محمد دهشة

صيدا: مسيرة غضب وعودة الحرارة بين "الجماعة" و"التنظيم"

21 شباط 2020

03 : 00

مسيرة غضب ضد حكم المصرف

كسر اللقاء الذي جمع الأمين العام لـ "التنظيم الشعبي الناصري" النائب أسامة سعد، مع نائب رئيس المكتب السياسي لـ "الجماعة الاسلامية" في لبنان بسام حمود، رتابة المشهد السياسي في مدينة صيدا على وقع دخول "حراك صيدا" يومه السابع والعشرين بعد المئة، وسط اصرار على مواصلته حتى تحقيق اهدافه في وقف الهدر والفساد واستعادة الاموال المنهوبة.

اللقاء الذي طرح تساؤلات في توقيته حول خلفيته، وما اذا كان بداية لاصطفاف سياسي، على اعتبار ان "التنظيم" و"الجماعة" مؤيدان لـ "الحراك الشعبي" ومشاركان في نشاطاته الاحتجاجية في "ساحة الثورة" عند "تقاطع ايليا" وغيرها، وقد علمت "نداء الوطن"، انه باكورة زيارات ستقوم بها "الجماعة" في المرحلة المقبلة، لتقييم الوضع وقراءة المتغيرات، بما يحافظ على المدينة ووحدتها.

وفيما حرص حمود على عدم الإدلاء بأي تصريح عقب اللقاء كي لا يفسر بغير مراده، أوضح لـ "نداء الوطن"، بأنه يأتي في اطار اعادة حرارة التواصل بين القوى الصيداوية بعد مرحلة من الجمود، وذلك حرصاً على المدينة وقضاياها العامة التي تحظى بإجماع وطني وتأكيداً على ثوابتها الوطنية في الوحدة والتلاقي وتنظيم الخلافات وحفظ أمن واستقرار المدينة تحت سيادة القانون ومؤسسات الدولة.

ميدانياً، وتحت شعار "لن نتراجع عن مطالبنا وصوتنا هو الحق"، واصل "حراك صيدا" تحركاته الاحتجاجية ونظم "مسيرة غضب" شعبية رفضاً لسياسة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المصّر على دفع "اليوروبوند" ورفضاً للإرتفاع الجنوني في سعر صرف الدولار، انطلقت من "ساحة الثورة" في "ايليا"، وجابت شوارع المدينة، وصولاً الى فرع مصرف لبنان.

توازياً، نظم "تربويو لبنان ينتفض"، ندوة بعنوان "واجبات قوى انفاذ القانون"، في "ساحة الثورة"، تحدث فيها المتخصص في العدالة الجنائية الدكتور عمر نشابة، بحضور ممثلي مجموعات الحراك وممثلين عن هيئات المجتمع المدني والهيئات التربوية والاجتماعية.

فلسطينياً، تواصلت التحركات السياسية والشعبية في اتجاهين متلازمين، الأول: ضد "صفقة القرن" الاميركية والثاني: شعبياً بالشكوى من تردي الاوضاع المعيشية التي تبلغ ذروتها في المخيمات.وفيما تنظم "الجماعة الاسلامية" وحركة "حماس" إعتصاماً جماهيرياً عند "ساحة الشهداء" في صيدا، عقب صلاة الجمعة، رفضاً لـ "صفقة القرن"، رصدت اوساط فلسطينية مؤشرات لافتة لحالة الفقر التي وصل اليها أبناء المخيمات والتجمعات، بعد مرور اربعة أشهر، ومنها حركة انتقال ملحوظة لعائلات من خارج المخيمات الى داخل المخيمات بحثاً عن أجرة المنزل الأقل، والإقبال على بيع جزء من أثاث المنزل.

واوضح الكاتب علي هويدي لـ "نداء الوطن"، ان هذه المؤشرات خطيرة، فالدخل اليومي لآلاف العائلات أصبح لا يتجاوز الدولارين (يعادل في السوق السوداء حوالى 5 آلاف ليرة لبنانية) بينما ثمن كيلو الخيار 4 آلاف ليرة، ناهيك عن ارتفاع اسعار السلع الغذائية من أجبان وألبان وحبوب وخضار وفواكه بالإضافة إلى مواد التنظيف والدخان إلى نسب تتراوح بين 30 واكثر من 50% والإقبال على شراء الشمع ومادة الكاز للاستخدام للإنارة عند انقطاع التيار الكهربائي نتيجة عدم قدرة بعض العائلات على دفع اشتراكات مولدات الكهرباء الشهرية وارتفاع نسبة الحالات النفسية غير المستقرة ومنها الإكتئاب ونسبة الممارسات السلوكية من السرقة وغيرها وارتفاع نسبة طالبي الهجرة واللجوء الإنساني وتراجع ملحوظ في أداء الطلاب في مدارس الوكالة نتيجة الضغط المنزلي والمجتمعي".