الفلسطينيّون اعتبروه تدميراً ممنهجاً لحلّ الدولتَيْن

نتنياهو يتباهى ببناء آلاف الوحدات الاستيطانيّة الجديدة

08 : 51

نتنياهو يُشير إلى إضافة 2200 وحدة سكنيّة جديدة إلى حي هار حوما أمس (أ ف ب)

في خطوة لم تكن مفاجئة بالنسبة إلى كثير من المراقبين، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو بالأمس بناء آلاف الوحدات الاستيطانيّة الجديدة في القدس الشرقيّة، في ما اعتبره الفلسطينيّون أنّه سعي إلى كسب أصوات اليمين عشيّة الانتخابات، وحذّروا من أنّه "سيجرّ المنطقة إلى مزيد من التوتر والعنف".

وقال نتنياهو في شريط فيديو: "اليوم (أمس) لدي أخبار رائعة، لأنّنا نُريد إضافة 2200 وحدة سكنيّة جديدة إلى حي هار حوما (مستوطنة بُنيت على جبل أبو غنيم) الذي يقع ورائي، لقد أقمت هذا الحي العام 1997 عندما انتُخبت رئيساً للوزراء، على الرغم من اعتراضات من كافة أنحاء العالم".

ويسكن حاليّاً في الحي الاستيطاني حوالى 40 ألف شخص، وأوضح نتنياهو أن الأبنية الجديدة ستُتيح استيعاب 10 آلاف شخص آخرين. وأضاف: "سيصل عدد سكّان حي هار حوما إلى 50 ألفاً. هذا حي واحد في القدس سيكون مثل مدينة إسرائيليّة متوسّطة".

وأشار أيضاً إلى الموافقة على بناء حي جديد يضمّ عدّة آلاف من المنازل في منطقة "جفعات هاماتوس" أو "تلّة الطائرة"، على اسم الطائرة الإسرائيليّة التي أُسقطت خلال الحرب في السادس من حزيران 1967 عند منطقة بيت صفافا. وتابع: "نحن نربط كافة أجزاء القدس الموحّدة، ولقد أزلت كلّ العقبات أمام البناء. كنت أتحرّك وأبني في القدس في الوقت الذي كان الآخرون يتحدّثون".

وتعقيباً على ذلك، أعلنت الرئاسة الفلسطينيّة أن "إصرار نتنياهو على بناء آلاف الوحدات الاستيطانيّة على أراضي دولة فلسطين هو تدمير ممنهج لحلّ الدولتَيْن لتنفيذ صفقة القرن المخالفة لكلّ قرارات الشرعيّة الدوليّة والقانون الدولي، الذي يعتبر الاستيطان الإسرائيلي كلّه غير شرعي في الأراضي الفلسطينيّة كافة".

ورأى الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينيّة نبيل أبو ردينة أنّها "محاولة من نتنياهو لكسب أصوات اليمين الإسرائيلي عشيّة الانتخابات الإسرائيليّة على حساب الحقوق الفلسطينيّة"، محذّراً من أن ذلك "لن يجلب السلام والاستقرار لأحد، وسيجرّ المنطقة إلى مزيد من التوتر والعنف لا يُمكن لأحد توقّع نتائجها".

وأكد أبو ردينة أن "تنفيذ المخطّط الاستيطاني يهدف إلى فصل مدينة القدس بالكامل عن مدينة بيت لحم، ما يعني تدمير أي فرصة لإحلال السلام العادل والشامل القائم على أساس قرارات الشرعيّة الدوليّة".

وعلى الساحة السياسيّة الداخليّة الإسرائيليّة، قالت رئيسة الطاقم المتحدّث باسم تحالف حزب العمل وجيشر وميريتس، رفيتال سويد، إنّ "نتنياهو يُطلق البالونات من دون تغطية". وأوصت الجمهور بعدم التسرّع في شراء شقق "اعتماداً على بيانات نتنياهو التي أعلنها قبل الانتخابات بعشرة أيّام"، مضيفةً: "نتنياهو جاهز الآن ليعد بكلّ شيء"، ومشدّدةً على أن "البناء خارج الخط الأخضر في القدس، في المنطقة التي جمّدها نتنياهو نفسه لسنوات، يجب أن يُنظر إليه بحساسيّة وعقلانيّة وليس كتحدٍّ غير مسؤول لكسب بضعة الأصوات الإضافيّة من اليمين".

من جهتها، أعلنت منظّمة "السلام الآن" الإسرائيليّة المناهضة للاستيطان أن البناء في "جفعات هماتوس" هو ضربة قاسية لحلّ الدولتَيْن، معتبرةً أنّ "هذه هي النقطة الأخيرة التي يُمكن أن تُتيح الاستمراريّة الجغرافيّة بين مدينة بيت لحم والقدس الشرقيّة". وأضافت المنظّمة أن "مثل هذا التغيير في السياسة لا يُمكن أن يحدث في حكومة انتقاليّة من دون تفويض من الجمهور"، مؤكّدةً أنّها "خدعة انتخابيّة أخرى لنتنياهو".

كذلك، أكدت أن "نتنياهو و(الرئيس الأميركي دونالد) ترامب يزعمان أنّهما توصّلا إلى "خطّة سلام"، لكن أفعال نتنياهو، بما في ذلك توسيع البناء الاستيطاني، دليل واضح على قيامه بكلّ شيء من أجل عدم التوصّل إلى سلام، وعدم حلّ الصراع".

وتعتبر الأمم المتحدة أن المستوطنات التي أُقيمت على الأراضي الفلسطينيّة من قبل إسرائيل منذ العام 1967 غير قانونيّة. كما يعتبر جزء كبير من الأسرة الدوليّة أنّها تُشكّل عقبة كبرى في طريق السلام، لكن إدارة ترامب أعلنت الخريف الفائت أنّها لم تعُد تنظر إليها من هذه الزاوية. ويُقيم أكثر من 600 ألف مستوطن في الضفة الغربيّة والقدس الشرقيّة، وسط نحو ثلاثة ملايين فلسطيني.


MISS 3