معلناً مشاركة نوّاب "القوات" في لقاء حريصا... جعجع لبرّي: "روّق بالك"

17 : 58

أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنّ نواب تكتل "الجمهوريّة القويّة" سيشاركون جميعهم في الخلوة الروحية الدينية التي دعت إليها بكركي النواب المسيحيين والتي سوف تنعقدُ في بيت عنيا حريصا.


هذا الموقف أطلقه جعجع عقب اجتماع تكتل "الجمهوريّة القويّة" في معراب في حضور النواب الحاليين، النواب والوزراء السابقين، أمين سر التكتل سعيد مالك، الأمين العام لحزب "القوات" إميل مكرزل وعضوَي الهيئة التنفيذية إيلي براغيد ورجا الراسي.



جعجع الذي اعتبر أنّ "هذه الدعوة أتت في زمن الصّوم في مكانها ولا سيّما أنها شملت جميع النواب المسيحيين"، تمنّى لو كان من الممكن أن تشمل جميع النّوّاب، ولكن هذه هي الطقوس الدينية في لبنان.


ورأى أنّها "ستكون خلوة غنيّة من الناحية الروحيّة في خضم هذه الظروف"، آملاً في أن "يستجيب الله لصلوات غبطة البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والمطارنة والكنيسة".


وردّ "رئيس القوات" على المواقف التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري في الإعلام، حين قال: "حاولت منذ البداية أن أدعو إلى الحوار خصوصاً بين أكبر كتلتَين مسيحيتين للتفاهم على الرئاسة"، بالتأكيد إنّ "مقاربته للموضوع تُجافي الواقع تماماً فهو غمز من قناة أنّ التعطيل الحاصل يعودُ إلى عدم التّفاهم بين هاتين الكتلتَين".


أضاف: "فيا دولة الرّئيس والصديق العزيز "روّق بالك" وكأنّ الصراع في لبنان اليوم بين المسيحيين من جهة والمسلمين من جهة أخرى، وأنه على المسيحيين الاجتماع بغية التفاهم فيما يجتمع المسلمون "تيشوفوا شو بدن يعملو". يا دولة الرئيس أنت الأكثر خبرة وإدراكاً للصّراع في لبنان، فهل هو اليوم بين المسلمين والمسيحيين كي يعيَ المسيحيون ما عليهم القيام به؟".


تابع: "الفروقات السياسيّة بين "القوات" و"التيار الوطني الحر" هي بقدر الفروقات بين "حركة أمل" و"القوات"، على سبيل المثال لا الحصر، فلماذا لم تدعُ إلى اجتماعٍ بينهما؟ فخلافنا في الوقت الحاضر على مواضيع سياسيّة، بالعمق، وليس على من هو مسلم او مسيحي، وبالتالي هي نفسها معكم ومع "التيار" ومحوركم".



وتابع جعجع: "وللتاريخ فقط، إنّ الحزبَيْن المسيحيَّين اجتمعا في العام 2016 واتفقا، وكنت من ضمن القلائل الّذين لم يُرحّبوا بهذا الاتفاق في وقت تُزايِد علينا اليوم وتتساءل عن سبب عدم اتفاقنا".


وإذ شدَّد على أنّ هذا الكلام هو بمثابة غشّ للرأي العام، لفت جعجع إلى أنّنا "لسنا في صدد اللويا جيرغا "a loya jirga"، بل أمام استحقاقٍ رئاسيّ، أي على النّوّاب المشاركة والتصويت في الجلسة، فانتخابات الولايات المتحدة الأميركية خير مثال على ذلك، حيث نظّمت جلسات متتالية ومفتوحة حتّى انتخاب رئيس جديد للمجلس النيابي".




أردف: "نحن بصدد انتخابات رئاسية و"دولتك اكثر شي مقصر" فمن اللحظة الاولى كان يتوجّب عليك الدعوة إلى جلساتٍ مفتوحةٍ لا تُرفع إلّا بعد توصل الكتل النيابيّة إلى التفاهم، باعتبار ان الخلاف ليس "مسيحياً – مسلماً" بل هو على مشروعَين سياسيين. هذا ما كان من المفترض أن تقوم به بدل الدعوة إلى جلساتٍ صوريّة كان نوّابك من أوائل المنسحبين منها قبل انعقاد الدورة الثانية".


