"فصل جديد" بين لندن وبروكسل حول إيرلندا الشماليّة

02 : 00

فون دير لايين وسوناك خلال مؤتمرهما الصحافي في ويندسور أمس (أ ف ب)

فتحت بريطانيا والاتحاد الأوروبي «فصلاً جديداً» في العلاقات بينهما أمس، بعد اتفاق الجانبَين على تعديل بروتوكول يُنظّم التجارة في إيرلندا الشمالية ويرمي إلى احتواء التوترات التي يؤجّجها «بريكست».

وجاء التوصّل إلى الاتفاق خلال اجتماع عقده رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك مع رئيسة المفوضية الأوروبّية أورسولا فون دير لايين في ويندسور قرب لندن. وتحدّث سوناك عن «فصل جديد» على صعيد العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في مرحلة ما بعد «بريكست»، وذلك خلال مؤتمر صحافي مع فون دير لايين التي أشارت بدورها إلى «فصل جديد».

وقال سوناك: «أعتقد أنّنا توصّلنا إلى سُبل لوضع حدّ لحالة عدم اليقين... لشعب إيرلندا الشمالية»، مشيراً إلى مسائل أساسية عدّة ستُحلّ من خلال «إطار عمل ويندسور»، في حين أشادت فون دير لايين بالاتفاق «التاريخي» الذي من شأنه أن يضمن «علاقات أكثر متانة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة».

وأوضحت أن «إطار عمل ويندسور الجديد وُضع لكي يستفيد منه أبناء إيرلندا الشمالية ولدعم كلّ المجتمعات والاحتفاء بالسلام في جزيرة إيرلندا». ويُشكّل الاتفاق خاتمة لفصل مطوّل من المحادثات المضنية بين لندن وبروكسل تعاقب على إدارتها في الجانب البريطاني 3 رؤساء حكومات وطغى عليها ملف أوكرانيا.

ويفرض بروتوكول إيرلندا الشمالية عمليات تدقيق جمركية بين الإقليم البريطاني وبقية أرجاء المملكة المتحدة عند وصول السلع إلى إيرلندا الشمالية. وأراد هذا الاتفاق تجنّب قيام حدود برّية بين إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي، ما قد يُضعف السلام المبرم العام 1998 بين الطرفين بعد أحداث دامية استمرّت 3 عقود.

لكنّه أثار توترات بين الاتحاد الأوروبي ولندن، وأصبح كذلك مشكلة داخلية لسوناك الذي يواجه معارضة مؤيّدي «بريكست» المتشدّدين والوحدويين في بلفاست. ويرفض الوحدويون أي تطبيق بحكم الأمر الواقع للقانون الأوروبي في الإقليم البريطاني ويُعطّلون عمل السلطة التنفيذية المحلّية منذ سنة.

وينصّ إطار العمل الجديد على إقامة «ممرّ أخضر» معفى من عمليات التفتيش للسلع الوافدة من بقية أنحاء المملكة المتحدة والمفترض أن تبقى في إيرلندا الشمالية، وألّا تنقل إلى إيرلندا والسوق الأوروبّية المشتركة.

وستكون الأدوية المصادق عليها في بريطانيا متاحة في إيرلندا الشمالية، علماً أن الاتفاق سيحدّ من إشراف محكمة العدل الأوروبّية على البروتوكول، من دون أن يُلغيه. وفي محاولة لمعالجة ما سمّي ثغرة ديموقراطية في البروتوكول، سيُسمح لبرلمان إيرلندا الشمالية بمنع تطبيق قوانين جديدة للاتحاد الأوروبي، قد تعترض عليها لندن. وتوجّهت فون دير لايين للقاء الملك تشارلز الثالث في ويندسور، ما عرّض سوناك لانتقادات داخلية اتّهمته بالسعي إلى منح الاتفاق الجديد غطاءً ملكيّاً. لكنّ المتحدّث باسم سوناك شدّد على أن اللقاء بين المسؤولة الأوروبّية والملك قرّره قصر باكنغهام.

ويبقى على سوناك مواجهة زملائه. فعلى صعيد هذا الملف، يواجه معارضة قوية من برلمانيين محافظين، لا سيّما سلفه بوريس جونسون الذي رفض البروتوكول في 2022، بعدما وقّعه قبل سنتين، بينما اعتبر سوناك أن النواب البريطانيين سيُصوّتون على الاتفاق «في التوقيت المناسب».

MISS 3