بكين: "أخطر حال طوارئ صحية"

"كورونا" يحاصر إيران!

02 : 10

امرأتان تضعان قناعَيْن واقيَيْن في ميلانو الإيطاليّة أمس

بسبب القلق الإقليمي والعالمي المتزايد من الارتفاع السريع في عدد الوفيات والاصابات في إيران بفيروس "كورونا" المستجدّ، أغلقت كلّ من أرمينيا وتركيا وباكستان وأفغانستان وتركمانستان حدودها معها، في تدابير وقائيّة صارمة لمنع انتقال الفيروس القاتل إليها، خصوصاً وأن طهران تتعرّض لوابل من الانتقادات الداخليّة والخارجيّة لسوء إدارتها الكارثيّة في منع تفشّي الوباء، الذي بات يُهدّد بإغلاق مدن إيرانيّة بكاملها، وجعلها دولة "محاصرة" من قبل جيرانها. وبعد تسجيل 15 إصابة جديدة بالأمس ارتفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 43. كما أُعلن عن ثلاث وفيات إضافيّة، ما رفع عدد الوفيات إلى ثمانية، فيما أغلقت السلطات المدارس والجامعات وصالات السينما وغيرها من المراكز الثقافيّة في 14 محافظة، بينها طهران.

وكان القرار مخصّصاً في البداية لقم، غير أنّه طال بالمحصّلة مساحة واسعة في شمال البلاد وغربها. وباتت إيران الأحد البلد الذي سجّل أكبر عدد وفيات جرّاء الفيروس بعد الصين مع ثماني حالات. وأطلق مدير المركز الاستشفائي الجامعي في قم محمد رضا غدير دعوة متلفزة للمساعدة، وقال: "إنّنا في الخط الأمامي ونحتاج إلى المساعدة. وإذا كان عليّ أن أقول شيئاً، فسأقول: ساعدوا قم!".

وأمرت بلديّة طهران بإغلاق نوافير المياه وأكشاك بيع الحلويات في أنفاق المترو، في حين أشار رئيس المجلس البلدي للمدينة محسن هاشمي إلى أنّه "في حال ارتفع عدد الأشخاص المصابين في طهران، فإنّ المدينة بأكملها ستخضع لحجر صحي"، بينما أعربت "منظّمة الصحّة العالميّة" عن قلقها إزاء السرعة التي انتشر فيها الوباء في إيران، فضلاً عن تصديره إلى بلدان أخرى، بما في ذلك لبنان.

وفي موقف لافت، رأى الرئيس الصيني شي جينبينغ أن الفيروس يُشكّل "أخطر حال طوارئ صحّية" في الصين منذ تأسيس النظام الشيوعي العام 1949، معترفاً بوجود "ثغرات" في حملة مكافحة الفيروس. وقال: "يجب استخلاص العبر من الثغرات الواضحة التي ظهرت خلال الاستجابة إلى الوباء"، لافتاً إلى أنّه "بالمقارنة مع فيروس "سارس" يبدو أن وباء "كوفيد 19" تصعب الوقاية منه والسيطرة عليه"، في وقت أدّى إلى وفاة 2442 شخصاً وإصابة 77 ألفاً في الصين القاريّة وتفشّى في حوالى ثلاثين بلداً في العالم، متسبّباً بـ24 وفاة.

ومن أجل مواجهة الارتفاع السريع لعدد الإصابات، قرّر الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي رفع مستوى الانذار إلى "أعلى درجة". وأكد مون بعد اجتماع للحكومة في هذا الشأن، أن "وباء "كوفيد 19" هو نقطة تحوّل. الأيّام المقبلة ستكون حاسمة"، مشدّداً على أنّه "يتعيّن على الدولة في هذه الظروف عدم التقيّد بالقواعد وعدم التردّد في اتخاذ إجراءات صارمة وغير مسبوقة".

وتضمّ كوريا الجنوبيّة، حيث سُجّلت إصابة 600 وشخصَيْن، ثاني أكبر عدد من المصابين على أراضيها بعد الصين، إذا استُثنيت سفينة "دايموند برنسيس" في اليابان. وبين هؤلاء 300 من أتباع طائفة مسيحيّة، و6 وفيات، بينها أربع أُعلن عنها بالأمس. وكان 18 من أتباع الطائفة المُصابين عائدين من زيارة حجّ إلى إسرائيل، حيث أُعلنت أوّل حالة واتّخذت تدابير جديدة لمنع الدخول لمكافحة الفيروس.

وفي هذا الصدد، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأنّ إسرائيل قد تحجر صحّياً على 200 سائح من كوريا الجنوبيّة داخل قاعدة عسكريّة في جنوب القدس، للتأكد من سلامتهم إثر مخاوف من انتشار "كورونا". وبينما لم تُصدر السلطات الرسميّة الإسرائيليّة أي تعليق، كشف وزير الداخليّة أرييه درعي أنّه أَمر بإضافة كوريا الجنوبيّة واليابان إلى لائحة الدول الآسيويّة التي تحظر إسرائيل السفر منها وإليها. كما قرّرت الحكومة الأردنيّة منع دخول المواطنين القادمين من الصين وإيران وكوريا الجنوبيّة إلى أراضي المملكة في إطار جهود مكافحة انتشار فيروس "كورونا".

وفي أوروبا، استيقظ حوالى 52 ألف شخص الأحد في مناطق "لا يُسمح بالدخول إليها أو الخروج منها من دون إذن خاص"، في لومبارديا شمال إيطاليا. وهي أوّل دولة في أوروبا تُخضع مدناً إلى الحجر الصحي، بعد شهر تماماً على اتخاذ الصين تدبيراً مماثلاً حول بؤرة الوباء في مدينة ووهان (وسط الصين).

وأعلن رئيس منطقة فينيتو، شمال شرقي إيطاليا، أن فعاليّات كرنفال البندقيّة ستنتهي الأحد بدلاً من الثلثاء، شأنها في ذلك شأن الأنشطة الرياضيّة كافة في المنطقة، جرّاء تفشّي وباء "كورونا"، بينما سُجّلت في إيطاليا 132 إصابة ما يجعلها أوّل بلد أوروبي من حيث عدد الحالات. وتوفيت امراة مسنّة بالأمس ليرتفع بذلك عدد الوفيات إلى ثلاث بعد وفاة اثنين من المسنين في الأيّام الماضية، في وقت منعت السلطات النمسويّة دخول القطارات القادمة من إيطاليا للاشتباه بإصابة اثنين من ركاب أحد القطارات بـ"كورونا".

وتستعدّ فرنسا أيضاً إلى انتشار محتمل لوباء "كوفيد 19"، وفق ما أفاد وزير الصحة أوليفييه فيران، الذي أكد أنّه "يُتابع عن كثب الوضع في إيطاليا". واعتبر أنّه "يُرجّح" أن تكون هناك إصابات جديدة في فرنسا، بينما أعلن وزير المال الفرنسي برونو لومير لوكالة "فرانس برس" أن وزراء المال وحكّام المصارف المركزيّة لـ"مجموعة العشرين" المجتمعين في الرياض، مستعدّون لاتخاذ تدابير للتصدّي "للمخاطر الحقيقيّة" التي يطرحها الفيروس القاتل على الاقتصاد العالمي.

وفي السياق، حذّرت مديرة "صندوق النقد الدولي" كريستالينا جورجييفا من أن "كورونا" يُعرّض انتعاش الاقتصاد العالمي للخطر، وذلك خلال اجتماع "مجموعة العشرين".