نداء الوطن

اقتصاد لبنان عالق في شِباك الصراع الإقليمي

"حزب الله" يرفض إدارة "الصندوق" لـ "الإنهيار"

27 شباط 2020

03 : 35

يرفض "حزب الله" إدارة صندوق النقد الدولي للأزمة اللبنانية رفضاً قاطعاً. يفعل ذلك من بوّابة "عدم الخضوع للأدوات الإمبريالية... وهذا يعني أننا لا نقبل الخضوع لصندوق النقد الدولي من أجل إدارة الأزمة"، كما جاء على لسان نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الذي أشار في تعليق إلى أنه "لا يوجد شيء لمنع المشاورات مع صندوق النقد الدولي، وهذا ما تفعله الحكومة اللبنانية".

لكن، وفي مواجهة أعباء الدين العام والتضخم المستفحل وأزمة السيولة غير المسبوقة، ماذا يقدّم الحزب كخيار بديل؟ فلبنان بحاجة ماسة الى ضخّ سيولة تنعشه من غيبوبته.

إن الاصلاحات التي ظلّ المجتمع الدولي وعلى رأسه "سيدر" يطالب بها هي أكثر من ضرورية، من هنا يشكّل صندوق النقد ضمانة لتنفيذها ولكنها ليست كفيلة لوحدها بإخراجنا من أزمتنا فالمطلوب ضخّ "الدماء" في الجسم الاقتصادي الميت.

ولكن، وإذا سلّمنا جدلاً ان الاصلاحات كافية ومعها "بعض" التدابير لمرة واحدة مثل الضرائب على الثروة، فمن أين تأتي السيولة اللازمة والتي يقدّرها الخبراء بأكثر من 50 مليار دولار، أمن الصين أم إيران؟ وللإشارة، فإن الحكومة اللبنانية قد منحت شركة "لازارد" لإدارة الأصول في الولايات المتحدة دور المستشار المالي، وشركة المحاماة في لبنان "كليري جوتليب ستين آند هاميلتون" للقيام بدور المستشار القانوني لإعادة هيكلة الديون، وهو ما توقعته كل وكالات التصنيف العالمية.

قدمت لازارد سابقاً المشورة لعدد من الدول المتعثّرة لإعادة هيكلة الديون السيادية بما في ذلك الأرجنتين واليونان وأوكرانيا. وكانت شركة Lazard Freres ، إحدى الشركات الفرنسية التابعة لشركة لازارد ، من نصح الأرجنتين بإصلاح ديونها بعد أن تخلفت عن سداد حوالى 100 مليار دولار من القروض خلال أزمتها العام 2002. الاهم من كلّ ذلك يبقى من سيتحمل مسؤولية قرار من هذا النوع ومن حساب من يصار الدفع؟

لا أحد ينكر أن خيار صندوق النقد موجع مؤلم، وتتحمل مسؤولية الوصول اليه طبقة سياسية فاشلة وفاسدة، ولكنّ بقاء الامور على حالها والتلطّي وراء الاوهام وخيار الهروب الى الامام موجع أكثر ويتحمّل أعباءه الشعب المسكين.