علامات استفهام حول التزامن بين "إعلان الإصابة والوفاة"

عشية الإنتخابات... "كورونا" يضرب إيران

04 : 00

نتنياهو يتفقّد الأعمال في خيم نُصِبَت لاستقبال حالات مصابة بـ"كورونا" قرب تل أبيب أمس (أ ف ب)

بعد ساعات معدودات فقط من إشارتها إلى تأكيد إصابتهما بالفيروس القاتل، أعلنت إيران وفاة مسنَّيْن جرّاء "كورونا" المستجدّ، الأمر الذي طرح علامات استفهام حول مسألة التزامن بين الإعلان عن الإصابة والوفاة في اليوم عينه، عشيّة الانتخابات التشريعيّة المقرّرة غداً الجمعة.

وذكر نادي الصحافيين الشباب، وهو وكالة تعتمد على التلفزيون الحكومي، أن المريضَيْن من سكّان مدينة قم الواقعة على بُعد 150 كلم جنوب العاصمة طهران. وليس معلوماً ما إذا كانا قد سافرا إلى الخارج. وهذه المرّة الأولى في الشرق الأوسط التي يتوفى فيها مرضى يُعانون من الفيروس، الذي تسبّب بأكثر من ألفَيْ حالة وفاة منذ ظهوره في الصين، ضمنها ثمانية فقط خارج البرّ الرئيسي.

ونقلت الوكالة الرسميّة عن محمد رضا غدير، مدير الخدمات الصحّية في قم، أن مستشفيَيْن تمّ تحضيرهما استعداداً للحجر الصحي لحالات الإصابة بفيروس "كورونا"، مضيفاً: "انتشار فيروس "كورونا" في قم تحت السيطرة ولا نُريد أن يقلق الناس"، في وقت تُفيد تقارير إعلاميّة بأنّه تمّ كشف عشرات الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس في البلاد.

وأشارت التقارير إلى ضغوط سياسيّة هائلة من أعلى هرم النظام في طهران جعلت وزارة الصحة تتكتّم على هذه الأنباء، خوفاً من التأثير السلبي على المشاركة في الانتخابات الجمعة، حيث من المتوقّع أساساً أن تكون هزيلة جدّاً، نظراً إلى الغضب الشعبي المتنامي من السلطات بسبب سوء الأحوال المعيشيّة والأزمة الاقتصاديّة الخانقة وكذب المسؤولين في حادث اسقاط الطائرة الأوكرانيّة المدنيّة بصاروخَيْن من "الحرس الثوري".

توازياً، رحّبت "منظّمة الصحة العالميّة" من القاهرة بتحقيق "تقدّم كبير" في مكافحة "كورونا" منذ ظهوره في الصين في كانون الأوّل. وقال مدير الطوارئ في المنظّمة لمنطقة الشرق الأوسط ريتشارد برينان: "حقّقنا تقدّماً كبيراً خلال فترة قصيرة"، فيما أكد المدير الإقليمي للمنظّمة أحمد المنظري أنّه "بتنا قادرين على تشخيص الفيروس في كلّ مكان الآن"، وأُنشئت "أنظمة صحّية فعّالة". لكن برينان رأى أنّه من "المبكر جدّاً القول إنّه تمّت السيطرة على الفيروس". وأدّى "كورونا" إلى إصابة أكثر من 74 ألفاً في الصين، ووصل إلى قرابة 30 دولة في سائر أنحاء العالم.

في الغضون، بدأ ركّاب السفينة السياحيّة "دايموند برينسيس" الخاضعة لحجر صحي والراسية في ميناء يوكوهاما الياباني، بمغادرتها، بعدما تمّ تسجيل مئات الإصابات بالفيروس على متنها، إذ نزل حوالى 500 راكب أثبتت الفحوص الطبيّة عدم إصابتهم بالعدوى ولم تظهر عليهم أيّ عوارض مرضية ولم يحصل على مدى الأيّام الـ14 الأخيرة أيّ احتكاك بينهم وبين ركّاب مصابين بالفيروس، من السفينة، بحسب وزارة الصحة اليابانيّة، في حين أشارت طوكيو إلى اكتشاف 79 إصابة إضافيّة بـ"كورونا" على متن السفينة، ما يرفع العدد إلى 621 شخصاً. ووفق السلطات اليابانيّة، فإنّ نزول الركّاب السالمين من السفينة سيستغرق ثلاثة أيّام.

