البطاطا تزيد الوزن... حقيقة أم خرافة؟

15 : 00

منذ بضع سنوات، تُوجَّه أصابع الاتهام نحو البطاطا: وفق الأفكار الشعبية الشائعة، تنعكس البطاطا سلباً على الرشاقة! هل يمكن اعتبار هذه السمعة مبررة؟ نستكشف في ما يلي حقيقة هذه المسألة...

يتناسى البعض أن البطاطا، من الناحية النباتية، تبقى جزءاً من فئة الخضار. ومثل الخضروات الأخرى، يشكّل هذا النوع من الدرنات التي نشأت في الأصل في أميركا الجنوبية مصدراً لمغذيات أساسية كثيرة تضمن سلامة وظائف الجسم، منها الألياف، والبروتينات، والفيتامينات B1 وB3 وB6 وC، والمغنيسيوم، والمنغنيز، والبوتاسيوم والحديد... لقد كان غناها الغذائي وتراجع كلفتها كفيلَين بتحويلها إلى غذاء أساسي في مناطق كثيرة من العالم وفي حقبات زمنية متنوعة. كذلك، لا تحتوي حبة البطاطا المتوسطة على أكثر من 110 سعرات حرارية! بالتالي، يمكن أن تكون جزءاً من أطباقنا الصحية!


هل تُسبب البطاطا اكتساب الوزن؟

هذه المعلومة غير صحيحة! لا يمكن أن يكون أي غذاء وحده مسؤولاً عن اكتساب الوزن، بل إن مجموعة الأغذية المستهلكة هي التي تؤثر على عدد السعرات الإجمالي. صحيح أن البطاطا تنتمي إلى فئة النشويات التي تحتوي على كمية كربوهيدرات تفوق تلك الموجودة في معظم الخضروات الأخرى، كما أن مؤشر سكر الدم فيها مرتفع، ما يعني أن الكربوهيدرات، بعد استهلاكها، ستتحول سريعاً إلى سكر في الدم. لكن بفضل كمية الكربوهيدرات هذه، توفّر البطاطا للجسم نسبة جيدة من الوقود الذي يحتاج إليه لضمان سلامة عمله. حتى أن استهلاك هذه الخضار بكمية معتدلة قد يدخل في خانة أي خطة رامية إلى تجديد التوازن الغذائي، لأن البطاطا تساهم في الحفاظ على الطاقة وتكبح أي رغبة جامحة في أكل السكريات غداة الحميات الصارمة.



لماذا نربط بين البطاطا واكتساب الوزن؟

 تكون المواصفات الغذائية التي تحملها البطاطا قريبة من تلك التي يتسم بها الخبز أو المعكرونة، ما يعني أن تناول فائض منها قد ينعكس سلباً على محيط الخصر. كذلك، أدت بعض حميات التنحيف التي ترتكز على التخلي عن النشويات إلى تدهور سمعة البطاطا، وهذا ما يفسّر نزعة البعض إلى حذف البطاطا من حميتهم واستبدالها بالكينوا والرز وحبوب أخرى أو حتى حبوب مزيفة في السنوات الأخيرة. لكن تبقى البطاطا مصدراً مهماً للمغذيات!


حوّلي البطاطا إلى خيار صحي!

في ما يلي بعض النصائح للتلذذ بالبطاطا من دون الشعور بأي ذنب!


• اختاري طريقة طبخ صحية (في الفرن أو على البخار) تتطلب إضافة كمية صغيرة أو معدومة من المواد الدهنية، وتجنبي القلي قدر الإمكان.

• اختاري أغذية صحية لزيادة قيمة البطاطا الغذائية: استبدلي الحليب كامل الدسم في الهريسة بمرق أو حليب قليل الدسم، أو زيّني البطاطا في الفرن باللبن الطبيعي بدل الكريما الدسمة، وبالخضار بدل اللحم المقدد. أو عطّري البطاطا المغلية أو المطبوخة على البخار بالتوابل وعصير الليمون. تكثر الطرق التي تسمح بتعطير البطاطا من دون استهلاك سعرات إضافية.• لا تبالغي في استعمال المقادير الدسمة (زبدة، كريما...) لتعطير هريسة البطاطا لأن مؤشر سكر الدم يرتفع فيها.

• اطبخي البطاطا في الفرن مع قشورها: ستزيدين بذلك كمية الفيتامينات والمعادن المستهلكة.

• اختاري البطاطا ذات القشرة الصفراء لأن تركيبتها تشبه تركيبة الزبدة بدرجة معينة: يسمح هذا الخيار بتخفيض كمية المواد الدهنية المضافة تزامناً مع التلذذ بالطعام.

• نوّعي الأصناف المستهلكة: كلما كانت البطاطا ملوّنة، ستصبح أكثر غنى بمضادات الأكسدة. وكلما نوّعتِ الألوان، ستستفيدين من مغذيات مختلفة!


MISS 3