"الرسائل الصاروخيّة" تتساقط قرب السفارة الأميركيّة

ثوّار العراق يتظاهرون دعماً لترشيح الركابي لرئاسة الحكومة

10 : 05

متظاهرة ترفع صورة "مرشّح الثورة" علاء الركابي في كربلاء أمس (أ ف ب)

تظاهر آلاف العراقيين في مدينة كربلاء بالأمس للمطالبة بتكليف الناشط البارز علاء الركابي بتشكيل حكومة جديدة بدلاً من الرئيس المكلّف محمد علاوي، الذي اختارته الأحزاب الحاكمة التي تدور في فلك إيران، ووعد بالإعلان عن تشكيلته الحكوميّة هذا الأسبوع، فيما تجدّدت الصدامات والمواجهات بين الثوّار والقوّات الأمنيّة قرب نفق التحرير من ناحية ساحة الخلاني في وسط العاصمة العراقيّة بغداد.

وحمل المتظاهرون صور الركابي، الصيدلي المتدرّب الذي تحوّل إلى أحد أبرز وجوه الثورة العراقيّة، مع قيادته للتظاهرات الصاخبة في مدينة الناصريّة، مهد الاحتجاجات الشعبيّة في جنوب العراق. وكان الركابي الذي يُتابعه عشرات الآلاف من العراقيين على "تويتر" وينشر باستمرار تسجيلات مصوّرة تحظى بمشاهدة واسعة، أطلق أخيراً استفتاءً بين المتظاهرين في الجنوب وفي بغداد، لتحديد ما إذا كانوا يُريدونه رئيساً للوزراء.

وقال في آخر تسجيلاته الخميس إنّه سيقبل تولّي المنصب في حال "كان رأي الشعب ذلك"، مضيفاً: "لا طمع لي بمنصب رئيس الوزراء... ولا يُمثّل لي أي قيمة ولا أنظر إليه على أنه منصب أو غنيمة، بل إنّه مكان بمسؤوليّة عظيمة".

وفي التظاهرة في كربلاء، المدينة المقدّسة لدى الشيعة، قال الطالب سيف الحسناوي إنّه شارك ليُعلن تأييده "لمرشّح الشعب الدكتور علاء الركابي". كما أكّد الطالب حسن القزويني أن لدى المتظاهرين "مجموعة مطالب بينها رئيس وزراء مستقلّ وغير تابع لأي حزب هو الدكتور علاء الركابي". وقبل الركابي، قدّم النائب الليبرالي فائق الشيخ علي، المعروف بانتقاده للفساد المستشري في مفاصل الدولة، ترشّحه رسميّاً إلى رئيس الجمهوريّة، لكنّه لم يتلقَ أي جواب.

وإذ أعلن علاوي السبت أنّه سيطرح خلال أيّام تشكيلته الحكوميّة المنتظرة، تعهّد بأن تكون "مستقلّة" ومن دون تدخّل الأطراف السياسيّة، وهو ما طالب به الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الداعم له. وأمام علاوي، الذي سُمّي رئيساً للوزراء بعد توافق صعب توصّلت إليه الكتل السياسيّة الرئيسيّة، حتّى الثاني من آذار المقبل للتصويت عليها في البرلمان، بحسب الدستور، علماً أن مجلس النوّاب لم يُعلن بعد انعقاد جلسة استثنائيّة خلال العطلة النيابيّة التي تنتهي في منتصف الشهر المقبل، في وقت تتحدّث مصادر سياسيّة عن صعوبة نيل حكومة علاوي الثقة في برلمان تعصف به الانقسامات.

على صعيد آخر، عقد زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني بالأمس لقاء مع رئيس مجلس النوّاب محمد الحلبوسي، اتّفقا فيه على ضرورة أن تُواصل الحكومة المقبلة "التعاون مع التحالف الدولي لمساعدة العراق على مواجهة خطر الإرهاب". وكان البرلمان قد صوّت في وقت سابق على قرار ينصّ على ذلك، لكن الحكومة لم تُعلن خطوات لتبنّيه والمضي به.في غضون ذلك، أصابت صواريخ عدّة قاعدة "يونيون 3" العراقيّة التي تضمّ قوّات أميركيّة قرب سفارة واشنطن في بغداد، في الساعات الأولى من صباح الأحد، بحسب ما أفادت مصادر عسكريّة، في هجوم جديد ضمن سلسلة ضربات استهدفت مقرّات وجنود أميركيين في العراق خلال الأشهر الأربعة الأخيرة.

وأكّد المتحدّث باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق الجنرال مايلز كاغينز في تغريدة، "إصابة القاعدة العراقيّة التي تضمّ قوّات (من التحالف) بصواريخ صغيرة في المنطقة الدوليّة عند الساعة 03:24 (بتوقيت العراق)"، لافتاً إلى أن الهجوم لم يؤدِ إلى وقوع إصابات، بينما أعلنت القوّات العراقيّة سقوط ثلاثة صواريخ "كاتيوشا" داخل "المنطقة الخضراء"، حيث مقرّ قوّات التحالف ومجمّعات السفارة الأميركيّة والأمم المتحدة ومؤسّسات حكوميّة.

وسقط صاروخ رابع في "مقرّ الدعم اللوجستي للحشد الشعبي"، الذي يضمّ فصائل شيعيّة مسلّحة مندمجة في الجيش العراقي، وفقاً للقوّات العراقيّة، علماً أن المقرّ يقع في منطقة بعيدة عن مقرّ التحالف. ولم يسبق أن أُصيب مقرّ لـ"الحشد الشعبي" ومقرّ للقوّات الدوليّة بصواريخ في وقت متزامن، إذ إن القوّات الأميركيّة غالباً ما تتّهم الفصائل الشيعيّة المقرّبة من إيران والمنضوية في صفوف "الحشد الشعبي" بالوقوف وراء تلك الهجمات.

وحصل هجوم الأحد بعد ساعات من إعلان قيادي في جماعة "حركة النجباء"، الفصيل الشيعي المسلّح والمدعوم من طهران، "بدء العدّ التنازلي لتحقيق السيادة والردّ على قوّات الإحتلال الأميركي عسكريّاً". ونشرت الجماعة على "تويتر" صورة لما أشارت إلى أنّها آليّة أميركيّة مرفقة بعبارة: "إنّنا أقرب إليكم ممّا تتصوّرون".