وإذ أعلنت سيول تسجيل 20 حالة إصابة إضافيّة على أراضيها، ما يُساوي ارتفاعاً بنحو الثلثَيْن، أكد مركز مكافحة الأمراض في كوريا الجنوبيّة في بيان أن عدد الإصابات في البلاد ارتفع من 31 إلى 51 إصابة.

ولم يعد في إمكان أي مواطن صيني دخول الأراضي الروسيّة اعتباراً من اليوم، سواء كان سائحاً أو طالباً أو عاملاً، وذلك في سياق الاجراءات الصحّية المتّخذة لمكافحة انتشار "كورونا"، بالرغم من الكلفة الاقتصاديّة الباهظة لهذا الأمر على السياحة والمناطق الحدوديّة بين البلدَيْن. وعلّق المتحدّث باسم الخارجيّة الصينيّة غينغ شوانغ قائلاً: "حين يتحسّن الوضع، سيتمّ تعديل هذه الاجراءات وحتّى الغاؤها"، موضحاً أن "اجراءات مثل الدراسة عبر الانترنت ستلجأ إليها روسيا بالنسبة إلى الطلّاب الصينيين المعنيين".

إقتصاديّاً، رأت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا أن التأثيرات الاقتصاديّة الناجمة عن وباء فيروس "كورونا" في الصين ستكون قصيرة الأجل في أفضل الأحوال، لكنّها تتزامن مع هشاشة الاقتصاد العالمي حاليّاً. وكتبت في مدوّنة أنّه بسبب العديد من المخاطر الأخرى، بما فيها الحرب التجاريّة الأميركيّة - الصينيّة المتوقفة موَقّتاً من دون أن تنتهي بعد، فإنّ العالم ليس في وضع جيّد للتعامل مع تأثير طويل الأمد للفيروس.

كذلك، حذّر صندوق النقد الدولي في تقريره المعتاد لوزراء مال مجموعة العشرين ومحافظي البنوك المركزيّة الذين سيجتمعون في السعوديّة في نهاية الأسبوع، من أن المخاطر على الاقتصاد العالمي "لا تزال تتّجه إلى الأسوأ"، في حين حذّرت شركة "آبل"، التي تعتمد على الانتاج الصيني، هذا الأسبوع، من أن امداداتها من هواتف "آيفون" ستكون محدودة.

وكان لافتاً بالأمس ما أعلنته بكين عن أنّها ستطرد ثلاثة صحافيين من "وول ستريت جورنال" الأميركيّة بسبب عنوان لافتتاحيّة نُشِرَت في وقت سابق هذا الشهر واعتبرته "تمييزاً عنصريّاً"، في وقت أكدت الصحيفة أنّه طُلب من صحافييها المغادرة خلال خمسة أيّام. واعتبر الناطق باسم الخارجيّة الصينيّة غينغ شوانغ أن الافتتاحيّة التي حملت عنوان: "الصين هي الرجل المريض الفعلي في آسيا"، تنطوي على "تمييز عنصري" و"إثارة". ويأتي قرار الطرد، الذي يُعدّ من الأقسى بحق وسائل إعلام أجنبيّة في السنوات القليلة الماضية، فيما ندّدت بكين أيضاً بقرار واشنطن تشديد القوانين على وسائل الإعلام الرسميّة الصينيّة في الولايات المتحدة، معتبرةً أنّه "غير منطقي وغير مقبول". ولاحقاً، دان وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو القرار الصيني، وحضّ بكين على احترام حرّية الصحافة.


MISS 3