بكين تُندّد بـ"تطويقها" وتُحذّر من "عواقب كارثيّة"

02 : 00

شي بعد وصوله إلى البرلمان في بكين أمس (أ ف ب)

في خضمّ الصراع الجيوستراتيجي المتصاعد بين واشنطن وبكين، ندّد الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال جلسة برلمانيّة في بكين بحملة غربية تقودها الولايات المتّحدة بهدف «تطويق» بلاده و»احتوائها وقمعها»، داعياً القطاع الخاص إلى المزيد من الابتكار لجعل بلاده أقلّ اعتماداً على الدول الأجنبيّة.

واعتبر شي مساء الإثنين أن «البيئة الخارجيّة للتنمية في الصين شهدت تغيّرات سريعة، والعوامل غير المؤكدة والتي لا يُمكن التنبّؤ بها ازدادت بشكل كبير». وفي انتقاد مباشر نادر لواشنطن، رأى أن «دولاً غربيّة، بقيادة الولايات المتّحدة، نفّذت سياسة احتواء وتطويق وقمع ضدّ الصين، الأمر الذي أوجد تحدّيات غير مسبوقة أمام تنمية بلادنا». وشدّد الرئيس الصيني على أنّه «في مواجهة التغيّرات العميقة والمعقّدة التي تحصل في العالم كما في الصين، من الضروري التزام الهدوء والتركيز... للتحرّك بشكل استباقي وإظهار الوحدة والتحلّي بالشجاعة للقتال» من أجل تحقيق النجاح.

وأكد أن على الشركات الخاصة «أخذ زمام المبادرة والسير في طريق تطوير النوعيّة»، في إشارة إلى تحسين الجودة والبحوث. وأدلى شي البالغ 69 عاماً والمتوقع أن يُباشر في غضون أيّام ولاية رئاسيّة ثالثة غير مسبوقة في تاريخ الصين، بتصريحه هذا، على مسامع أعضاء في لجنة استشاريّة خلال الدورة البرلمانيّة السنويّة.

وفي وقت سابق، دعا شي الصين إلى تعزيز استقلاليّة البلاد من خلال «بناء قطاع تصنيع قوي». وشدّد على أن «دولة كبيرة يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، يجب ألّا تعتمد إلّا على نفسها» في هذا الشأن، لأنّ «الأسواق الدوليّة لا تستطيع حمايتنا». بدوره، أعرب وزير الخارجية الصيني تشين غانغ ردّاً على سؤال خلال مؤتمر صحافي، عن أسفه للوضع الحالي للعلاقات الصينيّة - الأميركيّة. واعتبر أن «ما يُحدّد العلاقات الصينيّة - الأميركيّة يجب أن يكون المصالح المشتركة والمسؤوليّات المشتركة والصداقة بين الشعبَين... وليس السياسة الداخلية الأميركية وهذا النوع من المكارثيّة الهستيريّة الجديدة» ضدّ الصين.

وحذّر من أن تدهور العلاقات بين واشنطن وبكين بصورة أكبر سوف تكون له «عواقب كارثيّة» وسوف يكون هناك «صراع ومواجهة». كما أبدى أسفه للاتهامات الأخيرة من بعض الدول الغربيّة التي تتّهم الصين، من دون دليل، بأنها تعتزم إمداد روسيا بالأسلحة في حربها ضدّ أوكرانيا. وأكد أن بكين لن تقبل «العقوبات» أو «التهديدات» من واشنطن وحلفائها.

في الغضون، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الإثنين مجموعة إجراءات تشمل تعيين مقرّر خاص مستقلّ للنظر في مزاعم في شأن حصول تدخّل صيني في آخر عمليّتَي انتخاب فدراليّتَين، موضحاً أن مهمّة هذا المقرّر الذي سيُعيّن في الأيام المقبلة ستكون «صياغة توصيات خاصة حول حماية ديموقراطيّتنا».

على صعيد آخر، أفادت صحيفة «فايننشال تايمز» بأنّ الرئيسة التايوانيّة تساي إنغ وين ستلتقي رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي في كاليفورنيا بدلاً من تايبيه، بعدما حذّرت تايوان من ردّ عسكري صيني محتمل في حال زيارة مسؤول أميركي رفيع الجزيرة.


MISS 3