حظر أوروبي "بحري" على التسلّح في ليبيا

02 : 10

على الرغم من اعتراضات بعض الدول التي تخشى أن تُشجّع الخطوة زيادة تدفّق حركة المهاجرين، اتّفق وزراء خارجيّة الاتحاد الأوروبي بالأمس على إطلاق مهمّة بحريّة لمراقبة تطبيق حظر على دخول الأسلحة إلى ليبيا، بحيث ستكون المهمّة مخوّلة التدخّل لوقف شحنات الأسلحة، بحسب ما أفاد وزير خارجيّة الاتحاد جوزيب بوريل.

وحذّر بوريل من أن "حظر الأسلحة يُنتهك بشكل منهجي"، معتبراً أن ذلك "سيمدّ المقاتلين بكمّيات هائلة من الأسلحة التي ستجعل تحقيق وقف إطلاق النار صعباً والهدنة ضعيفة جدّاً". ويأمل الاتحاد الأوروبي في أن تبدأ هذه العمليّة التي تُركّز على الجزء الشرقي من الساحل الليبي نهاية آذار، بالرغم من أنّه لم يتمّ وضع العديد من التفاصيل بينها قواعد الاشتباك لوحدات البحريّة.

وفي هذا الصدد، سيقترح القادة العسكريّون العديد من التفاصيل العملانيّة، بينها عدد السفن والنطاق الجغرافي، وسيطرحونها على وزراء خارجيّة الاتحاد الأوروبي للموافقة عليها في مؤتمرهم المقبل في 23 آذار. ويُعدّ إنجاح حظر السلاح غاية في الأهمّية جيوسياسيّاً لإعادة الاستقرار إلى ليبيا، حيث تُواجه حكومة طرابلس برئاسة فايز السراج هجوماً عسكريّاً واسعاً من قوّات قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.

ويُراهن الاتحاد الأوروبي على انطلاق هذه المهمّة البحريّة بزخم، والتي ستحلّ محلّ "مهمّة صوفيا" التي أُطلقت العام 2015 لمواجهة تهريب البشر عبر المتوسّط مع استخدام سفنها لفرض رقابة على إيصال الأسلحة إلى ليبيا.

وأصرّ وزير الخارجيّة الإيطالي لويجي دي مايو ونظيره النمسوي ألكسندر شالنبرغ على أن "مهمّة صوفيا" انتهت والمهمّة الجديدة مختلفة. وأكد شالنبرغ أن "هناك إجماعاً أساسياً الآن على أنّنا نُريد مهمّة عسكريّة، وليس مهمّة إنسانيّة"، فيما أشار وزير الخارجيّة الألماني هايكو ماس إلى أن الوزراء الأوروبّيين أجروا نقاشات مطوّلة حول ما إذا كانت هناك حاجة لنشر سفن، لكن تمّ الاتفاق في النهاية على أن "الأمر ضروري من أجل الحصول على الصورة كاملة". وأضاف: "لكنّها ستكون فقط في شرق المتوسّط، حيث تمرّ مسارات (إيصال) الأسلحة" إلى ليبيا، وليس قرب طرق الهجرة الحاليّة في وسط المتوسّط.

وتضمّن الاتفاق فقرة أساسيّة لكسب المشكّكين مثل النمسا، تنصّ على أنّه إذا اعتبر أن السفن تُشكّل "عامل جذب"، أي أنّها تُشجّع المهاجرين على النزول إلى البحر على أن يتمّ إنقاذهم ونقلهم إلى أوروبا، فسيتمّ وقف الجزء البحري من العمليّة.

واتّفق قادة العالم خلال "مؤتمر برلين" الذي عُقِدَ الشهر الماضي على إنهاء كلّ أشكال التدخّل في النزاع ووقف تدفّق الأسلحة إلى ليبيا، لكن لم يتغيّر الكثير على الأرض مذّاك.


MISS 3