إحتدام الكباش الروسي - التركي... وأنقرة تستنجد بواشنطن

04 : 00

جنود أتراك يتمركزون في نقاط قرب بلدة النيرب أمس (أ ف ب)

بالتزامن مع مقتل جنديَّيْن تركيَّيْن في هجمات نُسِبَت إلى قوّات النظام السوري في منطقة إدلب، وبينما تُمعن تركيا في الغرق عسكريّاً أكثر فأكثر في "الرمال المتحرّكة" السوريّة، استنجدت أنقرة أخيراً بحليفتها اللدود واشنطن معلنةً أن الولايات المتحدة قد تُسلّمها صواريخ "باتريوت"، بحيث أشار وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إلى "تهديدات بضربات جوّية وصواريخ تستهدف بلدنا"، لافتاً إلى أنّه "قد يكون هناك دعم من الباتريوت"، إلّا أنّه استبعد في الوقت عينه أي مساندة برّية من القوّات الأميركيّة.

ومع إعلان أنقرة مقتل اثنين من جنودها في غارة جوّية بالأمس، يرتفع إلى 16 عدد العسكريين الأتراك الذين قُتِلوا في المنطقة منذ بداية الشهر الجاري، في حين تدفع تركيا بمزيد من التعزيزات العسكريّة إلى الداخل السوري، حيث كشف "المرصد السوري" عن دخول رتل عسكري جديد للجيش التركي من معبر كفرلوسين يضمّ أكثر من 55 مصفّحة وشاحنة ودبّابة وآلات حفر.

وعلى الرغم من الحشد العسكري التركي الضخم، أكد خلوصي أن لا نيّة لدى بلاده لخوض مواجهة مع موسكو، مضيفاً أن المحادثات ستستمرّ مع المسؤولين الروس. كما كشف وزير الخارجيّة التركي مولود تشاوش أوغلو أنّه "ثمّة تقارب طفيف في المواقف خلال المفاوضات الأخيرة"، لكنّه أضاف: "بالرغم من ذلك، لم نحصل بعد على ما نُريده"، بينما أشار الجيش الروسي إلى تنفيذه ضربات لوقف هجوم قادته فصائل مسلّحة مدعومة من أنقرة في اتجاه نقاط يُسيطر عليها النظام، ودعا تركيا إلى "الكفّ عن دعم أنشطة جماعات إرهابيّة والتوقّف عن مدّها بالأسلحة". كذلك أعربت الخارجيّة الروسيّة على لسان المتحدّثة باسمها ماريا زاخاروفا عن "قلقها العميق لدعم القوّات المسلّحة التركيّة للمقاتلين"، المناوئين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي التفاصيل الميدانيّة، ذكر المرصد أن فصائل جهاديّة ومعارضة شنّت بدعم من القوّات التركيّة هجوماً على مواقع قوّات النظام في بلدة النيرب، الواقعة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، مشيراً إلى مقتل 30 مقاتلاً من الطرفَيْن. وبحسب موسكو والمرصد، فإنّ المدفعيّة التركيّة قصفت مواقع للنظام دعماً للهجوم، الذي يأتي غداة تحذير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوّات النظام ودعوته إيّاها إلى الانسحاب من بعض المواقع في إدلب قبل نهاية شباط، مهدّداً باللجوء إلى القوّة العسكريّة في حال لم يتحقّق ذلك.

وأعلنت تركيا بالأمس أنّها ردّت على الضربة التي أسفرت عن مقتل عسكريَيْها، باستهداف مواقع للنظام، متحدّثةً عن مقتل نحو 50 جنديّاً سوريّاً وتدمير دبّابات، في حصيلة لم يؤكّدها أي مصدر آخر. وغالباً ما تُبالغ أنقرة في الإعلان عن حجم الخسائر في صفوف النظام السوري.

وبعد ساعات من المعارك الطاحنة، انخفضت وتيرة الاشتباكات مساء أمس على محاور شرق إدلب، وانسحبت الفصائل الجهاديّة والقوّات التركيّة من بلدة النيرب بعدما حاولت السيطرة عليها، فيما تمركز الجنود الأتراك في نقاط جديدة استحدثوها في محيط البلدة.

توازياً، حضّت مفوضيّة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تركيا والدول المجاورة لسوريا، على استقبال مزيد من اللاجئين. ودعت إلى إتاحة الفرصة "للأشخاص الأكثر عرضةً للخطر بالوصول إلى برّ الأمان"، في حين قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى وصوله إلى بروكسل، حيث شارك في قمّة أوروبّية: "ما يحصل منذ أسابيع عدّة هو أحد أسوأ الأزمات الإنسانيّة". كما عبّرت المستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي خلال محادثة هاتفيّة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن "القلق" ازاء "الوضع الإنساني الكارثي" في محافظة إدلب، بحسب بيان للمستشاريّة الألمانيّة، جاء فيه أن ميركل وماكرون "عبّرا عن رغبتهما في لقاء الرئيس بوتين والرئيس التركي أردوغان للتوصّل إلى حلّ سياسي للأزمة" في سوريا.


MISS 3