واشنطن "تصفع" طهران بالعقوبات عشيّة انتخاباتها

بومبيو يتفقّد القوّات الأميركيّة في السعوديّة

10 : 20

ولي العهد السعودي يستعدّ لمصافحة بومبيو خلال استقباله في الرياض أمس (أ ف ب)

تفقّد وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو بالأمس قوّات بلاده في السعوديّة بعد محادثات مع الملك سلمان بن عبد العزيز، وذلك غداة وصوله إلى الرياض في زيارة محورها سُبل مواجهة إيران.

وأعلنت الخارجيّة الأميركيّة في بيان أن "زيارة بومبيو إلى قاعدة الأمير سلطان الجوّية ومنظومة "باتريوت" المحاذية، تُبرز العلاقة الأمنيّة الأميركيّة - السعوديّة الطويلة الأمد، وتؤكد مجدّداً تصميم أميركا على الوقوف مع السعوديّة في مواجهة السلوك الإيراني الخبيث". وتابعت الوزارة: "ردّاً على الهجمات وبناءً على طلب السعوديّة، نشرت الولايات المتحدة منظومة دفاعيّة صاروخيّة ومقاتلات في مهمّة دفاعيّة لردع وحماية (السعوديّة) من أي هجمات مستقبليّة".

وقبل زيارة القاعدة الجوّية، استقبل العاهل السعودي الوزير الأميركي بحيث استعرضا "العلاقات المتميّزة" بين البلدَيْن ومجمل الأحداث الإقليميّة والدوليّة وموقف البلدَيْن منها، والجهود المبذولة تجاهها. ونَقَلَ بومبيو للملك تحيّات الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ولاحقاً، التقى بومبيو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ومن المتوقّع أن يجتمع أيضاً مع نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان.

وأكد بومبيو للصحافيين أنّ "السعوديين يُشاركوننا أهدافنا الاستراتيجيّة، وهم حليف مهمّ".

تزامناً، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مسؤولين في الهيئة الإيرانيّة المشرفة على الانتخابات، بعدما استبعدت آلاف المرشّحين للإنتخابات التشريعيّة المقرّرة اليوم. وبين هؤلاء، الأمين العام الواسع النفوذ لمجلس صيانة الدستور أحمد جنتي، الذي يؤدّي دوراً رئيسيّاً في مجلس خبراء القيادة، المكلّف اختيار المرشد الأعلى للجمهوريّة الإسلاميّة.

وفي هذا الصدد، شدّد وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في بيان على أن "إدارة ترامب لن تسمح بالتلاعب في الانتخابات لتسهيل خطّة النظام الخبيثة"، لافتاً إلى أن "هذا الإجراء يكشف كبار مسؤولي النظام الذين يتحمّلون مسؤوليّة منع الشعب الإيراني من اختيار قادته بحرّية". وتابع: "ستُواصل الولايات المتحدة دعم التطلّعات الديموقراطيّة للإيرانيين".

وأوضحت وزارة الخزانة أنّه بصفته الأمين العام للمجلس، أشرف جنتي على استبعاد نحو نصف المرشّحين المحتملين البالغ عددهم 16033. ومعظم من استُبعدوا هم من المعتدلين أو المرشّحين الإصلاحيين، ما يُمهّد الطريق أمام المتشدّدين لتحقيق مكاسب كبيرة في الانتخابات.

كما تشمل العقوبات الرئيس السابق للسلطة القضائيّة محمد يزدي، الذي عيّنه أخيراً المرشد الأعلى علي خامنئي في مجلس صيانة الدستور. ويعمل يزدي أيضاً في اللجنة المركزيّة المشرفة على الانتخابات. والمعاقبون الآخرون هم: سياماك رهبيك وعباس علي كادخودائي ومحمد حسن صادقي مقدم، وجميعهم عُيّنوا في اللجنة من قبل جنتي، وفق وزارة الخزانة.

من جهته، أشار المسؤول الأميركي المكلّف شؤون إيران براين هوك إلى أن خامنئي الذي عيّن جنتي ومسؤولين آخرين لا يزال يتحكّم في كلّ الأمور، مضيفاً: "لا نُميّز بين المعتدلين والمتطرّفين. إذا كنت جزءاً من النظام، فأنت متطرّف". واعتبر أن الانتخابات الإيرانيّة أشبه بـ"مسرحيّة سياسيّة".

على صعيد آخر، أعلن البنتاغون أنّ إيران تُواصل إرسال أسلحة متطوّرة إلى المتمرّدين الحوثيين في اليمن، في انتهاك لالتزاماتها الدوليّة، مدعّماً اتّهامه بصور لأسلحة إيرانيّة لفت إلى أنّها جزء من شحنتَيْن ضبطتهما القوّات الأميركيّة في غضون أقلّ من ثلاثة أشهر.

وذكر المتحدّث باسم قيادة القوّات الأميركيّة في الشرق الأوسط (سنتكوم) بيل أوربان، خلال مؤتمر صحافي في مقرّ وزارة الدفاع في واشنطن، أنّ "فيلق القدس" أثبت باستمرار أنّه يُحاول إرسال أسلحة إلى الحوثيين في اليمن". وعرض صوراً لأسلحة ضبطتها القوّات الأميركيّة في 25 تشرين الثاني و9 شباط على متن مركبَيْن شراعيَيْن كانا يُبحران من دون أن يرفع أيّ منهما علم أي دولة، مؤكّداً أن هذه الأسلحة كانت مرسلة من إيران إلى الحوثيين.

وأوضح القومندان أوربان أنّ عمليّة الاعتراض الثانية نفّذها الطرّاد الأميركي "نورماندي" في بحر العرب وتمّت خلالها مصادرة 150 صاروخاً مضادّاً للدبّابات من طراز "دهلاويّة"، وهو نسخة إيرانيّة من صاروخ "كورنيت" الروسي، وثلاثة صواريخ "أرض - جو" يُطلق عليها اسم "358"، وهو سلاح صنعته إيران حديثاً. أمّا في عمليّة الاعتراض الأولى، فقد صادرت المدمّرة الأميركيّة "فوريست شيرمان" صواريخ من نفس الطراز، فضلاً عن عدد كبير من أجزاء لصواريخ كروز.

وشدّد المتحدّث على أنّ "الولايات المتحدة مقتنعة بأنّ الأسلحة المضبوطة صُنِّعَت في إيران وكانت في طريق تهريبها إلى الحوثيين في اليمن، في انتهاك لقرارات عدّة صادرة عن مجلس الأمن الدولي".


MISS 3