بيانٌ لنقابة المعلّمين حول إضراب اليوم في المدارس الخاصّة

15 : 31

عقد المجلس التنفيذيّ لنقابة المعلمين اجتماعاً استثنائياً لتقويم نتائج الإضراب الذي دعت إليه النّقابة في 14 آذار 2023، وبعد الاجتماع صدر البيان الآتي:


"1- وحدها نقابة المعلمين تعبّر اليوم عن وجع جميع المُواطنين وفي كلّ القطاعات، في ظلّ التخاذل العام والتخلّي المستغرب والمدان عن المواطنين في هذه الظروف الاستثنائيّة المريرة التي يشعرون فيها بالوجع والإحباط والمرارة. وقد استطعنا من خلال مواقفنا التصعيديّة تحقيق بعض مقوّمات الصمود للمعلّمين في مدارس كثيرة، حيثُ لم يكُن ذلك ليحصل لولا هذه المواقف الاحتجاجيّة التي وصل من خلالها الصّوت إلى أصحاب المدارس، والذين كنّا ننتظر منهم أن يُبادروا قبل أن نُبادر، وأن يشعروا بوجع معلّميهم قبل أن نطلق صرخاتنا المتتالية. وإن كان أحد يراهن على تعبنا، فنحن لن نهدأ ولن نتخلّى عن دورنا كما يفعل الآخرون، رغم الظّروف والتحديات وغياب المواقف الشجاعة.


2- كنّا نتوقّع من أصحاب المؤسسات موقفاً آخر للأسف، لا أن يكونوا منكفئين عن هموم المعلّمين، وأن يغيّبوا أنفسهم طوعاً في هذه الفترة الصعبة عن التواصل مع المعلمين ونقابتهم، وعلى نحو لم نعهده سابقاً مع إدارات المدارس الخاصة الكبرى والمسؤولين فيها، والّذين يفترض بهم أن يكونوا على قدر التّحدّي والمسؤولية، لا أن يلعب بعضهم دوراً لا يليقُ به بمواجهة النّقابة والمعلّمين في لقمة عيشهم، فيما يفترضُ بهم تكريمهم والوقوف إلى جانبهم في هذه المحنة. الدولار بمئة ألف ليرة، وسعر صفيحة البنزين يقترب من مليونَي ليرة لبنانية، وأسعار السلع الأساسيّة إلى ارتفاع بما لا يقدرُ أي مواطن على تحمّله، فأين المؤسّسات من كلّ هذا؟ تُريدون تعليمَ أبناء النّاس على حساب أبناء المعلّمين ولقمة عيشهم؟! تكتفون بمواقف فيها الكثير من التحدّي عن فتح المدارس لمَن خدموا ويخدمون مؤسساتكم مجّاناً منذُ أربع سنوات ولغاية اليوم؟! سيسجّل التاريخ للأسف تخاذلكم هذا بما سيرتدّ سلباً على مؤسّساتكم التي عملنا ونعمل معكم للحفاظ عليها، حفاظاً على القيم والمبادئ التي تمثّلها منذ تأسيسها ولغاية اليوم.


3- لقد حقّق الإضراب أهدافه قبل يوم 14 آذار في مؤسّسات كثيرة وهو جاء تتويجاً لإضرابات عديدة حصلت في معظم المدارس الخاصّة من جبيل إلى زحلة فبعبدا والمتن وغيرها من المناطق التي اعتصم فيها المعلمون ونفذوا إضراباتٍ للمطالبة بحقوقهم، وذلك في وقفات تضامنيّة، وفي تعاضد نضاليّ مميّز، فاستطاعوا انتزاعَ بعضٍ من حقوقهم بصمودهم اللافت، إن عبر بدلات النّقل التي أصبحت بالدولار في هذه المؤسّسات أو عبر زياداتٍ إضافيّة بالدولار، وخصوصاً في بيروت وجبل لبنان؛ والنقابة على تنسيق معهم، ولولا هذا التصعيد وهذه التحرّكات لكانت رواتبنا في هذه المؤسّسات لا تزالُ باللّيرة ومن دون أي مساعدة. أمّا باقي المناطق فالنّضال فيها مستمرٌّ من أجل تأمين مقوّمات الصمود للمعلّمين فيها اسوة بزملائهم، ونحن نحيّي التزامهم بالإضراب صباح اليوم الثلثاء، في معظم مؤسّسات الشمال والجنوب والبقاع، وبعض مؤسسات بيروت وجبل لبنان، من أجل انتزاع ما يمكّنهم من تخطّي هذه الظروف، وقد خُضنا الإضراب من أجلهم، عبر تأمينِ الدَّعم النقابيّ لمدارسهم وبعضهم أبلغنا اليوم أنّهم مستمرّون في الإضراب.


لهؤلاء الموجوعين نقول: إستمرّوا في إضراباتكم ونحن إلى جانبكم في الحقّ والقانون، وحيثُ لا تستطيعون الإستمرار في الوصول إلى المدرسة، ولكم منا كلّ الدعم. لا تخافوا أحداً ولا تهابوا أحداً من الإدارات المتسلّطة. لسنا طلاب إضراب أو انقطاع عن التعليم، لكنّنا لا نرضى بأن يتمّ استغلال زملاء لنا بإرغامهم على التّعليم بالقوّة ومن دون أدنى المقوّمات الحياتيّة. وسيبقي المجلس اجتماعاته مفتوحة لمتابعة التطورات المعيشية".

MISS 3