دعوة أوروبّية لأنقرة وموسكو إلى "خفض التصعيد"

أردوغان: "لن نتراجع قيد أنملة" في إدلب

09 : 11

تركيا تحشد استعداداً لشنّ حملة عسكريّة ضدّ قوّات النظام في إدلب (أ ف ب)

على وقع التقدّم الميداني لجيش النظام السوري الذي أدّى إلى مقتل جنديين تركيين بقصف جوّي بالأمس، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أنقرة "لن تتراجع قيد أنملة" في إدلب، حيث تتصاعد المواجهات بين الجيش التركي والفصائل السوريّة من جهة وقوّات النظام وروسيا من جهة أخرى، بينما يتوقع أن يُعقد اجتماع بين أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وفق ما أعلن وزير الخارجيّة التركي، قبيل قمّة محتملة تضمّ ألمانيا وفرنسا في مسعى للتوصّل إلى حل سياسي للأزمة في إدلب.

وقال أردوغان في كلمة أمام نوّاب من كتلة "العدالة والتنمية" في البرلمان في أنقرة: "لن نتراجع قيد أنملة في إدلب، وسندفع بالتأكيد النظام (السوري) خارج الحدود التي وضعناها، ونضمن عودة الناس إلى ديارهم". وبعدما كان الرئيس التركي قد دعا النظام السوري إلى "وقف هجماته في أقرب وقت" والانسحاب قبل نهاية شباط الحالي من المواقع التي تقدّم اليها أخيراً، قال بالأمس: "المهلة التي أعطيناها للذين قاموا بتطويق مواقع المراقبة التابعة لنا، شارفت على الانتهاء"، مضيفاً: "نحن بصدد التخطيط لتحرير مواقع المراقبة تلك من الذين يُطوّقونها، بشكل أو بآخر بحلول نهاية شباط".

وأوضح أن "مشكلتنا الأكبر حاليّاً هي أنّه لا يُمكننا استخدام المجال الجوّي" فوق إدلب والذي تُسيطر عليه روسيا. لكنّه أضاف: "بإذن الله سنجد حلّاً في وقت قريب"، فيما نقلت الصحف التركيّة عن أردوغان قوله إنّ تركيا لم تتلقَ بعد المساعدات التي "وعدت بها" الولايات المتحدة، مؤكداً أن أنقرة ستحصل على منظومة دفاعيّة أميركيّة من طراز "باتريوت"، إذا وافقت واشنطن على بيعها.

وبعد وقت قصير من تصريحات أردوغان، ذكرت تقارير إعلاميّة أن عسكريين وديبلوماسيين من روسيا وصلوا إلى أنقرة لمزيد من المحادثات مع نظرائهم الأتراك، والتي بدأت في وقت متأخّر بعد الظهر، فيما أفاد مصدر ديبلوماسي تركي بأنّ جلسة أخرى من المحادثات ستجرى اليوم. وكانت محادثات مماثلة قد فشلت الأسبوع الماضي.

وبينما يتعرّض الغرب لانتقادات بسبب عدم تدخّله للتأثير على الأوضاع في إدلب التي تُواجه كارثة إنسانيّة خطرة، حضّ وزراء خارجيّة 14 دولة أوروبّية أنقرة وموسكو على "خفض التصعيد"، وذلك في مقال نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسيّة.

وحذّر الوزراء الـ14 ومن بينهم الفرنسي جان إيف لودريان والألماني هايكو ماس من أن محاربة "الإرهاب" كما تزعم موسكو التي تدعم هجوم القوّات السوريّة في المحافظة، لا تُبرّر "الانتهاكات الكبرى للقانون الإنساني الدولي". وكتب الموقّعون على المقال: "ندعو روسيا إلى مواصلة المفاوضات مع تركيا لخفض التصعيد في إدلب والمساهمة في إيجاد حلّ سياسي".

وأضافوا: "نُدرك تماماً وجود جماعات متطرّفة في إدلب. لن نستخفّ بتاتاً بمشكلة الإرهاب: نُحاربه بعزم". وتابعوا: "لكن مكافحة الإرهاب لا يُمكن ولا يجب أن تُبرّر الانتهاكات الهائلة للقانون الدولي الإنساني". والموقّعون هم وزراء خارجيّة هولندا وإيرلندا وبولندا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وإسبانيا وفرنسا والبرتغال وفنلندا والدنمارك والسويد وليتوانيا واستونيا.

في غضون ذلك، أعلنت الإدارة التربويّة التابعة للفصائل المقاتلة في شمال غربي سوريا تعليق التدريس في مدينة إدلب ومحيطها، غداة قصف طال مدارس عدّة وتسبّب بمقتل أربعة مدنيين على الأقلّ.


MISS 3