"تسونامي كورونا" يُثير الهلع في إيران!

03 : 50

إيرانيّتان تضعان قناعَيْن واقيَيْن في أحد أسواق طهران أمس

شهدت المدن الإيرانيّة بالأمس حالة من الهلع الشديد بعدما فرض فيروس "كورونا" القاتل نفسه ضيفاً غير مرحّب فيه، إذ تهافت الإيرانيّون على الصيدليّات لشراء أقنعة واقية بكثافة ملحوظة، في وقت انهالت الاتهامات على السلطات بالتقصير واخفاء الحقيقة كعادتها عن الشعب، ما دفع كثيرين إلى التخوّف من أن يكون الوباء قد انتشر بشكل واسع بين الإيرانيين كـ"التسونامي الجارف".

وفي مدينة قم المقدّسة لدى الشيعة، طُرحت علامات استفهام كبيرة بعد الإعلان عن وفاة مصابَيْن بالفيروس عقب ساعات فقط من تأكيد إصابتهما أمس الأوّل، ليأتي بعد ذلك الكشف عن تسجيل بعض الإصابات الجديدة، وسط مخاوف بأن تكون الأرقام الحقيقيّة أكبر بكثير.

وبينما حاول المسؤولون بثّ إشارات بأنّ الوضع تحت السيطرة، لا يبدو أن ذلك أقنع سكّان المدينة، حيث بدت الصورة أصعب بكثير بعدما دبّت حالة الرعب في مستشفيات قم، إذ تحدّث ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن إخلاء مستشفى في المدينة لتخصيصه للحجر الصحي لمرضى "كورونا".

وأظهرت مقاطع فيديو دفع السلطات بتعزيزات من القوّات الخاصة إلى المدينة، في وقت عُلّق الدوام في المدارس والجامعات. واتخذ كثيرون من "العالم الافتراضي" ساحة للتعبير عن سخطهم من السلطات الإيرانيّة، التي اعتبروا أنّها تُخفي الحقائق، فيما أعلن المتحدّث باسم الحكومة علي ربيعي أن بلاده ستُشكّل لجنة "مكافحة ووقاية" من الفيروس. وقال: "بُتنا نحتاج لخطوات شاملة ولتعاون المواطنين كافة".

وفي ردود الفعل الإقليميّة، قرّر العراق منع الوافدين من إيران من دخول أراضيه عبر المنافذ الحدوديّة كافة، مستثنياً العراقيين الذين سيتوجّب عليهم الخضوع للحجر الصحي لمدّة 14 يوماً. كما علّقت الخطوط الجوّية العراقيّة رحلاتها إلى إيران، ومنعت بغداد أيضاً العراقيين من السفر إلى الجمهوريّة الإسلاميّة حتّى إشعار آخر. وأعلنت الخطوط الجوّية الكويتيّة بدورها وقف كافة رحلاتها الجوّية إلى إيران.

وفي الصين، أعلنت السلطات تسجيل تراجع كبير في عدد الإصابات الجديدة بـ"كورونا"، معتبرةً أنّه مؤشّر إلى احتواء الوباء، وذلك مقابل تزايد المخاوف في الدول المحيطة بعد الاعلان عن وفاة شخصَيْن مصابَيْن بالفيروس في اليابان وعن تفشّ واسع النطاق للوباء في كوريا الجنوبيّة.

وارتفع عدد الوفيات في الصين إلى 2118 بعد وفاة 114 شخصاً آخرين، لكن مسؤولي الصحة أفادوا عن أدنى عدد من الإصابات الجديدة في قرابة شهر، ويشمل ذلك مقاطعة هوباي، بؤرة الوباء. وأُصيب أكثر من 74 ألف شخص في الصين، ومئات آخرون في قرابة 25 دولة.

وكشفت كوريا الجنوبيّة أن عدد المصابين في البلاد تضاعف في الساعات الأربع والعشرين الماضية ليبلغ 104 أشخاص، معلنةً وفاة رجل ستّيني مصاب بالفيروس في مدينة تشيونغدو، التي تبعد 320 كلم جنوب سيول. وفي مدينة دايغو البالغ عدد سكّانها 2.5 مليون نسمة، يُعتقد بأنّ امرأة ستّينية كانت تجهل أنها مصابة بالفيروس نقلت العدوى إلى نحو أربعين شخصاً، ما دفع برئيس بلديّة المدينة بالطلب من السكّان بالبقاء داخل منازلهم، بينما فرض قادة قاعدة عسكريّة كبيرة في المنطقة، قيوداً على الدخول إليها.


MISS 3