واشنطن تستعدّ لـ"مواجهة محتملة" مع بكين

كييف تتحضّر لـ"هجوم مضاد" في باخموت

02 : 00

أوكرانيّان يعبران جسراً متضرّراً بالقصف الروسي في شرق خاركيف (أ ف ب)

تعتزم كييف الاستفادة من إرهاق القوات الروسية في باخموت، حيث تتركّز المعارك الضارية في شرق البلاد، لكي تُطلق هجوماً مضاداً في موعد "قريب جدّاً"، فيما تفقّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي محيط الجبهة في منطقة خيرسون المحتلّة جزئيّاً من روسيا في جنوب البلاد، وحذّر زعماء دول الاتحاد الأوروبي خلال كلمة ألقاها عبر الفيديو أمام قمة للتكتل في بروكسل من أن "التأخّر" في تزويد بلاده طائرات حربية وصواريخ بعيدة المدى قد يُطيل أمد الحرب، بحسب ما كشف مسؤول أوروبي. كما أوضح المسؤول الأوروبي أن الرئيس الأوكراني رحّب بخطّة وافق عليها الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع وتهدف إلى إمداد كييف بمليون قذيفة مدفعية خلال الأشهر الـ12 المقبلة، في حين أعلن الجيش الأوكراني عن طريق الخطأ انسحاب روسيا من نوفا كاخوفكا القريبة من مدينة خيرسون.

وبعد ساعات على تفقّد زيلينكسي المنطقة، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن القوات الروسية انسحبت من مدينة نوفا كاخوفكا الواقعة على الجهة المقابلة من نهر دنيبرو في منطقة خيرسون. لكن هيئة الأركان الأوكرانية سارعت لنفي الانسحاب الروسي وأقرّت بوقوع خطأ.

في غضون ذلك، رفض الأمين العام لـ"حلف شمال الأطلسي" ينس ستولتنبرغ الشكاوى الروسية في شأن إعلان بريطانيا أنها تعتزم إرسال ذخيرة إلى أوكرانيا تحوي اليورانيوم المنضّب. وأكد ستولتنبرغ لوكالة "فرانس برس" أن "الشركاء في الناتو يتّبعون القواعد الدولية والقانون الدولي في كلّ ما يفعلون في إطار دعمهم أوكرانيا".

توازياً، دان الاتحاد الأوروبي تهديد الرئيس الروسي السابق دميتري مدفيديف باستخدام القوّة ضدّ المحكمة الجنائية الدولية والدولة المضيفة لها هولندا، وذلك بعد إصدار المحكمة مذكّرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفي وقت سابق، حذّر مدفيديف من أن اعتقال أي دولة لبوتين سيكون بمثابة "إعلان حرب".

وقال مدفيديف: "لنتصوّر الأمر... رئيس دولة هي قوة نووية يتوجّه مثلاً إلى ألمانيا حيث يتمّ توقيفه. ما سيكون ذلك؟ إعلان حرب على روسيا"، مضيفاً: "إذا حصل ذلك، فإنّ كلّ قدراتنا من صواريخ وسواها ستسقط على البوندستاغ (البرلمان الألماني) ومكتب المستشار، وما إلى ذلك".

كما لوّح مدفيديف الإثنين الماضي باستهداف مبنى المحكمة الجنائية في لاهاي بضربة صاروخية، قائلاً: "يُمكننا أن نتخيّل صاروخ "أونيكس" الفرط صوتي أُطلق من سفينة حربية روسية في بحر الشمال وهو يضرب مبنى المحكمة في لاهاي. لا يُمكن إسقاطه مع الأسف".

وفي الأثناء، وقّعت المحكمة الجنائية الدولية مع كييف اتفاقاً لإنشاء مكتب للمحكمة في أوكرانيا. وقال المدّعي العام الأوكراني أندريي كوستين في شأن الاتفاق الذي وقّعه باسم أوكرانيا في مقر المحكمة في لاهاي: "إنّها مجرّد بداية، وهي بداية جيّدة"، مضيفاً: "أنا مقتنع بأنّنا لن نتوقف حتّى يمثل جميع مرتكبي الجرائم الدولية التي ارتُكبت في أوكرانيا أمام القضاء... وذلك بغضّ النظر عن منصبهم السياسي أو العسكري".

على صعيد دولي آخر، شدّد قادة البنتاغون على وجوب الإعداد لـ"مواجهة محتملة" مع الصين، لافتين إلى أن الميزانية الدفاعية المقترحة والتي تُقدّر بنحو 842 مليار دولار تُركّز على ردع "الصين وإيران وكوريا الشمالية".

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال جلسة استماع في مجلس النواب الأميركي إنّ الميزانية الدفاعية التي تطرحها إدارة الرئيس جو بايدن "ستُساعدنا على تعزيز الأمن القومي"، معتبراً أن حجم هذه الميزانية "دافعها عمل استراتيجي وإحدى هذه الدوافع التنافس الاستراتيجي الجاد مع الصين"، مشيراً إلى التركيز كذلك "بشكل أكبر على تهديدات روسيا المتنامية".

واعتبر أوستن أن زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى روسيا، "رسالة مقلقة"، وهي رسالة للدعم كذلك، "لكنّنا لم نرَ أي دعم مادي إلى موسكو حتى الآن، لكنّنا نُراقب ذلك بدقة"، فيما رأى رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي أن تصرّفات الصين "تدفعها نحو مسار المواجهة والصراع المحتمل مع جيرانها وربّما مع الولايات المتحدة". كذلك، أكد ميلي أن "الجيش الأميركي لديه خيارات عدّة إذا حاولت إيران تصنيع أسلحة نوويّة"، مشدّداً على أنه "لن نسمح لطهران بتهديدنا عبر حروب الوكالة".


MISS 3