بعد زيارة عمل إلى مقر الاتّحاد والمفوضية الاوروبيّة محورها خطّة التعافي..

الحلبي عاد من بروكسل: لتوفير العدالة في تمويل القطاع التربويّ

17 : 57

عاد إلى بيروت وزير التربية والتعلم العالي عباس الحلبي بعدما أنهى زيارة عمل مكثفة إلى مقر الإتحاد الأوروبي في بروكسل والمفوضية الأوروبية تمحورت حول خطة التعافي التربوي وتوفير مقومات التعليم في المدارس الرسمية.


ورافق الوزير في زيارته، كلٌّ من مديرة مكتبه رمزه جابر، منسق عام المناهج التربوية جهاد صليبا، والمستشار للشؤون التكنولوجية ماهر الحسينية، وانضمَّ إلى الوفد سفير لبنان في بلجيكا، فادي الحاج علي، وطاقم السفارة.


المحطَّة الأولى كانت مع مدير دائرة الشَّرق الأوسط في الخارجيَّة البلجيكيَّة هوبير كورمان، حيث تمّ عرضُ الوضع التربويّ وتأثره بالوضع العام في البلاد وأزمات الداخل والخارج وخطة الحلّ.


ثم اجتمع مع رئيس حكومة إقليم والونيا بروكسيل بيار جيهوليت في حضور وزيرة التربية في الإقليم كارولين ديزير، ووزيرة التعليم العالي فاليري غلاتينيي، وتم في خلاله عرض التعاون على المستوى الفرنكفوني، والعلاقات التربوية على المستويات كافة في التعليم العام والتعليم العالي، كما تطرق المجتمعون إلى حاجة لبنان إلى مساعدات عينية ومنح دراسية ودعم تقني للوزارة ومؤسساتها.


وعبر الجانب البلجيكي عن الاستعداد لدعم لبنان في المجالات المذكورة، وتم التوافق على متابعة الملفات بين الجانبين.


ثم اجتمع الوزير الحلبي والوفد المرافق مع رئيس لجنة التنمية في البرلمان الأوروبي توماس توبيه، وهذه اللجنة مسؤولة عن العلاقات وقضايا التنمية في دول الجوار الجنوبي للاتحاد الأوروبي وبينها لبنان، وتضع التوصيات المتعلقة بتمويل القطاع التربوي.


وطلب الوفد اللبناني المساعدة والدعم لتنفيذ خطة الوزارة.


وأكد الوزير الحلبي للمجتمعين التزام لبنان بتوفير حق الوصول إلى التعليم لجميع الأولاد الموجودين على الأراضي اللبنانية، وعرض الواقع التربوي ومسار الإصلاحات التي بدأها في الوزارة.


وأبدى الجانب الأوروبي الاستعداد لمتابعة الملف وتوفير الدعم اللازم.


ثم شارك الوزير الحلبي والوفد بجلسة للجنة المشرق في البرلمان الأوروبي برئاسة النائبة الإسبانية إيزابيل سانتوس، وألقى الوزير الحلبي كلمته في الاجتماع البرلماني ركز فيها على عرض الوضع اللبناني من جوانبه كافة والتزام الوزارة بمسار الإصلاح الذي بدأه الوزير، ويتابعه مع الإدارة ترسيخا الشفافية والتطوير وتعزيز الحوكمة وزيادة الفعالية للنظام التربوي.


وأشار الوزير في كلمته إلى توفير التعليم للجميع من دون تمييز بين لبنانيين وغير لبنانيي من لاجئين ونازحين ومقيمين. وشدد على حاجة لبنان الملحة إلى الدعم الدولي والأوروبي بصورة خاصة.


وأشار الوزير الحلبي في كلمته إلى الحالة الطارئة التي تعانيها التربية في لبنان والحاجة إلى الدعم الملح للتعليم الرسمي، شارحاً معاناة المدرسة الرسمية والحلول المطروحة، مشيراً إلى "أنّ الاحتلالات المتكررة للبنان وخرق سيادته، وانعكاس الأوضاع الإقليمية على أوضاعه الداخلية، ادى إلى ضعف مؤسساته، فلم يبقَ أمامه إلا التربية والتعليم ليتحدى بهما الزمن".


واكد "ان إعداد الأجيال الشابة بصورة جيدة هي الجواب والأمل للنهوض والتطور".


ولفت إلى أننا في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخنا لا يطلب لبنان الأسلحة، بل يطلب إنقاذ التربية لأنها تشكل سلاحه".


وذكر بأن لبنان قد احترم دائماً الحقوق التي نصت عليها الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، وقد أكدنا دائما حق اللاجئين والنازحين الفلسطينيين والسوريين والأولاد من كل الجنسيات، بالوصول إلى التعليم. وإننا في ظل الأوضاع التي تعيق التعليم في لبنان، نكرر حق اللبنانيين أنفسهم أيضا بالتعليم، خشية انهيار النظام التربوي اللبناني".


أضاف: "لقد فرغت المدارس في لبنان من التلاميذ بسبب إضرابات المعلمين على مدى نحو سبعة أسابيع، مطالبين بتصحيح رواتبهم، وقد اقفلت العديد من المدارس ابوابها لعدم توافر مقومات التشغيل.


