زيلينسكي ينتظر ردّ بكين... وواشنطن تسرّع وتيرة تسليح كييف

روسيا والصين تحذّران: لا رابح في الحرب النووية

02 : 00

كيشيدا خلال زيارته إلى بوتشا أمس (أ ف ب)

فيما دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحذر الخطة الصينية لتسوية النزاع في أوكرانيا، متّهماً كييف برفضها، أشاد "القيصر" ونظيره الصيني شي جينبينغ أمس بدخول العلاقة الخاصة بين بلدَيهما "حقبة جديدة" في مواجهة الغرب، بينما كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه دعا الصين إلى الحوار و"ينتظر ردّاً" منها.

وكشف شي توقيع إعلان حول "تعميق الشراكة الاستراتيجية" بين البلدَين. وفي إعلان مشترك، هاجم الزعيمان الغرب بشدّة متّهمين الولايات المتحدة بـ"تقويض" الأمن العالمي للحفاظ على "أفضليّتها العسكرية"، في حين أعربا عن "قلقهما" من الوجود المتزايد لـ"حلف شمال الأطلسي" في آسيا.

وفي السياق، أكدت روسيا والصين أنهما ترفضان حدوث أي حرب نووية في وقت وصل فيه التوتر مع الغرب إلى أوجّه، واعتبرتا أن الجميع سيكون خاسراً في مواجهة مماثلة. وأوضحتا في الإعلان المشترك أنه لا يُمكن أن يكون هناك رابحون في حرب نووية، وأن (هذه الحرب) يجب ألّا تحدث أبداً.

لكنّ الرئيس الروسي هدّد بـ"الردّ" في حال زوّدت لندن أوكرانيا قذائف تحوي اليورانيوم المستنفد، وذلك ردّاً على تصريحات في هذا الصدد أدلت بها مساعدة وزير الدفاع البريطاني أنابيل غولدي. وقال بوتين: "يبدو أن الغرب قرّر بالفعل مقاتلة روسيا حتى آخر أوكراني، ليس فقط بالأقوال بل بالأفعال أيضاً".

وفي الأثناء، كانت لهجة بوتين مختلفة تماماً مع ضيفه الذي وصفه بـ"الصديق العزيز" و"الرفيق شي". حتّى أن الزعيمَين شربا خلال عشاء دولة أُقيم في الكرملين نخب "رخاء ورفاه" الشعبَين الروسي والصيني. وقال بوتين خلال هذا العشاء إنّه يرى "إمكانات غير محدودة" في التعاون الروسي - الصيني.

وكشف الرئيس الروسي أن بكين وموسكو توصلتا إلى اتفاق في شأن مشروع خط أنابيب الغاز الضخم "قوة سيبيريا 2" الذي سيربط سيبيريا بشمال غرب الصين، مؤكداً أن التعاون التجاري والاقتصادي بين الصين وروسيا هو "أولوية" في العلاقات بين موسكو وبكين. بالتزامن، كشفت شركة "غازبروم" الروسية العملاقة تسليم شحنات يومية قياسية إلى بكين عبر خط أنابيب سيبيريا.

وفي حين كان شي يظهر دعمه لموسكو، وصل رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إلى أوكرانيا، حيث أشاد زيلينسكي به "كمدافع قوي عن النظام الدولي". وأعرب كيشيدا عن "استياء" شديد خلال زيارته لبوتشا، قرب العاصمة الأوكرانية كييف، حيث اتُهمت القوات الروسية بارتكاب "جرائم حرب" فظيعة. بالتوازي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تحليق قاذفتَين استراتيجيّتَين فوق بحر اليابان لأكثر من 7 ساعات، مع وصول كيشيدا إلى أوكرانيا.

وفي غضون ذلك، شدّد المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي على أنه "لا يُمكن منطقيّاً اعتبار أن الصين محايدة" في ما يتعلّق بأوكرانيا، في انتقاد أميركي مباشر لاقتراح الوساطة الصينية بهدف تسوية النزاع بين موسكو وكييف. وأشار إلى أن بكين "لم تُندّد" بالغزو الروسي و"لم تكفّ عن شراء النفط الروسي"، متّهماً بكين بـ"نشر الدعاية الروسية" لجهة أن الحرب في أوكرانيا هي نتيجة عدوان غربي.

واعتبر كيربي أن البلدَين لا يربطهما "تحالف" فعلي بل "زواج مصلحة"، لافتاً إلى أن الصين وروسيا "تُريدان تغيير القواعد" التي تحكم النظام الدولي، بينما اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية أنّ الصين يُمكن أن تؤدّي "دوراً مفيداً في إقناع روسيا بالموافقة بحسن نية على مفاوضات سلام" مع أوكرانيا، لافتةً إلى أنّ موسكو لا تبدو ميّالة "في هذه المرحلة" إلى إنهاء الحرب.

ميدانيّاً، كشفت أوكرانيا عن تدمير صواريخ "كروز" روسية جراء انفجار في شبه جزيرة القرم، التي ضمّتها موسكو في العام 2014، بينما نفت موسكو حدوث ذلك مؤكدةً أنها صدّت هجوماً بمسيّرات، في حين أكدت وزارة الدفاع الأميركية أنّ الولايات المتحدة ستُسلّم دبابات "أبرامز" إلى أوكرانيا بحلول الخريف، في وتيرة أسرع بكثير مِما كان متوقعاً، كما ستُرسل أنظمة دفاع جوي "باتريوت" وفقاً لـ"جدول زمني معجّل".

إلى ذلك، شهدت بولندا احتفالاً لمناسبة نشر أوّل حامية عسكرية للولايات المتحدة الأميركية فيها، ما يُعدّ إشارة إلى وحدة الناتو "في مواجهة العدوان الروسي"، وفق السفير الأميركي لدى وارسو مارك برزيزينسكي. وستكون هذه الحامية، وهي الثامنة في أوروبا، مسؤولة عن تنسيق الدعم للقوات الأميركية المنتشرة في بولندا وفي الجناح الشرقي بأكمله لـ"حلف شمال الأطلسي".

إقتصاديّاً، أعلن صندوق النقد الدولي أنه توصّل إلى اتفاق مع الحكومة الأوكرانية حول خطّة مساعدة بقيمة 15.6 مليار دولار. وجاء في بيان للصندوق أن الخطّة من شأنها أن تُتيح "دعم الانتعاش الاقتصادي التدريجي مع تهيئة الظروف لنمو طويل الأجل في سياق إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد النزاع" ومسار انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.


MISS 3