عقوبات أميركية جديدة تستهدف "المسيّرات الإيرانية"

02 : 00

خامنئي يُحيي أنصار النظام في مشهد أمس (أ ف ب)

بعدما فرضت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على طهران متّصلة بانتهاكاتها المستمرّة لحقوق الإنسان، فرضت وزارة الخزانة الأميركية أمس عقوبات على 4 كيانات و3 أفراد في إيران وتركيا، لمشاركتهم في شراء معدّات لدعم برامج الأسلحة والطائرات بلا طيار الإيرانية. وأوضحت الخزانة الأميركية في بيان أن هذه الكيانات والأفراد عملوا، ضمن شبكة مقرّها الصين، على توريد معدّات، منها محرّكات طائرات مسيّرة أوروبّية المنشأ، نيابةً عن وزارة الدفاع الإيرانية التي تُشرف على العديد من الشركات المشاركة في تطوير الطائرات بلا طيار والصواريخ الباليستية.

وشملت لائحة العقوبات مركز أبحاث العلوم وتكنولوجيا الدفاع الإيراني، وأمان الله بيدار، الذي ذكرت وزارة الخزانة أنه عمل مديراً تجاريّاً ووكيلاً للمشتريات في المركز، وشركة "فرزان" للهندسة الصناعية التي أنشأها بيدار.

ومن بين المشمولين بالعقوبات مواطن تركي يُدعى مراد بوكي، اتّهمته الخزانة الأميركية بتسهيل شراء مجموعة متنوّعة من المعدّات ذات التطبيقات الدفاعية، من بينها أجهزة لاكتشاف المواد الكيماوية والبيولوجية لصالح الشركة التي أنشأها بيدار.

وأشارت وزارة الخزانة إلى أن بوكي "حاول أيضاً تزويد محرّكات أوروبّية المنشأ بتطبيقات خاصة بالطائرات المسيّرة وصواريخ أرض - جو، وإرسالها إلى بيدار وفرزان".

وتحدّثت عن أنه "باع بصورة منفصلة أكثر من 100 محرّك من محرّكات الطائرات المسيّرة الأوروبّية المنشأ، وملحقاتها، بقيمة تزيد على مليون دولار للشركات التي من المحتمل أن تكون قد نقلت المحرّكات إلى إيران"، في حين وافقت المحكمة العليا في إسبانيا في نيسان من العام الماضي، على تسليم بوكي إلى الولايات المتحدة.

واعتبر مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية بريان نلسون أن "المعلومات الموثوقة والأدلّة القاطعة على إرسال أسلحة وطائرات إيرانية مسيّرة إلى قوات تعمل بالوكالة تُشير إلى أن إيران تواصل تقويض الأمن الإقليمي والاستقرار العالمي"، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستواصل فضح شبكات المشتريات الأجنبية للصناعة العسكرية الإيرانية.

في المقابل، دان المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني العقوبات الأخيرة التي فرضها الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على طهران. واعتبر أنه "بدلاً من التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، يتعيّن على بعض الأطراف الأوروبّية التصرّف بمسؤولية وإنسانية تجاه المطالب الحقيقية لشعوبها من خلال تجنّب السلوك العنيف وقمع المحتجّين".

توازياً، أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي أن إيران "ليست مستاءة من أوروبا"، وأنها مستعدّة للعمل مع أي من الدول الأوروبّية التي "تتجنّب التبعية العمياء لسياسات أميركا". وخلال خطاب ألقاه في مدينة مشهد في اليوم الأوّل من العام الجديد في التقويم الفارسي (نوروز)، انتقد خامنئي الولايات المتحدة، متّهماً إياها بإثارة الحركة الاحتجاجية التي هزّت إيران بعد وفاة مهسا أميني في أيلول.

وقال خامنئي من مرقد الإمام رضا إنّ "الغرب كان يعمل على عزل إيران غير أن ما تحقّق على أرض الواقع كان تراجع علاقاتنا مع الغرب وتعزيز هذه العلاقات مع آسيا"، لافتاً إلى أن "العلاقات السياسية والاقتصادية والفنية والعلمية تستمرّ مع دول آسيا كما أن إيران انضمّت إلى معاهدات هامة".

من جهة أخرى، أشار خامنئي إلى أنه "لم يكن هناك تدخل" من إيران في الصراع في أوكرانيا، في حين تتّهم دول غربيّة طهران بدعم روسيا، خصوصاً من خلال تزويدها بطائرات مسيّرة، مشدّداً على أنّ "الولايات المتحدة أشعلت الحرب، وهي أكبر المستفيدين من استمرارها، ولذلك تُعطّل كلّ الوساطات، لأنّها تستفيد من هذا الوضع القائم".


MISS 3