رابط بين "كوفيد - 19" واختلال الدماغ

02 : 00

لم يعد فيروس "كوفيد - 19" يتصدر عناوين الأخبار اليوم، لكنه لا يزال يترك آثاره على شكل متحورات جديدة تطلق موجات وبائية متلاحقة وتزيد الإصابات في المستشفيات حول العالم. منذ ظهور أول معالم مرض مجهول الأصل في مدينة "ووهان" الصينية، في كانون الأول 2019، زادت الإصابات من 47 حالة في أوروبا، في 21 شباط 2020، إلى 4250 في 5 آذار. اليوم، يفوق مجموع الحالات عتبة 643 مليوناً، ووصل عدد الوفيات إلى 6.63 ملايين حالة عالمياً.

بعد مرور ثلاث سنوات، تكثر الدراسات المرتبطة بهذا المرض، وهي تتطرق أيضاً إلى لقاحات وأدوية متنوعة تحاول منع الإصابة بالعدوى أو معالجتها. تختلف التقديرات في هذا المجال، لكن يتعلق مصدر قلق كبير بإصابة شخص واحد من كل خمسة راشدين بحالة "كوفيد طويل الأمد"، ما يعني استمرار أعراض الفيروس (تعب، تشوّش الدماغ، أعراض تنفسية، أو قلبية، أو عصبية، أو هضمية) لأكثر من أربعة أسابيع بعد التقاط العدوى. قد تدوم هذه الأعراض المزعجة لأشهر عدة أو حتى سنوات.

تَصِف دراستان جديدتان أجرتهما "جمعية علم الأعصاب" الأضرار الدماغية التي تستمر أحياناً لأشهر عدة بعد العدوى. يقول الباحثون إن الفيروس لا يدخل إلى الدماغ مباشرةً، لكنه قد يُسبب تغيرات طويلة الأمد في الوظائف الدماغية عن طريق الالتهاب. استنتج باحثون من جامعة "بازل" حديثاً أن المصابين بأخطر الأعراض العصبية يتعرضون لخلل في الحواجز الفاصلة بين الدم والدماغ ويطلقون استجابة مناعية مفرطة.

يقول المشرف الرئيسي على الدراسة، غريغور هاتر: "تمكّنا من رصد رابط بين آثار بعض الجزيئات في الدم والسائل الدماغي الشوكي من جهة، واستجابة مناعية قوية في الدماغ، وتراجع حجم الدماغ في بعض المناطق، وظهور أعراض عصبية من جهة أخرى. من الضروري أن نحلل هذه المؤشرات البيولوجية لتطوير فحص دم قادر على توقّع الحالات الخطيرة، بما في ذلك "كوفيد طويل الأمد"، في أولى مراحل التقاط العدوى". تستطيع المؤشرات البيولوجية أن تُحدد أهدافاً محتملة للأدوية المستعملة للوقاية من الأضرار.

إذا كنت تتعافى من "كوفيد طويل الأمد"، احرص على أخذ الوقت الكافي للتعافي، وتقبّل الضوابط المستجدة، وعُدْ ببطء إلى أي شكل من التمارين الجسدية التي كنت تمارسها قبل المرض.


MISS 3