواء من سيتم تشريدهم، ولهذا النوع من التحدي؟ يستطيع لبنان بالرغم من الامكانات المتواضعة وضع خطة للتقليل من الخسائر البشرية، وأدعو إلى خطة كاملة وشاملة، ويجب أن تبادر الدولة والبلديات لحل موضوع الأبنية المتصدعة، ومن ضمن الخطوات الأولى الواجب دراستها من قبل الدولة هو ترميم الأبنية المتصدعة، المباني في مدينة طرابلس شمال لبنان كانت أول ما خطر ببالي بعد الهزة التي ضربت لبنان".


واعتبر أن "ما قامت به الدولة اللبنانية تجاه الدولة السورية امر مهم جداً ومشكورة الدولة والحكومة عليه. الخطوات اللبنانية الرسمية تجاه سوريا كانت ممتازة وما تردد عن ضغط من حزب الله هو "حكي فاضي"، المطلوب أن يستمر لبنان في جهده حيال سوريا ليكون جزءاً من الجهد العربي في كسر الحصار على سوريا، فالمستفيد الأول من كسر الحصار على سوريا هو لبنان".


ورأى نصرالله أن الوضع في إسرائيل "غير مسبوق على المستوى الداخلي والبيئة الاستراتيجية. فالحكومة الحالية تدفع الأمور إلى صدامين كبيرين الأول داخلي إسرائيلي والثاني فلسطيني، وقد يمتد في المنطقة. للمرة الاولى نسمع الحديث من الرئيس والرؤساء والوزراء السابقين ووزراء حرب سابقين، وجميعهم يتحدثون عن حرب أهلية وسفك للدماء وقرب الانفجار ويتحدثون عن الهجرة المعاكسة"، واعتبار ان الرئيس الإسرائيلي نفسه أقر بمخاوفه من انفجار وشيك داخلي قبل بلوغ عمر الثمانين عاماً، وهناك قلق على الوجود".


وأردف: "الصدام الثاني هو المواجهة في الداخل الفلسطيني لا سيما عند الحديث عن الجيل الشاب. نحن أمام مقاومة وانتفاضة فلسطينية حقيقية، وأهمية العمليات الفردية أنها محتضنة من قبل الشعب الفلسطيني"، معتبرا أن حكومة إسرائيل قد تدفع باتجاه التصعيد في كل المنطقة وهذا أمر وارد سيما إذا تم المس بالمسجد الاقصى.


وأشار نصرالله إلى "ألا جديد في الملف الرئاسي اللبناني، ولا بد من جهد لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن".


وإذ اعتبر أن "مطالب موظفي القطاع العام محقة جدا"، شدد على ضرورة لجم "الارتفاع المتفلّت في سعر الدولار، ومعالجة ارتفاع الأسعار".


أضاف: "الوضع الاقتصادي يشغل بال اللبنانيين جميعا وعلينا التفتيش عن حلول"، وما يحصل في لبنان سببه الرئيسي هو الضغوط الأميركية وسياسة سحب الأموال والودائع بطريقة مدبرة".


وأكد أن "الأميركيين أرسلوا الكثير من الرسائل لإيران من أجل إجراء مفاوضات مباشرة لكن طهران رفضت ذلك، لأنه ليس للأميركيين حد يقفون عنده في المطالب في أي مفاوضات مباشرة، لذلك لا يمكن إرضاؤهم من أجل حل أزمتنا. علينا العمل لإيجاد اقتصاد قوي، علينا إحياء القطاع الصناعي والزراعي والتوجه بشكل جدي في قطاعي النفط والغاز، ويجب السعي لإنجاز اقتصاد قوي في بلدنا، والبحث عن أسواق أخرى كالصين وروسيا مثلا".


وبشأن ما يشاع عن بدء إسرائيل بتصدير الغاز والنفط من كاريش، قال نصرالله: "لن نسمح ابدأ بحصول تسويف بشأن استخراج النفط من مياهنا. أنا أحذر من التسويف، ونحتاج إلى قرار جدي من الحكومة الحالية والآتية والقول للاميركيين "يحلوا عنا"، يكفي أن ترفع السفيرة الأميركية الحالية أو المقبلة حاجبيها حتى ينتهي الأمر. إذا كان الأميركيون أو البعض في الداخل يخططون للفوضى وانهيار البلد أقول لهم "ستخسرون كل شيء في لبنان". من يراهن على ان المعاناة أو الألم يمكن أن يدفعا هذه البيئة إلى التخلي عن خيارها والوصية الاساس وانجازات الحاج عماد مغنية أي التخلي عن أمنها وبقائها ووجودها وسيادتها وصون عرضها وخيرات بلادها هو واهم".


أضاف: "إذا دفعتم إلى الفوضى في لبنان فستخسرون وستمتد أيدينا الى ربيبتكم إسرائيل. من يريد أن يدفع لبنان الى الفوضى أو الانهيار عليه ان يتوقع منا ما لم يخطر في بال أو وهم، وإن غدا لناظره قريب".