وجدّد جعجع الإشارة إلى أنّنا "منذ اللحظة الاولى أعلنّا اسم مرشحنا وحضرنا الجلسات وصوّتنا له وسنتابع، فيما أنتم عطّلتموها ولم تتّفقوا على مرشّح، فاكتفيتم بوضع الأوراق البيضاء أو الأسماء الوهميّة، وبالتالي، هذا ذنبكم والمقولة التي تسوّقون لها، بأنّ عدم اتفاق المسيحيين هو سبب الفراغ، هي خاطئة وفي غير مكانها".


كذلك، عزا عدم حصول الانتخابات الرئاسيّة إلى تعطيل فريق الممانعة لها، على خلفية ان لديه مرشّحاً يسعى إلى إيصاله ويعجز عن ذلك وسيستمرّ في التعطيل حتى ايجاد طريقة لتحقيق هدفه.



وتابع قائلاً: "مرشحنا معروف واسمه ميشال معوض، لذا عليك يا دولة الرئيس أن تدعو إلى جلسةٍ مفتوحة حتّى يتم انتخاب رئيس، خصوصاً أنّه بات هناك مرشّحان وهما معوض وسليمان فرنجية. أما "البخ" للرأي العام بأنّ المسيحيين لم يتّفقوا فهذا تزوير للواقع، ونجدد التأكيد أنّنا لن نسمح لكم بإيصال رئيسٍ بالغشّ، وهذا حقنا الطبيعي".


"رئيس القوات" تطرّق إلى استدعاء القاضية غادة عون للنائب زياد الحواط كي يمثل أمام القضاء في 23 آذار 2023 اي الخميس المقبل، ورأى أنه "أمام مثل هذه الدعوى"، "بحس كأنوا آخر الدني" فهي قاضية بحقّها دعاوى عديدة وقد تمت المطالبة بكفّ يدها عن ملفات، ولكنها تصر على المتابعة وتدعي على نائب يمثل شريحة كبيرة من الشعب اللبناني ويتمتع بالحصانة النيابية وذلك بسبب تعبيره عن رأيه، في الوقت الذي إذا سُئِل غالبية اللبنانيّين عن تصرفات هذه القاضية فسنسمع جواب الحواط نفسه".



وأعلن جعجع ان "الحواط سيحضر الجلسة وسيمثلُ أمام القضاء ولو إنّ الدفوع الشكلية كافية لعدم الحضور، ليس انطلاقا من الدعوى ولا إيماناً منه بطريقة عمل القضاء في لبنان، إنّما ليؤكد أمام الجميع أنّنا دُعاة الجمهوريّة القوية ونعني ما نقول".


وتابع: "الحواط مصرٌّ على حضور الجلسة وكذلك تكتل "الجمهورية القوية "، ولكن نتأسّف لأنّنا لم نتصور يوماً أن يصل التدهور بقاضية إلى هذا الحدّ بعدما عرّضت بعض المؤسسات المالية انتقائياً والنظام المصرفي والقضائي وما زالت مستمرة بهذه التصرفات للقضاء على كل ما يمكن أن تقضي عليه".



أما في مسألة الانتخابات البلدية والاختيارية، فشدد جعجع على ان "هذا الاستحقاق دستوري وسنتابع الاجتماعات والنقاشات كي يحصل في موعده المحدد، اذ، حتى لو نجح البعض في تعطيل الاستحقاق الرئاسي هذا لا يعني السماح بعدم انجاز استحقاق آخر، ولو أقل أهمية".


وأكد ضرورة الالتزام بإجراء الاستحقاقات الدستورية التي تستحق كلَ جهد وعمل"، متمنيا ان يبقى وزير الداخلية بسام مولوي مصرّاً على إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية على أفضل ما يكون.


MISS 3