عماد موسى

نصرُ الله يقاطع أميركا

20 شباط 2020

09 : 50

تستعد الولايات المتحدة الأميركية لمواجهة الأسوأ. إذ بات أقوى إقتصاد في العالم على شفير الإنهيار، غداً، أو بعد غد على أبعد تقدير. سيتذكر الأميركيون الخميس الأسود، يوم انهيار وول ستريت في العام 1929، وسيتمنون لو ولدتهم أمهاتهم في بلد مستقرّ وقوي كسوريا أو اليمن أو إيران أو حتى الصومال.

يتحضرالأميركيون لأيام صعبة، بعد دعوة مرشد الجمهورية اللبنانية إلى مقاطعة البضائع الأميركية، التي ستتسبب بإغلاق المصانع في كاليفورنيا وكساد المنتجات الغذائية وبوار الأراضي الزراعية بسبب فقدان قطع غيار الجرارات التي تستورد من الأوزاعي وبريتال وسيخسر مؤشر الداو جونز 90% من قيمته على الأقل.

تخيلوا فقط أن يقاطع أهلنا في الغبيري، إستجابة لدعوة سماحة السيد، أشهر ماركات الكاتشاب الأميركية والتحوّل إلى كاتشاب أصفهاني. النتيجة "رح يدبّوا الوليه في بنسلفانيا"، وتصوّروا أن ترفضّ نساء جبل عامل عن دوا الجلي ومسحوق الغسيل الذي يتخلص من الأوساخ من دون جهد زائد، ويتميز بتركيبة متقدمة للقضاء على أصعب البقع من دون بذل أي جهد إضافي، كالنقع أو الغسل المسبق أو الفرك؟ عرفتموه؟

وماذا سيدخن النائب علي عمار بدلاً من الـ "مارلبورو" إن بدأ تطبيق مقاطعة السلع الأميركية ؟ "كونتينت" أو "أختيمار"، أو "سيدرز"؟

وماذا عن سيارات المواكبة الخاصة بقيادات "حزب الله"؟ أيمكن الإستغناء عن أسطول الـ GMC لمصلحة سيارات "إكس 7 " و "دنا" الإيرانيتين.

وهل سيتخلى اللبنانيون الممانعون عن الجينز الأميركي، كما تخلى الإيرانيون عن ذنب الحمار ( ربطة العنق سابقاً)؟

وكيف ستتعاطى المقاومة مع "فايسبوك" و"تويتر" و"الإنترنت" و"مايكروسوفت" وعيلة الـ "آي فون" على مشارف صدور فتوى تحرّم "تنفيع" الأميركان بسنت واحد.

أسيأتي يوم ويصادر المجلس الأعلى للجمارك السيّارات، والوقود المعدني والنفط، ومنتجات الصناعات الكيميائيّة، والآلات والمعدّات الكهربائيّة، والمواد الغذائيّة الجاهزة والمشروبات والتبغ، والمنتجات النباتيّة المصدّرة إلى لبنان؟

أسترون فخامة الرئيس دونالد ترامب "أعلى مصداق للشيطنة والإرهاب والتوحشّ والعدوانية والاستكبار" مهزوماً ومذلولاً لأن لبنان ـ المقاوم فرض أجندته على المستهلك الأميركي وحرمه من مليار ونصف مليون دولار كان يمكن أن يعوّم فيها لبنان إقتصاد الولايات المتحدة المنهار، وإلى ذلك ماذا سيفعل المواطنون الأميركيون في ديترويت وهيوستن وفينيكس وشيكاغو ولوس أنجليس إذا لم يتمكنوا من الحصول على مدّخراتهم بالليرة اللبنانية؟

أما الضربة الكبرى التي ستفاجئ المستكبر الأميركي فهي قطع ماء زهر مغدوشة عنه وحرمانه من كشك عدلون ومكدوس القاع ومرصبان الذوق، إذا ما قرر "الحزبُ" تصعيد عقوباته الاقتصادية على إدارة "طرامب".