رئيسي يتلقّى "دعوة ملكيّة" لزيارة الرياض

02 : 00

إثر توقيع الاتفاق الأمني العراقي - الإيراني في بغداد أمس (أ ف ب)

مع الاتجاه إلى استئناف علاقتهما الدبلوماسية التي كانت مقطوعة منذ العام 2016، في ضوء مقررات الاتفاق المبرم في الصين، رحّب الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي أمس، بدعوة تلقاها من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة الرياض بهدف "ترسيخ التقارب بين البلدين"، كما أعلن المساعد السياسي للرئيس الإيراني محمد جمشيدي. وأوضح في تغريدة أن "الملك السعودي دعا في رسالة الرئيس الإيراني إلى زيارة المملكة"، مضيفاً أن رئيسي "رحب بهذه الدعوة وأكّد استعداد بلاده لتعزيز التعاون".

من جهته أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أمس، أن البلدين اتفقا على اجتماع مقبل لوزيري خارجيتهما، مشيراً إلى "ثلاثة مواقع" مقترحة "لعقد هذا اللقاء" من دون تحديدها.

ولفت إلى أنه بناء على آخر الرسائل المتبادلة مع السعودية فإن إيران أعلنت أيضاً استعدادها لإعادة فتح السفارتين، مردفاً: "اتفقنا مع المملكة على زيارة وفود فنيّة للسفارتين تحضيراً لفتحهما". وأضاف في مؤتمر صحافي أن "العلاقة مع الرياض عادت للوضع الطبيعي بعد خمس جولات من محادثات بغداد".

وفي الملف اليمني، قال الوزير الإيراني إن "قضية اليمن شأن داخلي، لكن نؤكّد على الأمن المستقر في المنطقة ونعمل على الاستقرار بالتعاون مع السعودية"، وتابع: "لن نقبل أيّ تهديد لأمننا من الدول المجاورة".

وحول الملف النووي، شدّد عبد اللهيان على أنّنا "لن نرهن أوضاع البلاد وخاصة الاقتصادية بالمفاوضات النووية".

أضاف: "أعتزم زيارة موسكو الأسبوع المقبل لمناقشة قضايا إقليمية ودولية وطلبنا أدلّة موثقة من أوكرانيا تثبت استخدام (المسيّرات الإيرانية) في الحرب، وتلقينا صوراً عبر الأقمار الصناعية مشوشة وغير واضحة".

وبخصوص علاقات بلاده مع مصر، رحّب الوزير الإيراني بتطور العلاقات مع مصر "فهي بلد له دور مهمّ على المستوى العربي".

أمّا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، فأكّد أن الإتفاق "قد يُشكّل القوة الدافعة لتحقيق الإستقرار الإقليمي ما يصبّ في مصلحة المنطقة بأسرها"، واصفاً الإتفاق بأنه "واحد من أهم الأحداث في ما يخص دول الجوار خلال العام الإيراني الذي ينتهي الثلاثاء". وقال: "ستلعب هذه الاتفاقية دوراً مهماً في تقارب التعاون الإقليمي وتنميته".

وكتب في مقال نشرته وكالة "إرنا" الرسمية: "نأمل أن یحقّق مستقبل غرب آسيا ومنطقة الخليج بموقعهما الجيوسياسي البالغ الأهمية، وموارد الطاقة الغنية والثروة الطبيعية والموارد المالية الوفيرة، ازدهار الشعوب".

وأضاف أنه "لطالما كانت التفاعلات الحكومية والعلاقات بين الشعبين موجودة رغم بعض المشكلات والاختلافات". وأردف في السياق نفسه أنه "لم يكن لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية قط نظرة إقصائية لدور المملكة العربية السعودية وموقعها، فهي تدرك دورها وفاعليتها في العالم الإسلامي".

من جهّته، رأى مفوّض العلاقات الخارجية في الإتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس، أن "استئناف العلاقات بين السعودية وإيران سيساهم في استقرار المنطقة".

وفي بغداد، رحّب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال استقباله أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أمس، باتفاق التفاهم بين ايران والسعودية، مؤكّداً استعداده لتقديم كل ما يعزّز استقرار المنطقة.

وجدد شمخاني شكره للدور العراقي على هذا المسار، كما نقل تحيّات الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وتأكيده رغبة إيران في تطوير العلاقات الثنائية، لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين.

وجرى توقيع محضر أمني مشترك بين البلدين، حيث وقّعه عن الجانب العراقي مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، وعن الجانب الإيراني علي شمخاني، ويتضمن المحضر التنسيق في حماية الحدود المشتركة بين البلدين، وتوطيد التعاون المشترك في مجالات أمنية عدّة.


MISS 3