لقد ألقت نتائج هذه الأوضاع بثقلها على المجتمع اللبناني من الفقر والجهل والاغتصاب، والتعدي على حقوق الأطفال، والزواج المبكر وانتشار السلاح غير الشرعي وغيرها الكثير، ما يهدد بانفجار اجتماعي إذا لم يكن هناك تدخل لإنقاذ التربية. إن أي بلد لن يتمكن من مواجهة التحديات الاجتماعية الاقتصادية والأزمات من دون أن يضع في مقدمة اهتماماته حاجات التلامذة وتأمين الإصلاح لنظامه التربوي الذي يضمن تكافؤ الفرص في التعليم.


لقد انطلقنا في مسار الجودة، وأطلقنا الإطار الوطني لمنهاج التعليم العام بعد تأخر ناهز الـ25 عاماً. وباشرنا وضع 10 أوراق مساندة للمنهاج تحدّد سياسات تربوية منطلقة من الإطار الوطني وتشمل اللغات والثقافات واحترام البيئة وتتآلف مع سرعة التطوير والتحول الرقمي، ومن المقرر أن تصدر في خلال مهلة شهرين. كذلك، تم اتباع نظام للاعتماد التربوي وتمهين مهنة التعليم، آخذين في الاعتبار الطفولة المبكرة والمدارس الدامجة المؤهلة. إن هذه الإصلاحات التربوية يمكن أن تزوّد المتعلمين بمهارات وكفايات تجعلهم قادرين على خوض تحديات القرن الحالي" .


وتابع الوزير الحلبي: "إننا نؤكد أننا في وزارة التربية نطبق راهنا مبادئ الشفافية في كل ملفاتنا وفي التواصل مع المانحين. كما أنّ الوزارة تحترم مقتضيات قانون الحق في الوصول إلى المعلومات، وقد نشرت على موقعها الرسمي كل الأخبار وتطور تنفيذ المشاريع.


وتابع الوزير الحلبي: "جئت إلى اجتماعكم الموقر، معبد الديمقراطية التمثيلية، لحضكم أكثر على إنقاذ التربية والتعليم الرسمي في لبنان، والحفاظ على الأمل الذي يمثله التعليم الرسمي في لبنان. ما يعني إنقاذ الأمل في بلد متنوع يعتنق التنوع والحرية المطلقة في المعتقد. وأجد من المفيد التذكير بحقيقة منسية، وهي أنّ الدستور اللبناني هو الدستور الوحيد في المنطقة الذي لا يكرس دينا محددا للدولة، وبالتالي فإن هذه الثقافة الكونية لا يمكن أن تواجه الإيديولوجيات الإثنية والدينية إلا من طريق التعليم الرسمي الحافظ للحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية" .


وختم الوزير الحلبي: "لنتجنب الشعبوية في الأفكار واللعب على المفردات، ولنعمل معا من اجل الخير العام الذي يمثله التعليم الرسمي، فالتربية هي السلاح الأقوى الذي نغير به العالم، ولبنان هو مهد الحرف والكلمة والحق، يحتاج إلى سلاح الكلمة والمعرفة.


ثم اجتمع الوزير والوفد المرافق مع النائب في البرلمان الأوروبي غيورغي هولفيني وهو العضو المقرر للجنة التنمية البرلمانية في الإتحاد الأوروبي، وتمحور الحديث حول مشروع قرار في البرلمان الأوروبي يتعلق بتمويل الإتحاد الأوروبي قطاع التربية في دول الجوار ومن ضمنها لبنان، وهو كان زار لبنان وترأس بعثة الإتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات وبالتالي كان على معرفة تامة بالوضع اللبناني.


ثم اجتمع الوزير والوفد مع المفوض الأوروبي لتوسيع السياسة الأوروبية للجوار أوليفيه فارهيلي، حيث تم عرض الواقع اللبناني.


وطالب الوزير بتوفير "العدالة في التمويل ما بين التعليم في دوام قبل الظهر ودوام بعد الظهر. وقد وافق المفوض على تحقيق العدالة في هذا المجال.


وأكد المفوض للوزير الحلبي أن لبنان يعيش وضعاً اقتصادياً واجتماعياً متدهوراً وكرّر وقوف الإتحاد الأوروبي إلى جانب لبنان، ودعم الإصلاحات التي بدأت في هذا المجال. ووعد بزيارة لبنان للتأكد من تنفيذ الوعود التي قطعها.


ثم عقد الوزير والوفد اجتماع عمل مع أعضاء مجموعة الصداقة اللبنانية البلجيكية في البرلمان الفدرالي البلجيكي برئاسة ناديا اليوسفي، وهي نائبة في مجلس الشيوخ ورئيسة لجنة الصداقة البرلمانية بين لبنان وبلجيكا، وذلك في حضور وزير الدفاع البلجيكي والنائب مالك بن عاشور.


وتم التطرق إلى الأوضاع السياسية السائدة وانعكاسها على الوضع التربوي.


واجتمع الوزير أيضا مع المديرة العامة للتربية والشباب والرياضة والثقافة الوزيرة فيفيان هوفمان في حضور رئيس وحدة العلاقات الدولية فيليب فان ديبول، وتناول البحث مجمل القضايا التربوية والشبابية، إضافة إلى البرنامج الأوروبي للمنح الجامعية + Erasmus.


وعقد الوزير الحلبي إجتماعا مع نائب رئيس المفوضية الأوروبية مارغاريتش سكيناس، حيث تمت المتابعة التفصيلية للملفات التي تمت إثارتها مع المفوض الأوروبي.


كما عقد اجتماعا مع فريق عمل أكاديمية البحث والتعليم العالي ARES، وكان عرض لكيفية مساعدة الطلاب اللبنانيين في جامعات أوروبا".

MISS 3