جوزيفين حبشي

لا تشوّهوا صورة المرأة

8 آذار 2023

02 : 01

في اليوم العالمي للمرأة، الهدية الوحيدة التي اطلبها انا المرأة اللبنانية، هو ان توقف محطة LBC تشويه صورتي وصورة كل "ست" لبنانية مثقفة ومتعلمة وجميلة وذكية ومناضلة ومحاربة وأم وأخت وزوجة وحبيبة وصديقة.

نعم، هذه المحطة تسيء للمرأة اللبنانية من خلال اصرارها على العودة الى عرض برنامج Take me out- نقشت ‎الذي "ما صدقنا" انه توقف، ‎حتى اتحفنا القيمون بالعودة اليه.

لا، لست "متخلّفة" ولا متزمتة ولا "دقة قديمة" ولا من العصر الحجري، ولا، لست ضد البرامج الترفيهية، ولكني ضد الابتذال الذي وبهدف رفع نسبة المشاهدة، يرفع ضغط معظم النساء والرجال (من فئة الأهل كانوا او إخوة او ازواجاً او …) يشاهدون هذا الاصرار المتكلف والمتعمّد على تشويه صورة المرأة اللبنانية والرجل اللبناني كذلك الامر، بحجة الحرية والانفتاح والـopen mind.

لا، لسنا متزمتين، وهنا اسمح لنفسي ان اتكلم باسم فئة كبيرة جداً من النساء والرجال المصدومين من محتوى هذا البرنامج، لأقول إن فكرة هذا البرنامج الترفيهي (رجل يسعى للحصول على موعدٍ غرامي مع امرأة من بين 30 امرأة داخل الاستديو) يمكن "بلعها" رغم ان زمن تدبير مواعيد غرامية ولّى ايها السابقون لعصركم. ولكن لماذا هذا الاصرار على اظهار النساء المشاركات في البرنامج بمستوى لا يليق ابداً بالمرأة السيدة واللايدي، والرجال بمستوى يقارب الهزلية والاستخفاف واحياناً الاستحقار؟

لماذا الاصرار على تشويه افكار جيل جديد من المراهقين، يستعدون لبدء اولى تجاربهم العاطفية؟

لماذا الاصرار على استخدام تعابير ومواقف جنسية مبتذلة الى حد السوقية احياناً، لا تمت للعفويّة والحرية بصلة، تجعلنا نحن المشاهدين نخجل معظم الوقت مما نشاهد ونسمع، وخصوصاً بوجود اهلنا او اولادنا معنا؟

نعم، صحيح، هذه النماذج قد تكون موجودة في الخارج، ولكن لا داعيَ للترويج لها وادخالها بيوتنا. نعم، صحيح هناك جهاز تحكّم بين يدينا ويمكننا ان نغيّر المحطة، ولكن هل هذا سيحلّ مشكلة ترويج محطة لبنانية صورة مبتذلة للمرأة اللبنانية؟ تغيير المحطة يشبه نعامة تخفي رأسها في التراب حتى لا ترى وتسمع ما سيظل موجوداً حولها. تغيير المحطة ليس الحل، بل تغيير تفكير وبرمجة المحطة هو الحل، والايمان بأن رفع نسبة المشاهدة، لا يجب ان يقابله خفض في مستوى اخلاقيات هذه المحطة اللبنانية التي لطالما كانت رائدة في مجال رفع صورة مشرقة عن لبنان.

كلنا نحب البرامج الترفيهية الطريفة التي تشيل الهم عن القلب، ولكن من دون ان تتسبب لنا ولعائلاتنا بالقلب.

في اليوم العالمي للمرأة، وبصفتي امرأة، لن اطلب من الـLBC ان توقف برنامج "نقشت" فأنا ضد المنع ومع الحرية، ولكن انا اطالب بتغيير المحتوى المبتذل للبرنامج، وعندها ستكون "نقشت" معي ومع كل النساء اللبنانيات.

في اليوم العالمي للمرأة، اتمنى على المحطة ان توقف تشويه صورتي، فكل امرأة لبنانية هي أنا.