"النظام" يستعيد كفرنبل... موسكو: "وقف النار" إستسلام للإرهابيين!

10 : 00

قصف للنظام يستهدف مبنى في بلدة النيرب أمس (أ ف ب)

تواصل قوّات النظام السوري قضم المناطق في ريف إدلب الجنوبي، حيث تمكّنت بالأمس من السيطرة على بلدات كفرنبل وبسقلا وحاس، وسط قصف برّي وجوّي مكثّف، وفق ما أفاد "المرصد السوري".

وبذلك، تكون قوّات النظام قد سيطرت على 19 قرية وبلدة في أقلّ من 48 ساعة، وهي: جبالا ومعرتماتر وسطوح الدير وبعربو وأرينبة والشيخ دامس وحنتوتين والركايا وتل النار وكفرسجنة والشيخ مصطفى والنقير ومعرزيتا ومعرة حرمة وأم الصير ومعرة الصين وبسقلا وحاس وكفرنبل في ريف إدلب الجنوبي.

وعلى وقع التقدّم البرّي للنظام، قُتِلَ 20 مدنيّاً بينهم ثمانية أطفال على الأقلّ جرّاء قصف جوّي وصاروخي شنّته قوّات النظام في محافظة إدلب، حسبما أفاد "المرصد السوري". وباتت قوّات النظام تُسيطر على نحو نصف محافظة إدلب التي شنّت عليها في كانون الأوّل هجوماً عسكريّاً واسع النطاق باسناد جوّي روسي كثيف.

وتخطّى عدد غارات المقاتلات الروسيّة الـ85، استهدفت خلالها مناطق في جبل الزاوية وريف إدلب الجنوبي ومناطق واقعة غرب مدينة سراقب في ريف إدلب، ومحور كبانة في ريف اللاذقيّة. كما وصل عدد الغارات من مقاتلات النظام إلى أكثر من 105، استهدفت خلالها مناطق في جبل الزاوية ومدينة إدلب ومحيطها ومدينة سرمين وبلدات النيرب وقميناس والمسطومة ومطار تفتناز العسكري ومصيبين ومعارة عليا ومناطق جبل الزاوية ومعرة مصرين وبنش في ريف إدلب.

تزامناً، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّه ليس هناك "اتفاق كامل" حول عقد قمّة حول سوريا تجمع تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا، مثيراً بذلك الشكوك في شأن هذا الاجتماع المرتقب الأسبوع المقبل، مشيراً إلى أنّه "في أسوأ الحالات يُمكن أن يَعقد اجتماعاً ثنائيّاً مع الرئيس الروسي"، بينما أكد المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أنّه "يتمّ درس احتمال عقد لقاء متعدّد الأطراف". وقال للصحافيين إنّ "الأمر ليس متعلّقاً باتصالات ثنائيّة" بين بوتين وأردوغان، موضحاً أيضاً أن "القرار لم يُتّخذ بعد بما أن كلّ المشاركين المحتملين لم يعطوا موافقتهم بعد". وألمح إلى احتمال عقد قمّة ثلاثية تجمع قادة روسيا وتركيا وإيران بدلاً من قمّة رباعيّة.

ويواجه الرئيس التركي معضلة صعبة لتجنّب تحوّله إلى "الخاسر الأكبر" في معركة إدلب، في ظلّ مواصلة نظام الرئيس السوري بشار الأسد حملته العسكريّة بلا هوادة، في وقت يتجمّع النازحون عند الحدود التركيّة بكثافة غير مسبوقة.

وفي جنيف، رفض وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف الدعوات إلى وقف الهجوم السوري في إدلب، معتبراً أن ذلك سيكون بمثابة "استسلام للإرهابيين". وأوضح لافروف أمام مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف أن وقف الهجوم لن يكون "مراعاة لحقوق الانسان، بل إنّه استسلام للإرهابيين، بل وحتّى مكافأة لهم على أفعالهم"، متّهماً بعض الحكومات بأنّها "ترغب بتبرير أعمال شنيعة ارتكبتها جماعات راديكاليّة وإرهابيّة". وتابع بلهجة صارمة: "بخلاف ذلك سيكون من الصعب تفسير التحذيرات من امكانيّة ابرام اتفاقات سلام مع قطاع طرق". فيما أعربت "اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر"، ومقرّها جنيف، عن "قلقها العميق" تجاه وضع المدنيين الفارين من القتال في إدلب، معتبرةً أن "هذه هي أسوأ موجة نزوح رأيناها حتّى الآن خلال النزاع السوري".


MISS 3