جاد حداد

Outer Banks... الموسم الثالث فارغ المضمون

28 شباط 2023

02 : 01

يعود مسلسل Outer Banks (الضفاف الخارجية) في موسمه الثالث إلى جوانبه الميلودرامية المعتادة، فيُذكّرنا الخط السردي المفتعل بلحظات وتطورات كانت عابرة لدرجة أن تتلاشى من ذاكرة المشاهدين. لكن يُضاف تفصيل آخر هذه المرة، وهو يتعلق باكتشاف "جون بي" (تشايس ستوكس) رابطاً عائلياً جديداً لن نُفصِح عن تفاصيله، ثم تتلاحق سلسلة من المغامرات المتفرقة التي تطغى على أحداث هذا الموسم. على مر هذه الرحلة، يواجه "جون بي" عدداً من أكثر العناصر عنفاً في المسلسل حتى الآن، وقد ينذر هذا الجانب باتخاذ القصة منحىً قاتماً غير مسبوق. لكن لن تتحقق هذه التوقعات في أي لحظة، بل يسهل أن نشعر بأن الأحداث لا تكف عن تكرار نفسها، فتستعمل عناصر مألوفة وغير مؤثرة لإحداث صدمات عابرة. باختصار، يبقى الجو العام فاتراً في معظم الأوقات.



حتى في المشهد الذي يشمل إطلاق نار في المياه، يبدو تنفيذ هذه اللقطة رديئاً لدرجة أن نشعر بأننا أمام مشهد ساخر. لا يحمل هذا النوع من المشاهد أي تهديد حقيقي على الشخصيات الرئيسية التي تتابع الحبكة حمايتها بكل وضوح. من المؤسف أن تتضح هذه الركاكة بطريقة فاضحة، لا سيما عندما يخرج "جون بي" من هذه المواجهة المحتدمة من دون أن يصاب بخدش واحد. طالما تستمر المواسم، يحتاج المسلسل إلى هذه المقاربة الآمنة في طرح الأحداث كي تتمكن الشخصيات من متابعة اكتشافاتها المهمة قبل أن تغرق القصة في فراغ يصعب الخروج منه.



أثناء وقوع هذه الأحداث، يتحرك بقية أعضاء الفريق (سارة (مادلين كلاين)، و"بوب" (جوناثان ديفيس)، و"كيارا" (ماديسون بيلي)، و"جي جي" (رودي بانكو)، والوافدة الجديدة "كليو" (كارلاسيا غرانت)) بلا هدف محدد. لكنّ هذا الجانب لم يمنع تطور أحداث المسلسل سابقاً ولن يفعل ذلك في هذا الموسم. قد يستمتع المشاهدون بهذا العمل بكل بساطة بفضل جمال الممثلين الذين يخوضون مغامراتهم المألوفة في أجواء ممتعة، لكن بدأ هذا الجانب يضعف أيضاً. يجرّب الموسم الثالث مقاربة مختلفة، فيحاول التركيز بشكلٍ أساسي على إيجاد موقع "إلدورادو"، وهو هدف أضعف من أن يضمن تماسك الأحداث الجدّية. بعبارة أخرى، تفشل جميع الخطوط السردية المتعمدة وسرعان ما تؤكد على سخافة هذه العناصر. عندما نسمع قصة عن اختبار يُفترض أن يتجاوزه الفريق وتقول إحدى الشخصيات إن هذا النوع من العوائق يمنعهم دوماً من بلوغ هدفهم، قد تشير هذه العبارة إلى مسار المسلسل بحد ذاته. ومع تقدّم الحلقات، تزيد النزعة إلى الالتفاف حول القصة الأساسية التي تحرّك الأحداث.



وعندما تحتدم الأحداث أخيراً وتتمحور حول مهمّة ضخمة يُفترض أن ينفذها الفريق، سيكون أي حماس متبقّ لدى المشاهدين قد تلاشى لأن صانعي العمل يأخذون وقتاً طويلاً قبل بلوغ هذه المرحلة الحماسية. تبدو معظم جوانب القصة مجرّد حشو لتمرير الوقت، حتى أن أكبر المعجبين بهذا المسلسل قد يجدون صعوبة في إكمال الحلقات. باختصار، تبدو الرحلة كلها في هذا الموسم فارغة المضمون وتخلو من أي تطورات أو ألغاز جديدة، ما يثبت مجدداً مدى سهولة أن تتحول المسلسلات من أعمال ممتعة رغم سخافتها إلى أعمال مبتذلة ورديئة بالكامل.




MISS 3