الانتخابات شهدت أدنى نسبة مشاركة

المحافظون يعلنون فوزهم في إيران

10 : 20

خامنئي خلال تقديمه درساً أسبوعيّاً لطلاب فقه في طهران أمس (أ ف ب)

أعلن المحافظون الإيرانيّون بالأمس فوزهم في الانتخابات التشريعيّة التي شهدت أدنى نسبة مشاركة منذ الثورة الإسلاميّة في العام 1979 وسط غضب شعبي عارم من النظام برمّته وتدهور اقتصادي لا مثيل له وعدم السماح لنحو نصف المرشّحين بخوض الانتخابات، التي اعتبرها معارضون بأنّها صوريّة ولا ترقى إلى مستوى انتخابات ديموقراطيّة بأي شكل من الأشكال.

ومن شأن عودة صعود المحافظين والمتشدّدين أن يزيد الضغوط على الرئيس حسن روحاني، ويؤشّر إلى تغيير مقارنةً مع أربع سنوات ماضية عندما فاز الإصلاحيّون والمعتدلون بغالبيّة بسيطة في البرلمان، بينما رأى معارضون أن المحافظين والاصلاحيين ليسوا سوى "وجهان لعملة واحدة" اسمها "النظام الإسلامي".

وبخصوص النتائج، أعلنت وزارة الداخليّة نتائج 95 في المئة من الدوائر الإنتخابيّة الـ208 في انتخابات الجمعة، مفصّلةً أسماء المرشّحين الفائزين، لكن من دون توضيح انتماءاتهم السياسيّة. وأشار وزير الداخليّة عبد الرحمن رحماني فضلي إلى أن نسبة المشاركة بلغت 42.6 في المئة، وهي الأدنى منذ أربعة عقود، بينما أفادت تقارير منسوبة إلى معارضين في الخارج بأنّ نسبة المشاركة أدنى بكثير من تلك التي أعلنتها السلطات، التي غالباً ما تُصدر أرقاماً مغلوطة بنظرهم. وقال الوزير: "لقد أجرينا هذه الانتخابات وسط أحداث عدّة شهدتها البلاد: فقد شهدنا طقساً سيّئاً، وظهر فيروس "كورونا"، وحدث تحطّم طائرة"، في إشارة إلى إسقاط الطائرة المدنيّة الأوكرانيّة بصاروخَيْن من قبل "الحرس الثوري"، والذي أودى بـ176 شخصاً في الثالث من كانون الثاني. وأوضح أنّه في هذه الأوضاع فإنّ "نسبة المشاركة تبدو مقبولة تماماً بالنسبة إلينا".

وفي هذا السياق، اعتبرت صحيفة "كيهان" المحافظة المتشدّدة أن فوز المرشّحين المناهضين لأميركا، "صفعة جديدة" للرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشيرةً إلى أن "الشعب استبعد الإصلاحيين"، في إشارة إلى مؤيّدي روحاني، الذين أضعفهم انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، والعدد الكبير من الأزمات الاقتصاديّة والسياسيّة. كذلك، كشف الموقع الإلكتروني لصحيفة "إيران" الحكوميّة انتخاب 17 امرأة، وهو نفس عددهنَّ في البرلمان المنتهية ولايته والبالغ عدد مقاعده 290. كما ذكرت وكالة "فارس" للأنباء أن جولة ثانية من الانتخابات ستُعقد في 11 دائرة انتخابيّة على الأقلّ، فيما أوضحت صحيفة "إيران" أن إحدى المرشّحات تأهّلت للدور الثاني.

وقبل الانتخابات، توقّع الكثير من المراقبين في إيران وخارجها أن تكون نسبة المشاركة متدنية بعدما استبعدت هيئة الإشراف على الانتخابات، التي يُسيطر عليها المحافظون، نحو نصف المرشّحين الذين تجاوز عددهم 16 ألفاً، معظمهم من الإصلاحيين والمعتدلين.

واتّسمت الانتخابات التشريعيّة بفتور شديد من قبل الناخبين وسط مقاطعة ملحوظة، إلّا أن المرشد الأعلى للجمهوريّة الإسلاميّة علي خامنئي نوّه بـ"المشاركة الواسعة في امتحان الانتخابات العظيم رغم الضخّ الإعلامي الخبيث". وقال خامنئي خلال تقديمه درساً أسبوعيّاً لطلاب فقه في طهران، إنّ "الوسائل الإعلاميّة الأجنبيّة مارست ضخّها الإعلامي السلبي منذ أشهر عدّة، وكثّفته مع اقتراب موعد الانتخابات، ولم تتوانَ خلال اليومَيْن الأخيرَيْن (قبل الإنتخابات) عن استغلال أدنى فرصة وتحجّجوا بمرض وفيروس من أجل ثني الناس عن المشاركة في الانتخابات". كما شكر خامنئي الشعب الإيراني "لمشاركته الواسعة وإحباطه لاستغلال الأعداء الفرص وترويجهم الإعلامي الشامل"، مضيفاً: "لقد شاء الله النصر لهذا الشعب".


MISS 3