تسارُع إنتشار "كورونا" يُهددّ انتعاش الإقتصاد العالمي

هبوط البورصات العالمية والنفط... والذهب يحلّق

03 : 45

ساد الهلع في بورصات العالم أمس مع تسارع انتشار وباء كوفيد - 19 خارج الصين، ما يضع النشاط الاقتصادي والنمو تحت ضغط متزايد. وبدأت بورصة نيويورك جلستها امس على انهيار وسط تخوّف المستثمرين من تباطؤ بعيد الأمد في الاقتصاد العالمي، فسجل مؤشر "داو جونز" تراجعاً بنسبة 3,12% فيما تراجع مؤشر نازداك 4,05%.

وتخطى تراجع بورصات فرانكفورت ولندن ومدريد وزوريخ صباحاً نسبة 10,3%، فيما خسرت بورصة باريس 3,55% بعد الظهر، وهبطت بورصة ميلانو بأكثر من نسبة 5% وخسر مؤشر يوروستوكس 50 لمنطقة اليورو 3,6%...

وفي آسيا، أغلقت البورصات الصينية جلسة أمس على تباين إذ سجلت بورصتا هونغ كونغ وشانغهاي تراجعاً فيما حققت بورصة شينزن تقدّماً طفيفاً.

النفط يهوي 4.19%

كذلك هبطت أسعار النفط، فبلغ سعر برميل برنت نفط بحر الشمال تسليم شهر نيسان 56,05 دولاراً في لندن، مسجلاً انخفاضاً بـ4,19% مقارنة مع سعر الاغلاق الجمعة.

وفي نيويورك، خسر برميل غرب تكساس الوسيط تسليم الشهر نفسه 3,97 بالمئة ليبلغ 51,26 دولاراً، بعد فترة وجيزة من بلوغه 51,24 دولاراً، أي بانخفاض نسبته 4,19%. أما الذهب، فسجل سعراً قياسياً جديداً منذ سبع سنوات، بلغ 1689,31 دولاراً صباحاً، وأوضح المحلّل لدى "فيليب فيوتشرز" أفتار ساندو أن "المستثمرين يتهافتون على الذهب كونه ملاذاً آمناً، خشية أن يقوض وباء كوفيد - 19 النمو العالمي".

ومع هبوط الأسهم وفي طليعتها أسهم القطاعات المرتبطة بالصين مثل المواد الأولية والسيارات والسياحة والمنتجات الفاخرة، توجه المستثمرون إلى الملاذات مثل الذهب والسندات الحكومية.

وقال تانغي لو ليبو من شركة "أوريل بي جي سي" للمضاربة في البورصة "إنه وضع جديد بالنسبة الى الاسواق المالية".

وأوضح أن "وباء كورونا المستجدّ ينتشر خارج الصين، في دول مثل كوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران، ما يمكن أن يتسبب ببلبلة هائلة في شبكات التموين العالمية إذا تزايدت تدابير الحجر".

وتبدي المنظمات الدولية مخاوف من زيادة عدد الإصابات خارج الصين ولا سيما في كوريا الجنوبية التي شهدت ارتفاعاً سريعاً في عدد الإصابات مع تسجيل أكثر من 700 إصابة جديدة في أقل من أسبوع.

الانتعاش في خطر

وإذا كانت مجموعة العشرين وعدت باتخاذ تدابير للتصدي للمخاطر، رأى خبير إقتصادي أنه "لن يكون بإمكان الأسواق هذه المرة الاستناد إلى توقعات أن المصارف المركزية ستتخذ تدابير جديدة للحدّ من تراجعها".

وكانت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا حذّرت خلال اجتماع لمجموعة العشرين في السعودية بأن وباء "كوفيد ـ 19، وهو حالة طوارئ صحية عالمية، يعطّل النشاط الاقتصادي في الصين وقد يعرض للخطر انتعاش الاقتصاد العالمي، متوقعة أن يتراجع النمو بنحو 0,1 نقطة مئوية. وكتب المحلّل في "إيه جي فرانس" فينسان بوي في مذكرة: "فيما تشارف فترة نشر نتائج العام 2019 على نهايتها، قد يكون لكورونا المستجد تأثير متزايد على نتائج الفصل الأول وقد تصدّر في هذه الأثناء الإعلانات بشأن النتائج في العديد من القطاعات".

وعلى صعيد الإحصاءات، سيتمّ التدقيق عن كثب في أي توضيح بشأن البيانات الاقتصادية الصينية المتوقّع صدورها قريباً، وكذلك أرقام إجمالي الناتج الداخلي في ألمانيا اليوم وإجمالي الناتج الداخلي في الولايات المتحدة بعد غد، وكذلك ثقة المستهلكين في الاقتصاد الأول في العالم.

MISS 3