إرتفاع قياسي في حصيلة إصابات "كورونا"

02 : 00

أعلنت الصين بالأمس عن أكثر من 15 ألف إصابة إضافيّة بفيروس "كورونا" المستجدّ، وهو رقم قياسي برّرته بطريقة جديدة في تحديد الحالات، ما يكشف أن الفيروس أخطر ممّا قيل حتّى الآن، في وقت كشف وزير الصحة الياباني كاتسونوبو كاتو عن وفاة أوّل امرأة مصابة بـ"كورونا" في اليابان، لكنّه لفت إلى أنّه من غير الواضح ما إذا كان الفيروس القاتل هو السبب في وفاتها.

وإذ رأى رئيس قسم الطوارئ الصحّية في "منظّمة الصحة العالميّة" ميشال راين أن تصاعد عدد الإصابات الجديدة "لا يُمثّل تغيّراً هاماً في مسار" المرض، أوضح خلال تصريح صحافي أن "التطوّر الذي شاهدتموه جميعاً في الساعات الـ24 الماضية جاء، جزئيّاً، نتيجة تغيّر طريقة الابلاغ عن الحالات".

وأشارت اللجنة الوطنيّة للصحة إلى تسجيل 15152 حالة جديدة و254 وفاة إضافيّة، وهي أعلى حصيلة تُسجّل خلال 24 ساعة منذ ظهور الفيروس في كانون الأوّل في مدينة ووهان. وهذا الارتفاع يعود إلى طريقة جديدة في تحديد الإصابات، فمن الآن وصاعداً باتت السلطات الصينيّة تحتسب الحالات "المشخّصة سريريّاً". بمعنى آخر، فإنّ صورة شعاعيّة للرئتَيْن باتت تُعتبر كافية لتشخيص الفيروس، في حين كان لا بدّ سابقاً من إجراء فحص الحمض النووي. ويكون الفيروس قد أصاب رسميّاً حوالى 60 ألف شخص وتسبّب بوفاة 1367 في الصين القاريّة.

وتحت ضغط الرأي العام الصيني، أُقيل المسؤول الكبير في الحزب الشيوعي في هوباي جيانغ شاوليانغ من منصبه وبعده رئيس بلديّة شنغهاي ينغ يونغ، المقرّب من الرئيس شي جينبينغ. كما أُقيل المسؤول الشيوعي الرئيسي في ووهان ما غوكيانغ. وهذه الإقالات ليست مستغربة بسبب غضب الرأي العام الكبير، إذ يتّهم قسم كبير من المواطنين منذ أسابيع السلطات المحلّية بالتأخّر في التحرّك بعد تشخيص أولى الحالات. وتحوّل هذا الاستياء إلى غضب عارم بعدما توفي الجمعة لي وينليانغ (34 عاماً)، الطبيب الذي كان أوّل من حذّر من ظهور الفيروس ووبّخته الشرطة لترويجه "شائعات". وسرعان ما أصيب هو نفسه بالفيروس.

وفي اليابان، لا يزال الوضع متوتّراً على متن السفينة السياحيّة "دايموند برينسس"، التي فُرِضَ عليها الحجر الصحي قرب يوكوهاما (شرق)، فقد شُخّصت 44 حالة جديدة ليرتفع عدد المصابين إلى 218 شخصاً. وفي العالم، فرض لأوّل مرّة حجر صحي في فيتنام في منطقة واقعة قرب هانوي.

في غضون ذلك، شدّد وزراء الصحة الأوروبّيون في بروكسل على ضرورة تحسين تنسيق اجراءاتهم في مواجهة "كورونا"، خصوصاً مع إمكان حصول مشكلات في امدادات الأدوية وتجهيزات الحماية المستوردة من الصين، في حين أصاب الفيروس 30 شخصاً في سبع دول من الاتحاد الأوروبي، لكنّه لم يتسبّب حتّى الآن بوفيات.

وبحسب مسودة نتائج الاجتماع، فإنّ المفوضيّة ستُكلّف من قبل الدول الأعضاء بـ"تسهيل الحصول بشكل ضروري على تجهيزات الوقاية الفرديّة بهدف خفض النقص المحتمل إلى الحدّ الأدنى"، فيما قالت المفوضة الأوروبية المكلّفة الشؤون الصحية ستيلا كرياكيدس إنّ "الفيروس لا يعرف حدوداً، وقد آن الأوان للاتحاد الأوروبي لمواجهة هذا التحدّي بطريقة منسّقة وموحّدة". كما أكد المفوض المكلّف إدارة الأزمات يانس ليناريتش أن "عدد الحالات في أوروبا لا يزال محدوداً"، مضيفاً: "الخطر محدود لكنّه قائم ويُمكن أن يزيد، وبالتالي يجب أن نكون جاهزين لمثل هذا السيناريو".

وخصّصت المفوضيّة الأوروبّية عشرة ملايين يورو للأبحاث المخصّصة لايجاد لقاح للفيروس، ولدعم مشروع يربط بين 300 مستشفى و900 مختبر.


MISS 3